5 سنوات فصلت بين تقدم مصر بملفها لاستضافة كأس العالم للكبار 2010 وبين إقامتنا لمونديال الشباب، فترة قصيرة فصلت بين "الصفر" الشهير الذى شوّه وجه الرياضة المصرية وبين نجاحنا فى إبهار العالم.
"إحنا قدها".. مش شعار بنقوله أو كلام بنردده وخلاص، "إحنا قدها" ديه شهادة عالمية من كل واحد حضر أو شاف مباريات المونديال. مصر أسكتت كل المنتقدين، وكممت أفواه من حاول تشويه صورتها أمام العالم، ونجحت رغم أنف الحاقدين فى إثبات قدرتها على استضافة الأحداث العالمية.
نجاح مصر فى تنظيم مونديال الشباب أكد أن أبناءها ليسوا "فرزًا ثالثًا" من البشر، وأننا كمصريين لم تتأثر قوانا العقلية بـ"الفول" أو "الطعمية" كما يروجون فى وسائل الإعلام العالمية، فنحن نمتلك القدرة على التخطيط والتنظيم والتنسيق.
لدينا أيضًا القدرة على تشييد ملاعب تعجز دولاً تفوقنا اقتصاديًا وعلميًا عن بنائها، ولدينا إمكانات لا تجدها إلا فى المصريين حين يتخلون عن "رعونتهم" و"عشوائيتهم"، قدرة فريدة على الإبداع والإتقان وإسكات كل المنتقدين.
أنا لا أكتب بمنطق المشجع المصرى الذى يهلل لأى نجاح تحققه بلده، ولا بمنطق حامل لواء نصرة الكرة المصرية، ولكن أتحدث من واقع خبرة طويلة ومتابعة لعشرات الأحداث الرياضية العالمية فى مختلف دول العالم.
مصر نجحت فى كل شىء، أبهرت الفرق المنافسة بتنظيم جيد، وقدمت افتتاحًا استثنائيًا، كان أشبه بـ"الصدمة" لكل المشككين فى قدراتها التنظيمية. وثمار هذا النجاح ظهرت مبكرًا فى تصريح جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، الذى أكد فيه أن مصر أثبتت قدرتها على تنظيم كأس العالم من خلال نجاحها الباهر فى مونديال الشباب.
وهناك إيجابيات أخرى، أبرزها عودة مصر وبقوة إلى دائرة الضوء، وتأكد الجميع أن الفراعنة لن يبتعدوا عن المحافل الكروية العالمية تنظيميًا أو حتى على مستوى المشاركة فى البطولات. فالعالم كله الآن ينظر إلى مصر ويتابع أخبار البطولة التى خلت حتى الآن من أى أخطاء كبيرة تفسد نجاح التنظيم، باستثناء هفوات لا يذكرها إلا متربص أو حاقد مريض.
فاصل أخير
لا يجب أن ننسى فى "زحمة" مونديال الشباب، أن الفراعنة الكبار يخوضون بعد أيام مهمة صعبة فى لوساكا، وأن الفوز بها أمر حتمى، والخوف الآن أن يستشعر لاعبو المنتخب الأول وجهازهم الفنى أنهم أصبحوا فى "غربة"، وأن البساط قد سحب من تحت أقدامهم أو أن الجماهير قد تشتت بين أزمات أنديتها وبين آمالها فى كأس العالم للشباب وتركت الحلم الأكبر بالذهاب إلى جنوب إفريقيا من أجل أشياء أخرى.
وأخيرًا، أؤكد أن السعادة المصرية ستكتمل إذا ما نجحنا فى تحقيق نتيجة إيجابية فى كأس العالم للشباب، وبعدها تمكنا من التأهل لمونديال الكبار.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة