أثار التقرير الذى أعدته اليونسكو عن التربية الجنسية، والمزمع توزيعه على الحكومات والسلطات التعليمية والهيئات المحلية بنهاية الشهر الجارى العديد من الانتقادات.
يوصى الدليل بتعريف الأطفال من سن الخامسة بالأجزاء الخاصة من أجسادهم وما يعرف بالعادة السرية، كما يوصى بتدريس الأطفال من سن الثانية عشرة عن طرق الإجهاض الآمن ووسائل منع الحمل والأمراض المنقولة جنسيا ويهدف التقرير إلى مساعدة الدول على تطوير التربية والتثقيف الجنسى والصحة خاصة فى الدول النامية.
وقد وجهت العديد من الانتقادات لهذا التقرير من قبل بعض أعضاء الحزب البريطانى المحافظ حيث اعتبره البعض أنه يدمر دور الوالدين فى تعليم أطفالهم معلومات عن الجنس، مع تأكيد أن الوالدين وليس السلطات هما المعنيان بتحديد الوقت المناسب لتعلم أبنائهما الأمور الجنسية فما قد يتعلمه طفل وهو فى العاشرة من عمره قد لا يتقبله طفل آخر حتى يبلغ الثالثة عشرة.
مما دعا مسئولى الأمم المتحدة واليونسكو إلى تأكيد أن القرار بيد الحكومات والهيئات التعليمية أن تطبق هذا الدليل وإرشاداته أو لا، وقد عبر مارك ريتشموند-المنسق الدولى للإيدز باليونسكو- أن الدليل يأخذ الشكل الإرشادى بمعنى أنه لا يلزم المدرسين تعليم الطفل العادة السرية فى الخامسة من عمره ولكن يمكن ذكرها ويقرر الوالدان مع المدرسين متى يستطيع الطفل أن يتعلم المزيد بينما يتوقع مسئولو اليونسكو أنه يسهم فى خفض نسب الشباب الذين يصابون بالأمراض المنقولة جنسيا كما سيكون له دور فى تقليل نسب الحمل غير المرغوب فيه بين الشابات.
الطبيبة النفسية منى يسرى أكدت أن إكساب الطفل للمعلومات الجنسية لابد أن يكون مصحوبا برؤية دينية، وأكدت عدم إمكانية تحديد عمر محدد لإكساب الطفل معلومات جنسية إنما يكفى أن نجيب على أسئلته بطريقة علمية ودينية دون التطرق إلى معلومات أعمق لم يسأل عنها.
وأكدت أن فى بعض الأحيان قد يعتقد الآباء أن أبناءهم يمارسون العادة السرية قبل عمر الخامسة ويصابون بالذعر ويتعاملون مع تلك المشكلة بعنف مبالغ فيه بينما قد لا يتعدى الأمر وجود التهابات فى الأعضاء التناسلية لكن العنف المبالغ فيه يؤدى إلى تمسك الطفل بتلك العادة بصورة أكبر.
فعلى الأب والأم أن يبحثا وراء تلك المشكلة فكثيرا ما يكون السبب هو مشكلة طبية لذلك يجب استشارة الطبيب وعدم توبيخ الطفل إنما محاولة شغله من خلال اللعب حتى ينسى تلك العادة.
قبل عمر الخمس سنوات، هناك قدر من المعلومات لابد أن يتعلمها الطفل حتى يكون قادرا على حماية نفسه، فلابد أن يتعلم الطفل الأجزاء المختلفة من جسده وأن هناك أجزاء خاصة به لا يجوز لأحد أن يمسها كما أن على الأم أن تعلمه كيف ينظف نفسه قبل مرحلة الذهاب إلى المدرسة.
الباحثة التربوية دكتورة بثينة رؤوف أبدت رفضها لدليل اليونسكو مؤكدة أن الاختلاف الثقافى والاجتماعى بل والمناخى يجعل ما يطبق فى أوربا غير قابل للتطبيق فى الدول النامية خاصة البلاد ذات المناخ الحار.
وشددت أن المعنى بتدريس الثقافة الجنسية للطلاب فى المدارس هم مدرسو التربية الدينية وأنه حتى لا يمكن للوالدين أن يقوموا وحدهم بهذه المهمة ففى الطبقات المتدنية يمكن أن يعطى الوالدان معلومات جنسية خاطئة.
ورفضت تماما أن يتعلم الأطفال أقل من 10 سنوات أى معلومات جنسية مؤكدة أن علماء النفس يطلقون على تلك المرحلة "الكمون الجنسى" وذلك ما لم يتم استثارة الطفل عن طريق وسائل الإعلام أو الاعتداء الجنسى عليه.
اليونسكو توصى بتعليم الثقافة الجنسية للأطفال
الإثنين، 05 أكتوبر 2009 08:47 ص
أثار التقرير الذى أعده اليونسكو عن التربية الجنسية جدلا مدويا فى الأوساط الثقافية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة