مستفزة هى الحوارات التليفزيونية والمقابلات الصحفية حول التطبيع مع العدو الصهيونى، سواء أسميتموه دولة أو كيان فلا تزال إسرائيل هى العدو الرئيس بشهادة الشهود جميعا أحياء وأموات.
ومبعث الاستفزاز أن عدد مؤيدى التطبيع والمروجين له هو كما كان قبل عشرين عاما.
نفس الوجوه مع تغيير بسيط فى لون الشعر ونوع الكرافتات التى يرتدونها ونوعية النظارات التى يلبسونها والتى بات واضحا أنها ماركات عالمية ثمنها شىء وشوية!!
فلا عجب إذن أن يتم اختيار موضوع التطبيع فى عز هجوم الصهاينة على الأقصى وحصارهم للمصلين المسلمين بداخله وحمايتهم للمتطرفين اليهود خارجه حتى ينقضوا عليه ثم يعلنوا تقسيمه، بينما دعاة التطبيع لا يزالون يناقشوننا فى جدوى المقاطعة وكأنما التطبيع قد جاء فعلا بالسلم لنا ولمن حولنا!!
دعاة التطبيع ينسون دائما أن من يقتل الجنود المصريين المسالمين على الحدود هم الصهاينة وأن الجواسيس الذين يتم إلقاء القبض عليهم هم جواسيس للعدو الصهيونى وأن المستفيد من العلاقة التجارية مع الصهاينة ليس الشعب المصرى بل ثلة من رجال أعمال فقدوا ضمائرهم وعميت أبصارهم من أجل مصالحهم وشايعهم على ذلك رجال السلطة الذين يريدون أن يبرهنون للصهاينة والبيت الأبيض أنهم دعاة سلام وأنهم أحق بالسلطة وأهل لها بعد عمر طويل.
لا جرم إذن أن يختفى الحديث عن الأقصى وحصاره وعن القدس واستعماره وعن جرأة السلطة الفلسطينية ووقاحتها فى التخلى عن إدانة إسرائيل فى محفل دولى من أجل إتاحة فرصة للسلام (ولا أعرف أين هو السلام).
هناك نوع من خلط الأوراق أو كما نقول بالعامية (العبط على الشيطنة) من بعض وسائل الإعلام ومن بعض مقدمى البرامج فى إدارة بعض الحوارات الخاصة بالتطبيع مع العدو الصهيونى فعلى سبيل المثال فعندما تناقش أى وسيلة إعلامية محترمة قضية شعبية ومهمة من هذا النوع فإنها تستضيف ممثلين عن كافة التيارات الفكرية بما فيها المتطرفين تماما كما تفعل CNN , BBC, FOX وحتى التليفزيون الصهيونى، لكن جماعتنا فى تليفزيون(دريم) وعبر العاشرة مساء جاءوا لنا بالمطبع الأكبر (على سالم) ومعه تلميذ جديد فى مدرسة التطبيع (نبيل شرف الدين) وأمامها شاعر ومخرج سينمائى وتم تغييب البعد الدينى عن القضية رغم أنه وأثناء الحوار كان المتطرفون اليهود يحاصرون الأقصى والجنود الصهاينة يحاصرون المصلين،
أين متطرفونا نحن؟
أو أين التيار الإسلامى بكل طوائفه؟
وأين المتدينون من إخوتنا المسيحيين؟
أو ليست القدس تهمهم تماما كما تهم المسلمين؟
ولكن إدارة البرنامج أرادته حوارا عبثيا فى الوقت الذى تسيل فيه الدماء، كما أرادته حلقة (لذر الرماد فى عيون العباد) بعد أن أفردت حلقة للدكتورة هالة لتشرح لنا فوائد ومزايا التطبيع فى (الصيف والربيع).
عبثية المشهد التليفزيونى والإعلامى العربى عموما هى من وحى عبثية الساسة وصمت الشعوب ولهوها الخفى الذى وصل إلى حد البلاهة!!
المطبعون يعرفون على وجه الدقة ماذا يريدون وهم يحققون ما يريدون، ولكنهم أوراق مكشوفة ومحروقة لدى من يعملون لصالحهم ويكفى تهديد هالة مصطفى لزملائها المطبعين بالكشف عن أسمائهم وربما تكشف عن مكافآتهم إن تبرؤوا منها.
وقديما قالوا (إذا اختلف اللصوص ظهر المسروق) وربما المحروق والمشنوق أيضا.
آخر السطر
فى الوقت الذى يحاصر فيه الصهاينة الأقصى تحاصر قوات الشرطة العربية شعوبها لمنعها من التضامن (مجرد تضامن) مع الأقصى فى يوم جرحه ونزفه!!
ولى زمان العروبة البريئة
وحلت أزمنة الخطيئة
وضاعت فى زحمة الحياة المروءة
من يعيد لنا
طفولتنا ونخوتنا
وانتفاضتنا الجريئة!!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة