أكد المفكر الفلسطينى البارز رشيد الخالدى أستاذ الدراسات العربية ورئيس معهد الشرق الأوسط بكلية الشئون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا، فى مقابلة أجراها معه مجلس العلاقات الخارجية أن العالم العربى لم يلعب دوراً ملموساً فى فض النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حتى أن مصر التى تسعى جاهدة للتوسط بين الفصائل الفلسطينية، دعمت الحصار الإسرائيلى على غزة، وهو الأمر الذى يعتبر انتهاكاً جسيماً للقانون الدولى بل وأمراً يدعو للاحتقار، فأكثر من مليون ونصف المليون يعيشون الآن فى ظل ظروف غير آدمية.
ومع ذلك يرى الخالدى أن تصالح الفصائل الفلسطينية؛ حماس فى غزة وفتح فى الضفة الغربية أساس عملية السلام فبدون جبهة موحدة للتفاوض مع إسرائيل، لن يكون هناك سلام.
يقول الخالدى إن تحقيق ذلك ليس مستحيلاً ففتح وحماس اتفقا ثلاثة مرات فى الماضى، ولكن فشلت المفاوضات بينهما، لذا يتعين على الإدارة الأمريكية تغيير سياستها التى تقوم على عزل حماس إذا كانت تريد بالفعل تحقيق نتائج ملموسة. وعلى الرغم من شعور الكثير من الفلسطينيين بانعدام الثقة فى الإدارة الأمريكية، إلا أن الخالدى لم يفقد الأمل فى جهود الرئيس الأمريكى، باراك أوباما فى تحقيق سلام الشرق الأوسط الضال وتفعيل حل الدولتين؛ و"أعتقد أن الإدارة الحالية مسئولة عن الوضع شأنها شأن الإدارة السابقة..لذا يجب أن تعيد واشنطن النظر فى النهج الذى تتبناه لفض النزاع..والواقع أدرك جيداً أن أمريكا ستواجه صعوبات سياسية لتحقيق ذلك، ولكن لا سبيل أخر لديها".
ويرى الخالدى أن الجهود المصرية للتوسط بين حماس وفتح فشلت بسبب عدد من العوامل الداخلية، فلا يستطيع أن ينكر أحد أن كلا من حماس وفتح سعيدتين بتحكمهم فى قطع صغيرة من الأراضى الفلسطينية؛ حماس تتحكم "بقوة" فى غزة، التى لا تزال منعزلة ومحاصرة، بينما تتحكم السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس فى أجزاء من الضفة الغربية بمساعدة الإسرائيليين، لذا فكلا منهما "يشعر بالراحة" فى استمرار الوضع الراهن.
ويضيف الخالدى أن جزءا من المشكلة بين فتح وحماس ينحصر فى أن كلا منهما ضعيف جداً وغير قادر على فعل أى شئ، فعباس ضعيف جداً للتفاوض وذلك لأن الإسرائيليين "يزدرونه" لأنهم يرونه ضعيف ولا يحظى بالدعم اللازم، فضلاً عن أنه يتحكم فى جزء من الأراضى المحتلة جزئياً بمساعدة الإسرائيليين. فى حين أن حماس ضعيفة جداً لتطبيق استراتيجيتها المختارة والتى تطلق عليها اسم "المقاومة"، فهى لم تطلق أى صاروخ خلال التسعة أشهر الماضية. لذا فالوضع بأكمله ليس مرضياً، ويجب التركيز على نقاط الضعف التى أدت إلى ذلك، ومعالجتها وتغييرها.
ومن ناحية أخرى، أجاب الخالدى عندما سئل عما إذا كانت الإدارة الأمريكية ترتكب خطأ كبيراً باتباع نفس نهج إدارة الرئيس السابق، جورج بوش، فى عدم الاعتراف بحماس وعزلها قائلاً، إن المسألة الآن تعتمد على توصل الفصائل الفلسطينية لاتفاق. وعلى الرغم من وجود تقارير موثوق بها تفيد بأن الولايات المتحدة أبلغت عباس ألا يتفق مع حماس وألا يرضخ للضغوط المصرية للتوصل إلى اتفاق. "وحقيقة الأمر لا أعلم إذا كانت هذه التقارير صادقة أم لا، ولكن هذا السلوك يتماشى مع النمط الذى اتبعته إدارة أوباما خلال العشرة شهور المنصرمة، وإدارة بوش خلال السنوات الأخيرة، فالولايات المتحدة عملت كل ما بوسعها لتقسيم صفوف الفلسطينيين، لأن ذلك من شأنه ترسيخ الوضع الراهن، وعدم تغيير الوضع الذى تستغله إسرائيل وتزيد من صعوبة المفاوضات عن طريق بناء المزيد من المستوطنات".
ويرى الخالدى أن الفلسطينيين لن يقبلوا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل قبل أن تذعن الأخيرة إلى الحد الأدنى من الشروط والمتمثلة فى إعادة حدود ما قبل 1967، وإزالة جميع المستوطنات الإسرائيلية، وجعل القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وإعادة مصادر المياه تحت السيطرة الفلسطينية، وإزالة السيطرة الإسرائيلية على وادى نهر الأردن. ويؤكد الخالدى أن إسرائيل ترفض هذه الشروط. كما يلفت إلى ضرورة التوصل إلى حل جذرى قضية اللاجئين الفلسطينيين.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
فى لقاء مع مجلس العلاقات الخارجية
مفكر فلسطينى: مصر انتهكت القانون الدولى بدعمها للحصار الإسرائيلى
السبت، 31 أكتوبر 2009 07:47 م