رحل المفكر والطبيب مصطفى محمود بعدما ألف أكثر من 88 كتابا فى العلوم المختلفة سواء اجتماعية أو سياسيه أو فلسفية، قدم أكثر من 350 حلقة فى برنامجه الشهير "العلم والإيمان".
عاش على المستوى الأسرى حياة غير مستقرة حيث سبق له وتزوج مرتين وانتهى الأمر بالطلاق وله من زوجته الأولى ولدان هم أمل وأدهم.
انشأ 3 مراكز تابعة لمسجده بالقاهرة لعلاج المرضى من محدودى الدخل كما يضم أحد المراكز متحفا للجيولوجيا.
وبما أن له العديد من الكتابات والقصص والحكايات نتساءل اليوم ... إلى ماذا تنتمى كتابات مصطفى محمود هل هى وعظ أم علم أم هى تنمية بشرية؟
أجابتنا الدكتورة هبة ياسين أخصائية تنمية بشرية قائلة "رحل اليوم موسوعة العلم حامل الدرر... لقد قرأت كتبه وأنا صغيرة فى مرحلة الإعدادية وتعلمت الكثير وعندما أعدت قراءتى لها ثانيا وجدتنى أتعلم منها أكثر، وتنقل لى معلومات لا حصر لها... فطريقته البسيطة فى العرض جعلتنى أفهم ما يقصد وأنا طفلة وجعلنى أغوص فى بحر من الأفكار العميقة عندما نضجت، لقد أثبت لى مصطفى محمود أنه كلما زاد علم الإنسان زاد تواضعه بالرغم من اتهام البعض له بالإلحاد، لكننى أرى أنه رأى الدين من شرقه لغربه وفكر فى المتناقضات مما جعل إيمانه قويا وعميقا"
وأضافت "إنى فى غاية الحزن لعدم استفادتنا من هذا الرجل العالم بالقدر الصحيح فلقد غاب عنا فى آخر أيامه بسبب المرض، ولكن لماذا نتحدث عن الإنسان فقط بعد مماته؟ كان بإمكاننا أن نجرى عدة حوارات معه سواء تليفزيونية أو صحفية ونسجل له ما يريد أن يقوله بعيدا عن إطار برنامج العلم والإيمان.
كما أننى لا يمكن أن أصنف كتبه فى أحد القوالب بل أرى أنها شاملة".
وأشار بسام عبد الغنى مدرس التنمية البشرية بجمعيه زدنى إلى أننا فقدنا اليوم حلقة التواصل مع ما وراء الطبيعة قائلا: "كانت تتسم كتابات مصطفى محمود بالعقلانية حيث كانت لديه هالة من النور الفكرى تجعله يصلنا بما وراء الطبيعة ويفسر لنا ما يحدث، فقد تصاحب على البيئة بشكل واضح وملموس وظهر هذا فى كتاباته التى أصنفها تحت أى علم بالعقلانية".
وكما أعرب كريم الشاذلى- كاتب وباحث فى العلوم الإنسانية- عن حزنه الشديد لفراق مصطفى محمود قائلا: "غصة عصرت قلبى عندما ترحل عنا شموس الفكر والعلم، لكنها سنة الحياة التى لا يمكننا معارضتها، وما يهدئ النفس الجزعة هو ذلك الميراث الكبير الذى تركه الدكتور، بالإضافة إلى صرحه العلمى والاجتماعى الكبيرين اللذين تركهما بعد وفاته فى الميدان الذى يحمل اسمه فى حى المهندسين، يمكننا القول بأن رجلا بهذا العطاء باقٍ فى الوجدان دائما، ويمكننا إذا ما افتقدناه يوما ما أن نعود إلى المكتبة لنلتقط شيئا من تراثه العظيم، فنجلس معه ونتواصل مع فكره وعلمه وفلسفته العميقة".
وأضاف متحدثا عن نوعية كتب الراحل "لقد أعاد الدكتور مصطفى محمود معنى العالم الموسوعى مرة أخرى، فما بين كتاباته الفلسفية، والدينية، والمسرحية، وصولا إلى الخيال العلمى والقصة القصيرة والمقالات السياسية المنوعة يمكنك أن ترى أثر عبقرية هذا الرجل الفذ، ولعل ثقافته العميقة وإبحاره فى كتب الفلسفة والدين، بالإضافة إلى تخصصه العلمى هو ما جعله يطرح لنا وجهات نظر فى شتى مجالات الحياة ولقد كنت ألاحظ فى بداية شبابى أن كتابات مصطفى محمود تصيب كل من يقترب منها بلعنة التفكير وإليه يعود الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فى نمو عضلة المشاكسة والمقارنة لدى، وطرح علامات الاستفهام بشكل مستمر لدى مواجهتى لمواقف الحياة المستمرة".
أما عن اتهام مصطفى محمود بالإلحاد فرد قائلا "مشكلة مصطفى محمود الكبرى أنه مجتهد فى زمن التلقين، ومتحرك فى مجتمع يؤمن بقوة السكون وخطورة الحركة!عندما بحث مصطفى محمود عن الله أشرك الجميع معه فى هذا البحث المثير، وعندما وجده قالها بكل راحة وطمأنينة، وعندما تحدث مجتهدا عن الشفاعة، ووضع لها شروطا محاولا تحريك الجموع النائمة كى تتحرك وتعمل وتقوم بدورها فى الحياة اتهموه بإنكار الشفاعة واللعب بالنار.
إن حقيقة الإيمان لا يعرفها إلا الله، لكننى ومن خلال قراءاتى لهذا الرجل أستطيع أن أقول إنه أكثر استشعارا لله من الكثيرين من بيننا، وبغض النظر عن ميول المرء واهتماماته سيظل مصطفى محمود قادرا على غزو جميع الأذهان، وطرح وجهة نظره بداخلها، مثيرا زوبعة لذيذة من التفكير والأخذ والرد، شأنه شأن جميع الفلاسفة الكبار".
أما عن الجانب الدينى فى حياة مصطفى محمود فقال عنه د. عبد الغنى مدير معهد العزيز بالله بالزيتون " لقد أحسن الله ختام هذا الرجل وأدعو الله أن يشمله برحمته، ولن ننسى الخير الذى فعله بإنشاء المركز الطبى لعلاج الفقراء ولقد قرأت له (رحلتى من الشك إلى الإيمان) ولمست مدى وعيه الفكرى فقد تنوعت كتابته بين العلم والإيمان بالله وكثرت مجالاتها وأصنفها أنها فلسفية أدبية تدعو للتفكير".
وفاة العالم مصطفى محمود
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة