لماذا تخرج طفلة نحيلة لا يتعدى عمرها الـ10 سنوات وأخيها 13 سنة فى وقت متأخر من الليل وسط زحام السيارات والمارة ؟ هذا هو السؤال الطبيعى والمنطقى الذى يبدو مناسباً تماماً إذا ما حالفك الحظ لكى تشاهد دنيا فى رحلتها الأسبوعية تلك من بيت أبيها إلى بيت أمها والعكس.
ولأن الدردشة مع دنيا تختلف عن الدردشة مع أى طفلة أخرى، فقد انطلقت تعبر عن مشاعرها ، تقول:" ماما وحشانى أوى، زمان ، تقريبا يعنى من سنة كده، كنت ببكى وأنا ماشية بس دلوقتى خلاص اتعودت، كان نفسى يكون لى أخت، أنا كبرت واتعلمت أدخل المطبخ من بدرى غير كل أصحابى، أنا بعرف أعمل حاجات كتيرة أوى، صحيح جدتى بتسكن معانا فى الشقة لكنها كبيرة فى السن وأحياناً بتكون تعبانة وعلشان كده علمتنى أعمل سندوتشات لى ولإخواتى، بس بصراحة لما بنكون راجعين من المدرسة تعبانين بنشترى أكل من المحلات".
صمتت دنيا للحظات ثم أخذت تواصل حديثها قائلة:" أنا بحب ماما أوى ونفسى أعيش معاها بس هى دايماً بتسافر عشان الشغل بعد ما بابا ما طلقها، وأنا هآخد بكرة إجازة من المدرسة عشان أقضى معاها اليوم كله وأشوف أخويا الصغير اللى عنده سنة وألعب معاه".
دنيا كما تحكى كانت تخبر والدتها بكل شىء لكن بعد أن أصبحت بعيدة عنها تغير كل شىء :"كان نفسى يكون لى أخت احكيلها كل أسرارى بدل ماما بس دلوقتى أنا بحكى لصحبتى كل حاجة عشان كده أنا هزعل لو وقفوا الدراسة بسبب انفلونزا الخنازير، هحكى لمين ؟".
قابلت دنيا مشكلة فى العيد مع أخيها محمد حين رفض أن ترتدى ( تى شيرت ) اشترته لها والدتها لأنه (نص كم) وقد قال لها والدها لابد أن تسمع كلا أخيها لكنها ارتدته حين ذهبت إلى والدتها، تقول دنيا:" أكتر حاجة بتضايقنى إنى مش بكون عارفة أسمع كلام مين ، أخويا، ولا بابا، ولا ماما"؟.
تحدثت دنيا كثيراً عن حبها لمدرستها ودروسها، وعن تحملها للمسئولية، وعن حلمها فى أن تصبح طبيبة أطفال، ولكن حلم دنيا الأكبر الذى ما زالت تعيش على أمل أن يتحقق فهو أن تتجمع أسرتها من جديد لتصبح مثل بقية أصحابها وأقاربها، لديها بيت واحد وأب وأم إلى جوار بعضهما البعض وإلى جوار أبنائهما أيضاً.
قصة دنيا هى قصة حقيقية من قصص أبناء الطلاق الذين تزايدت أعدادهم نتيجة لتزايد عدد حالات الطلاق فى المجتمع، هؤلاء الصغار الذين لا ينظر إليهم أو يفكر فيما يدور بعقولهم ويلهب مشاعرهم أحد.
عمرها 10 سنوات وتتمنى العيش مع أبويها..
طفلة تروى تجربة طلاق أبويها كما تفهمها
الجمعة، 30 أكتوبر 2009 11:21 ص
الأطفال دوما هم ضحايا طلاق الأبوين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة