>> «عزت» قرر الاحتفاظ بمكانه كلاعب أساسى فى الظل.. وشباب الجماعة يطلبون تفسيراً واضحاً لما حدث مع «العريان»
أزمة جماعة الإخوان الأخيرة كانت أزمة كاشفة كما يقول رجال القانون - كشفت أولا أن الحفاظ على التنظيم لدى الجماعة أهم من الديمقراطية والحوار الفكرى والنقاش، ليظهر الصراع التاريخى لأول مرة إلى العلن بهذه الصورة حول الإطار التنظيمى، ويقف 16 عضوا بمكتب الإرشاد فى مواجهة المرشد، وتتضح الصورة مجددا كاشفة عن مدى التشدد الذى وصلت إليه الجماعة، حتى فى تفسير اللوائح المنظمة، فأخذوا بالتفسير المانع لتصعيد عصام العريان لعضوية المكتب، رغم وجود تفسيرات أخرى، لينكسر حاجز التقدير اللازم للقيادة بين الشباب والقواعد، ويفتح الباب لفك الخلط الحادث بين الأوراق، خصوصاً عندما يكون هناك مجال للمنافسة على المراكز والمناصب، كما أن مكتب الإرشاد حاول أن يثبت أنه لا يخضع لضغوط خارجية حتى لو كانت من الشباب والقواعد الذين طالبوا بحق العريان فى العضوية، لذا ساد الارتباك لدى القواعد والشباب، خاصة عندما تحدثت القيادات عن الأزمة، وعلى رأسهم المرشد ونائبه ورئيس الكتلة البرلمانية، ولم يخرج عنهم رأى موحد، ولجأت الجماعة للتوضيح الداخلى و«التعميم» لجمع الصف.
ومهما كانت محاولات التهوين والتقليل من الأزمة، فما يحدث داخل جماعة الإخوان، أعاد الأجواء لصراع عام 1949 بعد مقتل مؤسسها حسن البنا، وهو الصراع الذى استمرت معه الجماعة معطلة لعامين بدون مرشد.
أيضاً الصراع الحالى حقيقى وليس صحيحاً أنه شكلى، تجرى فيه الاستعدادات للانتخابات، والبحث عن مناصب وتربيطات وجولات، وعلى طريقة الحزب الوطنى تذرعت الجماعة باللوائح - حسب المزاج - عندما يكون التطبيق يحمى بعض القادة فقط، فأعضاء مكتب الإرشاد الحاليين الذين رفضوا العريان وجودهم مخالف للوائح، فمنذ انتخابهم عام 1994 لم يتم إعادة انتخاب المكتب، وتم تصعيد عدد كبير بالمخالفة للائحة، باعتراف سعد الحسينى عضو مكتب الإرشاد، ومنذ ذلك الوقت والجماعة لم تعقد انتخابات مكتب إرشاد إلا للخمسة فى انتخابات تكميلية العام الماضى، ما عدا ذلك جاء التصعيد والتعيين برأى شخصى.
اللائحة مهدر دمها والتحجج بها غير واقعى، هكذا يؤكد محمد حمزة أحد شباب الجماعة، وروح الإخوة التى تتعامل بها القيادة مع الجميع تغاضوا عنها مع العريان فقط، وبما أن الجماعة اختارت اللائحة فشباب الإخوان يصرون على أن تكون الشفافية هى المقياس، ولن يصلح هذه المرة انتخاب المرشد الجديد من مكتب الإرشاد، وهذا يفسر إصرار الفريق المحافظ على موقفهم من العريان، لمنع صوته فى المكتب وإبقائه فى مجلس الشورى العام.
ويبقى الصراع الظاهر بين د.محمد حبيب، وعزت، رغم أن عزت يفضل موقعه الحالى كصانع للمرشد وموجه للتنظيم، وصاحب البصمة الأولى فى تنصيب المرشد القادم، وهذا ما ظهر جليا فى الأزمة الأخيرة وطريقة إدارتها.
أربعة أسماء مطروحة من جانب عزت لمواجهة حبيب فى الصراع الخفى على منصب المرشد، وهم: د. محمد بديع، والشيخ جمعة أمين، ود.محمود غزلان، ود.رشاد بيومى، أعضاء مكتب الإرشاد، جميعا أصحاب شرعيات تاريخية، لكن التكهنات بمعرفة من هو الشخص القادم تظل بعيدة، ولن يكون للتنظيم الدولى كما يقول حسام تمام الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، رأى قوى أو مانع لاختيار أى من هذه الأسماء.