نجح 10 من عملاء الموساد الإسرائيلى فى إدارة معركة اليونسكو فى باريس، وخسر المرشح المصرى فاروق حسنى منصب مدير عام المنظمة – بفعل فاعل إسرائيلى- بعد أن كان فائزاً باكتساح خلال الجولات الأولى من الانتخابات، قبل تدخل رجال الموساد وتحويل الدفة نحو المرشحة البلغارية إيرينا يوكوفا- التى لم تحصل سوى على 8 أصوات مقابل 22 صوتاً للمرشح المصرى فى الجولة الأولى- بعد مؤامرة خسيسة داخل أروقة المنظمة الأممية، وتحول اللعبة من "ثقافة وعلوم وتربية" إلى "سياسة وقذارة وقلة تربية"..!
عموما.. ليس هذا موضوعنا اليوم، فقد خصصت هذا المكان للحديث عن شخص أهم من فاروق ومن يوكوفا ومن بان كى مون أمين عام الأمم المتحدة ذات نفسه، فاليوم يوم الطفل المعجزة، عسكرى المخلة، الذى تحول إلى أسطورة، الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط، الأسير لدى رجال المقاومة الفلسطينية منذ عام 2006، والذى تلعب الجهود المصرية دوراً كبيراً للإفراج عنه مقابل كتيبة، أو قل جيشاً، من الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلى.
شاليط.. ذاع صيته خلال السنوات الأخيرة على مستوى العالم وأصبح أشهر من نجوم هوليوود ولاعبى كرة القدم فى الدوريات الأوروبية، وخرجت من أجله مظاهرات بالدموع تملأ شوارع تل أبيب للمطالبة بسرعة إطلاق سراحه وعودته إلى أحضان والديه، ومن أجله – العسكرى الإسرائيلى!- شن جيش الاحتلال واحدة من أبشع الحروب والمجازر ضد الشعب الفلسطينى فى غزة، فى محاولة فاشلة لتحريره من قبضة أشاوس "حماس".
وعندما وضعوا "شاليط" فى كفة ميزان، وضعوا فى الكفة المقابلة، مرة ألف أسير فلسطينى، ومرة ألفين، وأخرى ثلاثة آلاف. وأفرجت إسرائيل عن 20 أسيرة فلسطينية مقابل مجرد شريط فيديو يظهر فيه هذا الشاليط، ويقول: "أنا هو أنا هو أنا هو.. قمر 14 أهو" ومازلت على قيد الحياة..!
ولا أظن أن هناك مجالاً للاستغراب فى هذه العروض وتلك الصفقات، فمن ستفرج عنهم إسرائيل اليوم من الفلسطينيين، مهما كان عددهم، تستطيع أن تجمعهم وتعتقلهم مرة أخرى بكل سهولة، وقبل أن يخلد هذا "الشاليط" إلى نومه فى بيت العائلة الكريمة.
ومن هنا أدعو المقاومة الفلسطينية الاحتفاظ بشاليط وعدم التفريط فيه مقابل الإفراج عن حفنة من المعتقلين، واتباع المثل القائل: "الشاليط الأبيض" ينفع فى "البيت الأسود"، واقترح عليهم التخطيط لأسر ثلاثة أو أربعة "شلاليط" أخرى، للتفاوض على أهداف أكبر وأسمى، كوقف الاستيطان، أو حق العودة لـ"أحفاد اللاجئين" مثلاً..! فالتجربة أثبتت أن المفاوضات مع الصهاينة تحتاج إلى متفاوض "شاليط اللسان" يقول لهم إن "المسلسلات العربى.. أم الأجنبى"، واسألوا جمعة الشوان، ورأفت الهجان، وسامية فهمى.
كل ما أخشاه أن يتحقق "الكابوس" ويخرج شاليط، البطل القومى، إلى النور، ويتم ترقيته إلى رتبة رئيس أركان، وتعديل اسم العملة الإسرائيلية تكريماً له لتصبح "الشاليط" بدلا من "الشيكل"، ونجده يوما منافساً على منصب مدير عام اليونيسكو، فترى كيف يستطيع أن يحيا العالم بـ"يونيسكو" على رأسه شاليط؟!
الزميل أحمد معوض
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة