فى الوقت الذى يحاول فيه الإخوان الظهور بأن كل شىء طبيعى ولا يوجد تغيير، بحثت قيادات الجماعة على مدار يومين سيناريوهات وطرق انتخاب المرشد العام ومكتب الإرشاد الجديد، ودرست القيادات أزمة الاعتقالات لأعضاء مكتب الإرشاد ومجلس الشورى.
وقدم بعض المشاركين فى اجتماع هيئة المكتب، تقريرا عن عدد المعتقلين، وكان من بينهم عدد كبير من أعضاء مجلس الشورى العام،مما قد يعوق أو يعطل عملية إجراء الانتخابات، وعليه يدرس بعض القانونيين فى الجماعة طرق إجراء الانتخابات بالتمرير أو بالمبايعة الشفهية والتسمية اللفظية، وطرح آخرون إمكانية انتخاب المرشد من أعضاء مكتب الإرشاد فقط، لتعذر اجتماع أو حتى تزكية مجلس الشورى لأسماء من بينهم للتصويت عليهم.
ولاقى هذا الاقتراح اعتراض البعض الذين اعتبروا أن هذا يتنافى مع ما تردد مؤخرا عن التمسك باللائحة، كما أن هذا سيكون له آثار عكسية على الجماعة، وعليه يتم حاليا البحث عن مخرج لأزمة الانتخابات لتكون بطريقة يتقبلها الصف الإخوانى أولا، وتثبت للرأى العام وخاصة المتابعين أن الجماعة تتمسك فعلا بتنفيذ اللوائح مهما كانت الصعوبات أو العواقب.
وطالبت أصوات أثناء اجتماعات قيادات الجماعة بالتعجيل بإنهاء اختيار مرشد جديد، والذى يتوقع لها أن تجرى قبل نهاية ديسمبر المقبل، بدلا من الانتظار حتى يناير وهو الموعد الفعلى الذى يتم فيه انتخاب المرشد.
وساعد على تأكيد هذا الاتجاه مقال للدكتور محى حامد عضو مكتب الإرشاد عن "آليات اختيار القيادة" عبر موقع الجماعة الرسمى على الإنترنت وتم تعميم المقال على قواعد الجماعة، حيث ذكر أن الجماعة مرت بصور متنوعة فى آليات اختيار قياداتها، وفقًا لطبيعة المرحلة والظروف المحيطة بها، بدأت فى مرحلة التأسيس الأولى (1928 - 1954) كان هناك دمج بين آلية الانتخاب والتعيين، وفى مرحلة المحن القاسية (1954- 1974م) التى مرت بها الجماعة كانت آلية التعيين هى الغالبة، مرحلة الانفتاح على المجتمع (1990 - 2009م)، كانت آلية الانتخاب هى الغالبة.
وشرح حامد المتطلبات الأساسية لتحقيق حسن اختيار القيادات فى المستويات المختلف، ومنها التعارف المتين بين أبناء هذه الدعوة، والوعى والإدراك الجيد لطبيعة المهمة والمسئولية المطلوبة، والحوار المبنى على حرية تبادل الآراء، والتجرد فى الاختيار دون الميل القلبى أو التعلق بالأشخاص أو التأثر بالأهواء، ويصل إلى آليات ممارسة الشورى، مرحلة تبادل المعلومات، مرحلة صنع القرار. آليات التناصح والمراجعة.. التواصل الفعال.
وعلى جانب آخر، وصف شباب الجماعة ما يحدث بأنه تعبير عن تراكمات سابقة كشفتها أزمة العريان، ودارت خلال الفترة الأخيرة سجالات ومناقشات مطولة بين القيادات الوسطية ومسئولى الشعب والأسر فى الجماعة مع القواعد حول اللائحة، وأعلن بعضهم أن الجماعة بهذه الأزمة فقدت بعضا من مصداقيتها وصورتها العامة، وخاصة مع تضارب المواقف والتصريحات من قيادات الجماعة.
مهدى عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة