تحت شعار "كسر حاجز الصمت" انطلقت المبادرة الدولية للقضاء على مرض سرطان الثدى وذلك بحملة للكشف المبكر على نصف الثروة البشرية وهم نساء مصر الفضليات. حملة أتمنى أن تتكرر سنويا لأنها تكشف مبكرا عن الإصابة من أكثر السرطانات شيوعا بالنسبة للسيدات فى مصر، ويتسبب فى الكثير من الوفيات، وتصاب أكثر من مليون امرأة سنوياً، حول العالم، بهذا المرض الذى تتغير فيه طبيعة العلاج ونتائجه طبقا لمرحلة الاكتشاف مبكرا كان أو متأخرا، ففى هذه الحالات يتم استئصال الورم فقط فى حال كان حجمه صغيرا، أو استئصال الثدى بكامله، إذا ما كان منتشرا، وتخضع بعده المريضة للعلاج الكيمائى والإشعاعى لقتل الخلايا الكامنة فى الثدى والمناطق المحيطة به، ولأن هذا المرض لم تعرف أسبابه بعد ولا توجد وسيلة لتفادى الإصابة به، فالاطباء يركزون على التشخيص المبكر له فى مراحله الأولى الذى يكون فيه الورم محصورا فى مساحة صغيرة ويمكن استئصاله بجراحة فقط أو مع مواصلة العلاجين الكيميائى والإشعاعى والخضوع لمراقبة دورية روتينية.
لذا فإن تعليم عامة السيدات ونشر الثقافة الصحية له تأثير إيجابى فى السيطرة على المرض، والشفاء منه عن طريق دورات تدريبية على التوعية والدعوة لمكافحة سرطان الثدى فى المدارس الثانوية والجامعات والنوادى والهيئات وأيضا البرامج والمسلسلات التليفزيونية وحملات الإعلام عن العوارض المبكرة للسرطان وفوائد الكشف المبكر، وذلك باستخدام التصوير الشعاعى للثدى أو فحصه دوريا من قبل طبيب.
ويعطينا شعار"عالم خال من سرطان الثدي" الذى ترفعه مؤسسة سوزان جى كومين من أجل العلاج، الأمل فى حياة أفضل للمرأة، هذه المنظمة التى تعتبر من أكبر الداعمين فى العالم للبحوث والتوعية لمكافحة سرطان الثدى، تبنت هذه الحملة بالتعاون مع حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام وهو جزء من برنامج مصر الوطنى للكشف عن سرطان الثدى وهو جهد مشكور ومطلوب تكراره سنويا.
إن كسر حاجز الصمت يعنى رفع التوعية حيال سرطان الثدى وإعطاء النساء وعائلاتهن الأمل فى أنه حالة يمكن شفاؤها وإمكانية العلاج بعد التشخيص المبكر وبأن هذا ليس عيبا وليس قاتلا، بل سوف يجعل فرص النجاة أكبر وسوف ينقذ حياة الكثير من السيدات.
إن ما أعجبنى فى فكرة هذه الحملة أيضا هذا التعاون الإنسانى الرائع بين دول العالم فى محاربة هذا المرض الذى له أبعاد اجتماعية واقتصادية تعصف بالأسر وميزانيات وزارات الصحة ومراكز الأبحاث بالعالم لأن هذا النوع من العلاج تكاليفه باهظة، هذا غير فقدان جزء كبير من الثروة البشرية وهى ربة الأسرة التى كما نقول عنها فى أمثالنا الشعبية الجميلة هى "عامود البيت" وما يترتب عليه من آثار، فيجب أن نحافظ عليها بصحة جيدة لأن هذا ينعكس على دورها الأسرى وتربية أبنائها مما يدعمها فى بناء أسرة قوية فاعلة سوف تصبح نواة ثابتة الجذور فى مجتمع قوى تساهم فى خدمته لتجعله أكثر تعاضدا وسلاما واستقرارا.
إن هذه الحملة تعتبر رسالةً للوحدة والاتحاد، والسلام، والأمل فى عالم واحد كى يربح المعركة التى يجب أن نخوضها معا ضد سرطان الثدى اللعين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة