بوفاة الدكتور ناصر الأنصارى خلا مقعد رئيس الهيئة العامة للكتاب، وبعيداً عن التكهنات التى تطرح أكثر من سيناريو لاسم الرئيس القادم، الذى من المنتظر أن يتولى مقعده فى الأيام القليلة المقبلة، كان لابد من طرح السؤال: ماذا ينتظر المثقفون من رئيس الهيئة الجديد؟، أم سنكتفى بالقول "ليس بالإمكان أفضل مما كان".
عد الكاتب الصحفى صلاح عيسى الهيئة العامة للكتاب كواحدة من كبريات دور النشر المصرية، لأنها تصدر عناوين بالغة الأهمية وتسهم فى تنفيذ مشروع مكتبة الأسرة، الذى وفر الكثير من الكتب بأسعار زهيدة، وأشار إلى أن ما ينقص الهيئة هو وجود خطط ثابتة للنشر، فهناك حوالى 11 سلسة تصدر عن هيئات مختلفة مثل دار الكتب والمركز القومى للترجمة والهيئة العامة لقصور الثقافة وغيرها دون وجود فلسفة واضحة وأحيانا يحدث تداخل وازدواج بين عمل الهيئات المختلفة مثل ما حدث لكتاب "الشوقيات المجهولة" الذى صدر عن "دار الكتب" و"الهيئة العامة لقصور الثقافة" فى نفس الوقت، وتساءل: لماذا لا نختزل كل هذه الهيئات فى دار نشر واحدة تصنع ما يسمى الثقافة الإستراتيجية، فتنشر الموسوعات ودوائر المعارف وكتب القانون وهى المشاريع التى لم تكتمل بتغيير رؤساء الهيئات القائمة على النشر.
"من غير اللائق أن نتحدث عن ذلك ونحن ننعى الأنصارى" هو ما قاله الكاتب محمود الوردانى فى بداية حديثه، وأضاف: من قبل أن يأتى الدكتور الأنصارى لرئاسة الهيئة وهى تعانى من الترهل، والفساد كما أنها خرجت من دائرة التأثير فى الثقافة المصرية وأصبحت دور النشر الخاصة تقوم بهذا الدور واختتم: لا أعتقد أن هناك أملاً فى إصلاحها وأى رئيس جديد سيصطدم بأعداد كبيرة من الموظفين وأعباء أخرى كثيرة ولا أعتقد أن هناك أملاً فى التغيير.
اختلف معه الكاتب محمد البساطى، الذى تمنى أن يكون رئيس الهيئة الجديد على شاكلة الأنصارى، وقال: الأنصارى كان رجلاً شريفاً ونزيهاً ومحباً للثقافة وبذل الكثير من الجهد لكى يرفع من أسهم الهيئة واختتم "يا ريت الرئيس الجديد ميطينهاش ويبقى زى الأنصارى".
الناقد يسرى عبد الله أكد أن التعويل على المؤسسة أمر يثبت فشله دائماً وعلى أى حال أتمنى أن تصبح هيئة الكتاب أداة حقيقية للاستنارة وأن تختفى تلك الرقابة التى تمثل مصادرة على الفكر والإبداع والتى يقوم بها موظفون ليس لهم علاقة بالثقافة وربما عمال المطابع، وهو ما لم يحدث فى أى دولة فى العالم، وتمنى عبد الله أن يتم تفعيل سلاسل النشر الخاصة بالهيئة وأن يتم التعامل معها بحيدة ونزاهة وألا تتحول إلى لوبى خاص داخل المؤسسة، واختتم أتمنى أن تقدم الهيئة أصوات إبداعية جديدة وأن تنحاز إلى الكتابة ذات المنطق الجمالى وليس غير ذلك.