جاء حادث مقتل مواطن قبطى من قرية التحويلة بأسيوط وإصابة اثنين آخرين على يد مسلم انتقاماً من نجل القبطى لتصويره فيلما مخلا لنجلته المسلمة، ليثير حالة من الاحتقان بين أهالى القرية، خاصة وأن الواقعة تعدت كونها جريمة قتل متعلقة بالشرف إلى كون طرفيها ينتميان إلى ديانتين مختلفتين، مما أدى إلى ظهور شبح الفتنة الطائفية من جديد فى الصعيد.
رشاد عبد اللطيف أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث يرى أن جريمة الشرف تعتبر من أكثر الجرائم التى يسعى صاحبها للتخلص من آثارها، نتيجة العار الذى يلاحقه طوال حياته، خاصة فى المجتمعات المغلقة التى مازالت العادات والتقاليد هى التى تحكمها وتؤثر فيها، والتى يصبح فى ظلها من وقعت الجريمة فى حقه مطارداً من كافة أطياف المجتمع، ينظر إليه نظرة استهانة حتى يمحو العار عنه بالقتل، آخذاً بالثأر أو دفاعاً عن الشرف.
وأضاف عبد اللطيف، لا ترتبط جرائم القتل الناتجة عن جرائم الشرف بكون الجانى والمجنى عليه من أصحاب تصورات رجعية، فالتقاليد والعادات واحدة وهى فى معظم الأحيان هى التى تتحكم فى تصرفات الأطراف سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، ولو اعتبرنا أن الطرفين من ديانة واحدة، وحدثت بينهما تلك الواقعة فمن الممكن أن تأتى بنفس النتيجة.
واستكمل عبد اللطيف حديثه مطالباً بقانون رادع للحد من هذه الجرائم وضرورة تفعيل القوانين الموجودة حاليا.
وأكد الدكتور عبد المنعم السنهورى عميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية بكفر الشيخ، أن الجريمة التى نتحدث بصددها جريمة فردية تتكرر كثيراً، وعادة ما يكون طرفاها ينتميان إلى ديانة واحدة، وأن اختلاف الديانة فى هذه الواقعة لا يعد سبباً رئيسياً فى ارتكابها، فالجانى المسلم اتخذ قراراً بالانتقام لشرفه بعد اكتشافه الفيلم الإباحى التى ظهرت به نجلته، وحال اكتشافه من قام بتصويرها اتخذ قراراً سريعاً بارتكاب جريمته دون النظر إلى ديانته، وأضاف السنهورى أن السبب فى زيادة معدل الجرائم فى الآونة الأخيرة هو زيادة ضغوط الحياة وسوء الظروف الاقتصادية والبطالة وزيادة معدل الفقر واندثار القيم، مشيراً إلى أن ذلك يرجع إلى تخلى الأسرة عن النشأة الاجتماعية السليمة.
وقال السنهورى إن الإعلام له دور كبير وخطير فى التأثير على الشباب بما يعرض على قنواتها الفضائية من أفلام ومشاهد إباحية تؤثر بالسلب على الجانب النفسى لهم، مما يؤدى بهم إلى ارتكاب أفعال وحشية تؤثر بهم وبالمجتمع.
اخبار متعلقة:
مقتل مواطن قبطى بعد تصوير "مسلمة" فى وضع مخل
تكثيف أمنى فى البدارى بعد مقتل قبطى
بعد مقتل قبطى على يد مسلم فى جريمة ثأر للشرف بأسيوط..
علماء اجتماع: جرائم الشرف لا تفرق بين مسلمة ومسيحية.. التقاليد والعادات واحدة والدم المراق واحد
الإثنين، 19 أكتوبر 2009 10:37 ص