كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن أن الغزاويين اتجهوا نحو إدمان المخدرات بسبب الإحباط الذين يشعرون به حيال أوضاعهم المزرية. وقالت الصحيفة فى تقرير نشرته اليوم، الأربعاء، لمراسلها دونالد ماكينتير عن أن الحصار وارتفاع معدلات البطالة والعنف بين الفصائل والفترة التى أعقب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، دفعت أبناءه نحو تعاطى الحبوب المخدرة للهروب من الواقع.
وضربت الصحيفة مثالاً بأبو أحمد الذى عايش الحرب الأخيرة على غزة، حيث غزت القوات البرية الإسرائيلية البلدة التى عيش فيها والتى شهدت قصفاً مكثفاً بالمدفيعية وأيضاً بقذائف الفسفور الأبيض المحرم دولياً. وبعد هذه الحرب اضطر هذا الأب الفلسطينى البالغ من العمر 45، والذى يعانى من البطالة رغم أن لديه من الأبناء عشرة، اضطر لتعاطى حبوب مسكنة للآلام بكميات كبيرة حتى تحول الأمر معه إلى نوع من الإدمان.
وتشير الإندبندنت إلى أن إدمان المخدرات اتسع بشكل كبير بين الغزاويين خلال العامين الماضيين، وفى ظل محاولتهم للتعايش مع الحصار الإسرائيلى، والصراع العنيف أحياناً بين فتح وحماس، أصبحت حبوب الترامادول المسكنة التى يتهم تهريبها عبر الأنفاق من مصر هى المهرب للفلسطينيين من واقعهم المرير.
وتنقل الصحيفة عن خبراء فى الصحة العقلية قولهم، إن تعاطى المخدرات ازدادت معدلاته فى قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية فى ديسمبر الماضى. ورغم محاولات سلطات حركة حماس التى تسيطر على القطاع التصدى لهذه الظاهرة إلا أن إدمان المخدرات أصبح عادة من الصعب التخلى عنها.
ويشير أحد هؤلاء الخبراء إلى أن ما يدفع النساء لتعاطى الحبوب المهدئة هو إحساسهن بأن الهدف الوحيد الذى خُلقن له هم خدمة أبنائهن وأزواجهن، مما يجعلن عرضة للاكتئاب. أما بالنسبة للرجال، فإن شعورهم بالعجز وفقدان الرجولة فى كثير من الأحيان بسبب عدم قدرتهم على حماية أطفالهم فى الحرب وتوفير سلام نسبى لهم يدفعهم إلى إدمان العقاقير، فليس سهلاً على الرجل فى مجتمع مثل المجتمع الفلسطينى ألا يوفى بالاحتياجات الأساسية لهم.
"الإندبندنت": واقع الغزاويين المرير دفعهم للإدمان
الأربعاء، 14 أكتوبر 2009 03:00 م
واقع الغزاويين دفعهم لإدمان المخدرات<br>
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة