بعد الانتهاء من مشاهدة العرض المسرحى "اللعب مع السادة" لابد أنك ستتساءل عن الهدف من إصرار البيت الفنى للمسرح على إعادة تقديم مسرحيات تم إنتاجها من قبل، وما الجديد الذى سيقدم فى قصة عنترة بن شداد التى يعاد عرضها على مسرح السلام عن مسرحية " عنترة" ليسرى الجندى.
القصة معروفة من خلال السينما وقدمها البيت الفنى للمسرح العام الماضى كخدمة تعليمية لطلبة الثانوية العامة الذين يدرسون القصة، وحتى عندما قرر البيت الفنى تقديمها لم يستعن فيها بنجم سوبر ستار أو بمخرج مخضرم يقدم رؤية جديدة، ولكنه يقدمها بممثلين درجة ثالثة، فحلمى فودة الذى يقوم بدور عنترة ممثل محروق لا جمهور له، ووفاء الحكيم التى تقدم عبلة ممثلة نسى الجمهور شكلها، وبقية الأبطال لا وجود لهم مسرحيا ولا تليفزيونيا، وكلما يمر مشاهد بشارع القصر العينى ويرى الأفيش الذى يعلو المسرح يقول "مين دول".
أما المسرحية فمخرجها يحاول وبشكل مدرسى إقحام رؤية معاصرة عبر الديكور، فقد وضع فى الخلفيه تمثال الحرية بوجه جمجمة ترتدى ملابس قيصر روما ممسكا فى يده اليمنى صوتا موجه للكرة الأرضية الجالسة على يده اليسرى وأقدام المارينز التى تطأ مناطق صحراء العرض "الدول العربية" على ثلاث مراحل مقسمه على الفتره الزمنية للعرض التى وصلت إلى ساعتين ونصف الساعه على مدار فصلين لا يشعر فيهم المشاهد سوى بالملل.
وإمعانا فى المباشرة ولى ذراع النص وضع المخرج النجمة السداسية التى يرتديها الكاهن فى دلالة واضحة إلى نجمة دوواد كمحاولة من المخرج أن يلقننا درسا يشرحه على السبورة قائلا لنا: "خلى بالكم هذا التكتل الأمريكى الصهيونى هو ما يواجهه "عنترة" فارس عبس فى المسرحية وهو نفسه ما نواجهه نحن الآن.
وإذا كان أداء فودة وتجسيده لعنترة كان يتسم بالجدية فى الأداء الذى جمع فيه بين قوة فارس يقود الأمراء فى الغزوات، وبين مسحة حزن وشحنة مشاعر فى مشاهدة مع عبلة ومع أمه، إلا أن الممثل الذى يقوم بشخصية شيبوب كان خارج الشخصية، ويحاول طوال العرض استجداء ضحكات المشاهدين الذين لم يتعد عددهم الـ35 مشاهدا فى قاعة عرض تستوعب أكثر من 800 مشاهد.
العجيب أن العمل من إنتاج مسرح الشباب، ولكنه يقدم على مسرح السلام ومخرجه حسن سعد لا ينتمى لجيل الشباب، تخطى عمره الخمسين، ويقدم ثلاث مسرحيات كل عام، ما بين مسرح الطليعة، وأخرى على مسرح البالون وثالثة على مسرح الشباب، والسؤال هنا: أين فلسفة مسرح الشباب التى تقوم على تقديم مسرحيات بمخرجين شباب وممثلين شباب؟.