صلاح السايح (50 سنة) أشهر أراجوز فى الإسكندرية، التقى به اليوم السابع على مقهى التجارية الشهيرة، يتذكر السايح أيامه الأولى فى مهنة الأراجوز، وكيف تحول "حودة العش" الأراجوز العجوز فى السبعينات إلى معلمه الأول، وجذبه خفة ظل الأراجوز ومعالجته الكوميدية لمشاكل الشعب المصرى خلال فترة النكسة ومشاكل الانفتاح، وكثير من مشاكل الحياة اليومية.
يصف السايح "الأراجوز" بأنه أقدر على رؤية الحقيقة وما يخفى عن الآخرين، فهو مهموم بالشعب المصرى، يعشق بلده ويكسب قوت يومه من هذا العمل، يدرك جيدا ما يوجع المصريين وما يسعدهم، وقادر على تقديم مشاكلهم فى قالب كوميدى ساخر، دون أن يستطيع أحد محاسبته "مستبيع" ويستخدم "الأرجزة" وهى الشقاوة واللعب بالكلمات لتحويل أصعب الموضوعات فهما إلى لغة سهلة يفهمها العامة والأطفال.
وبعيدا عن الظروف السياسية التى ظهر فيها الأراجوز، يؤكد السايح أنه لا يظهر إلا فى أكثر الظروف الاقتصادية والسياسية سوءا، ويمكن استخدامه للقيام بثورة، ويذكر أن الفنان شكوكو كان يصنع العرائس ويبيعها للأطفال أيام الاحتلال الإنجليزى لمصر، ويبيعها مقابل مجموعة من الزجاجات التى كان يبعثها للفدائيين ليصنعوا منها القنابل.
يحاول السايح تطوير الموضوعات التى يتناولها الأراجوز لتتناسب مع عصرنا الحالى، فأهم العروض التى تشغله فى الوقت الحالى هى العرض الذى يتناول موضوع أنفلونزا الخنازير، حيث يبدأ العرض بحوار بين الأراجوز وزوجته التى لا ترغب أن ترسل أبناءها إلى المدرسة، خوفا من أنفلونزا الخنازير ليفاجئها الأراجوز برأيه بأن أنفلونزا الخنازير هى من صنع شركات الأدوية التى تسعى إلى تضخيم المشكلة لمضاعفة أرباحها.
صلاح السايح يقول إن رؤيته وقراءته الخاصة للصحف هى التى تشكل رؤيته التى يعكسها العرض، موضحا أن الشركات العالمية للأدوية هى المستفيد الوحيد من حالة الذعر التى يعانى منها البشر، وأكد على ظهور أنواع أخرى من الأنفلونزا بهدف الربح "مش مهم مليون يموتوا عشان 10 مليون يعيشوا".
حركة 6 أبريل من الموضوعات التى اهتم بها الأراجوز، ويقول عن هؤلاء الشباب إنهم فاض بهم الكيل وأغلقت الأبواب فى وجوههم فلم يعد أمامهم إلا الإضراب ليعبروا عن أنفسهم.
علاقة المسلمين بالمسيحيين فى المجتمع المصرى من الموضوعات التى قدمها الأراجوز من خلال طالب مسلم فى المرحلة الابتدائية انضم إلى حصة الدين للطلبة المسيحيين لأنه لم يستطع أن يستوعب أن زملاءه ينتمون إلى دين آخر غيره.
إضافة إلى عمله الأساسى كأراجوز، يصنع السايح عرائس الماريونت وعرائس القفاز.
يقدم بعض العروض المسرحية كـ"حكاء" فى الكثير من العروض المسرحية، ويحرص على الموازنة ما بين الحفاظ على لقمة العيش وما بين التعبير عن مشاكل الناس، إلا أنه لا يتمكن دوما من تحقيق تلك المعادلة فيكون مصيره السجن، كما حدث معه عندما انتقد سياسة الرئيس أنور السادات وسجن ما يقرب من عامين.
يهتم بشباب 6 أبريل والفتنة الطائفية
"اليوم السابع" بصحبة الأراجوز "الثورجى" فى الإسكندرية
الإثنين، 12 أكتوبر 2009 01:45 م