ناهد إمام

د.السعداوى كمان وكمان

الخميس، 01 أكتوبر 2009 10:35 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
معركة حامية الوطيس نشبت على الورق عام 1990 بين د.نوال السعداوى والأستاذة صافيناز كاظم، تشرفت بأننى كنت السبب فى تدبيرها.

ففى هذا العام الذى كنت فيه طالبة بالسنة الرابعة بكلية الإعلام ومتدربة فى إحدى الصحف، تمكنت من إجراء مناظرة فكرية بين الاثنتين. رئيس تحرير الصحيفة وقتها قال لى باستنكار:"طيب صافيناز ممكن تلاقيها بسهولة لكن ح توصلى لنوال إزاى، ولو وصلتى لها ح ترضى تقابلك؟!"، كان يستصغر رئيس التحرير ذلك لحداثة سنى وقلة خبرتى ولكن المفاجأة أن الوصول لـ د.نوال كان الأسهل، لا أعرف كيف ولكن هذا هو ما حدث!

استقبلتنى السيدة فى بيتها بالجيزة وكان معها زوجها د. شريف حتاتة، وصديق فرنسى للأسرة، وابنتها الصحفية منى حلمى، التى كانت تتناول وقتها طعام الغداء وعرفت منها أنها نباتية لا تأكل اللحوم، الحقيقة أننى فى البداية شعرت بالحميمية فى هذا البيت، ولكن سرعان ما انقلب الأمر إلى شئ آخر، حيث كان لدى د.السعداوى إصرار غريب على أن تسألنى هى بدلاً من أن أسألها أنا بصفتى الصحفية، مما أفسد الأجواء الإنسانية، ولكن هذا لا ينفى أن د. نوال لديها دفء مصرى على الجانب الإنسانى مميز، فهى تفتح لك بيتها ومكتبتها، وقد عرضت علىّ استعارة كتبها من مكتبتها ولكننى شكرتها لأن مكتبتى بها كتبها فقد كنت بالفعل أقرأ لها.

" انتى إيه بقى اللى إنتى لابساه ده ؟"، " يا بنتى انتى لسه صغيرة، لا تحجبى عقلك كده" ، أسئلة واستنكارات كثيرة على هذه الشاكلة تلقيتها من د. نوال السعداوى، وقد كنت لتوى قد ارتديت الحجاب أصلاً وكان من الممكن أن أتزعزع أمام محاولات الأستاذة المخضرمة بالنسبة لى وقتها، ومن ثم أقتنع بأننى قد حجبت عقلى بالفعل مع جسدى، ولكننى استوعبت الأمر بهدوء فأنا لا أفعل غالباً إلا ما أحب، وهذه مرحلة تتجاوز الاقتناع.

ولأننى كنت قد أتيت إلى منزلها لأداء مهمة، فقد كان هذا الهدف كافياً بالرد على استنكاراتها بأننى أحترم كل قناعاتها الفكرية ولا أجبرها على تغيير شىء منها البتة ولا أريد بالمقابل سوى المعاملة بالمثل.

والحقيقة أننى أجريت الحوار مع د. السعداوى وخرجت من عندها وأنا أحمل تصريحات نارية، تراوحت ما بين "المستفزة" و"الصادمة" للكثيرين وليس للأستاذة صافيناز كاظم فحسب، مما جعل التصريحات والردود الخاصة بالأستاذة صافيناز أيضاً على القدر نفسه من السخونة، ثم إننى عدت مرة أخرى إلى د. السعداوى بتصريحات أ. صافيناز لترد عليها فى معركة "البينبونج" الكلامية بينهما.

ما فعلته كان "شغل" على المستوى المهنى، ولكننى فى الحقيقة أكره الصدامات الفكرية على أرض الوطن، وأكره عدم قبول الآخر مهما يكن فكره أو عقيدته. ما تحمله د. نوال (رأى) ، وهو رأى لم يقف حائلاً أمام زيادة أعداد المحجبات (مثلا) على الرغم من رأيها الرافض للحجاب منذ زمن طويييييل وقبل أن ألتقيها بزمن أطول.

لا أكره د. السعداوى، على العكس يعجبنى صمودها وجلدها غير العادى، قابلتها قبل 3 سنوات فى ورشة عمل بمركز الدراسات الاشتراكية فوجدت وجهاً، وعقلاً يضج بالحيوية لا ينتمى إلى فئة العجائز، ولكننى ما زلت أستغرب رغبتها الدائمة فى المشاكسة لأجل المشاكسة، وعدم البحث عن أرضية مشتركة تقف فيها إلى جوار المخالفين فى الرأى لكى تبنى أثراً مفيداً يخلد من بعدها.

أكره معها الشكليات واتخاذها معايير للحكم على الناس، وأحب حديثها عن الضمير، العدل، الحرية، وأراها أرضيات مشتركة لهذا الوطن يمكن التعايش فى ظلها، ويحزننى أن تشتبك فى نقاط تؤدى إلى ظهور متطرفين يقومون بتفجيرات كالتى حدثت فى الحادى عشر من سبتمبر.

فأنا لم أفهم معنى أن يكون من ضمن أهداف "تضامن" احترام حرية العقيدة وفى الوقت نفسه مبدأ آخر وهو نقد الثوابت؟! لا أدرى لماذا شعرت بالتشويش والإرباك الفكرى ؟!

أرجو أن تحمل " تضامن" جديداً من الممكن أن أهنئ عليه زميلة مقعد الدراسة بكلية الإعلام سحر عبد الرحمن الصحفية بالأهرام، وهى الجميلة إنسانياً، والموهوبة مهنياً، أرجو بالفعل أن تجد "تضامن" أرضيات مشتركة، وما أكثرها، يمكن للجميع أن يعمل وفقها لمصلحة الجميع، لمصلحة مصر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة