أسامة يعشق الأحلام بين قصاصات الورق

الإثنين، 05 يناير 2009 07:32 م
أسامة يعشق الأحلام بين قصاصات الورق النحت على الورق يصنع مستقبل أوس أوس الإسكندرانى
كتبت يمنى مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
OZOZ... "أوز أوز"، لا تستغرب إذا شاهدت الأطفال يتعلقون بملابسه وهم ينادونه بهذا الاسم، فمعظم الوقت الذى يقضونه معه يكون فى اللعب، وهو واحد منهم، رغم سنوات عمره الـ28، يرتدى ملابس كاجوال ويتحرك بحرية، يصعد فوق الكراسى والموائد ولا يتقيد بشىء، اسمه أسامة حلمى (28 سنة)، يعمل فى تنظيم الفعاليات بمكتبة الإسكندرية، ومن كثرة العلاقات التى استطاع أن يكونها يطلق عليه أصدقاؤه ( CONNECTING PEOPLE OZOZ )، حياته تبدو مختلفة، يغلب عليه الانطلاق، وحقيبة السفر الخاصة به مستعدة دوماً فى انتظار مكالمة هاتفية تدعوه لإقامة ورشة عمل فى أى مكان فى مصر، فحياته هى الـ(ORIGAMIE)، (فن طى الورق)، وهو فن لا نعرف فى مصر الكثير عنه باستثناء المراكب الورقية التى تعلمنا طريقة صنعها فى المدرسة، أما أسامة فيعرف عنه الكثير، وهو قادر على تطويعه فى العديد من المجالات التى يصعب أن تخطر على بال، فمثلاً يصعب للوهلة الأولى إدراك العلاقة بين فن الـ(ORIGAMIE) وفن العمارة، أو بين علم النفس، ولكن مع أوس أوس، يصبح الصعب سهلاً.

دعنا نعود بالذاكرة إلى الوراء عدة سنوات لنعرف كيف بدأت علاقته بهذا الفن!

أسامة لديه نظرية يطلق عليها: الخبط فى الدماغ، وهى تعنى لديه، أن تلح عليك فكرة من آن إلى آخر وتختفى من حياتك لتعود بعد فترة وتلح عليك مرة أخرى، وهذا ما حدث معه، ففى عمر (سبع سنوات) شاهد أسامة برنامجاً فى التليفزيون يصنع مقدمة طائر البطريق بورق يمزج بين الأبيض والأسود باستخدام هذا الفن.

أعجب أسامة بهذه الطريقة، إلا أنه سرعان ما نسيها، لتمر سبع سنوات أخرى، وفى أثناء إحدى الحصص الدراسية يدخل جوزيف مدرس العلوم ويصنع من الورق غراباً وفيلاً يبدوان وكأنهما حقيقيان.

جوزيف لم يدرك وقتها حجم التأثير الذى تركه داخل أسامة، ولا أنه بهذه اللعبة البسيطة اختار لأسامة مجال عمله المستقبلى، ولكنه عرف ذلك بعد عشر سنوات وفاجأه أسامة بقوله، أنت كنت نقطة تحول مهمة فى حياتى دون أن تعرف.

خلال دراسته الجامعية، دخل أسامة إحدى المكتبات طالباً كتاباً لشرح فن طى الوق، ولم يكن يعرف وقتها اسم هذا الفن، لكنه اشترى الكتاب، وتوالت الكتب والاطلاع من خلال الإنترنت، ليبدأ فى تقديم طى الورق من خلال شاشة التليفزيون وبرنامج "فنون سريعة"، وبعدها من خلال مسلسل عالم سمسم.

كل يوم كان أسامة يكتشف مجالاً جديداً يمكن الاستفادة منه فى فن طى الورق، فيستخدمه فى إكساب الأطفال بعض المهارات الأساسية، مثل ترسيخ فكرة إتمام الأعمال، حيث يتعلم الطفل أن يتمم وجباته المدرسية من خلال اللعب، أما الأطفال الذين يتميزون بالنشاط الزائد فيساعدهم هذا الفن على إدراك أن الوصول إلى الخطوة الثالثة يحتاج إلى إتمام الخطوة الأولى والثانية، فأسامة وجد علاقة بين طى الورق والأعمال اليدوية، حيث يساعد هذا الفن على تدريب أصابع الأطفال فى سن ما قبل المدرسة على الأعمال اليدوية ويكسبهم مهارات العمل الجماعى.

العديد من ورش العمل التى أعدها للأطفال مكنت أسامة من أن يعدل من سلوكياتهم، حيث يعلم الأطفال أن يرددوا كلمات مثل: شكراً، لو سمحت، بعد إذنك، ويعتمد أسامة على حب الطفل اللعبة ومدرسها لتوصيل أى معلومة له بشكل غير مباشر.

ومن أقرب الورش إلى قلبه، تلك الورشة التى أقيمت فى أحد مراكز الشباب، والتى صنع من خلالها زينة رمضان مع الأطفال، وقاموا بتزيين الشارع بها. "الطفل الفقير ليس لديه أى شىء، فهو يشعر بالسعادة من أقل شىء.

ورشة عمل بقسم العمارة بكلية الفنون الجميلة قدمها أسامة عن علاقة فن طى الورق بالعمارة ليركز على كيفية تخيل المبنى الذى نرغب فى إنشائه على الورق أولاً، خاصة أن هذا الفن له طابع هندسى، وبالتالى يمكن تعلمه عن طريق معرفة الهندسة بالمعادلات أو عن طريق الخبرة، وهو الطريق الذى سلكه أسامة ليقدم أشكالاً من ابتكاره أهمها الحروف والأرقام العربية وفانوس رمضان ليعطى له الطابع العربى.















مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة