رحلة البحث عن قبر السادات المفقود فى سانت كاترين

الجمعة، 30 يناير 2009 01:38 ص
رحلة البحث عن قبر السادات المفقود فى سانت كاترين أنور السادات
كتب أسامة عبد الحافظ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄رقية السادات: أبى بنى قبرا فى وادى الراحة وأوصى أن يدفن فيه
◄حسب الله الكفراوى: لم أبن القبر والرئيس تراجع عن فكرة مجمع الأديان قبل رحيله

هنا حلم السادات بمجمع للأديان فانتهى فى كشك خشبى.. جئت إلى سانت كاترين أبحث عن القبر الخفى للرئيس السادات الذى بناه ليدفن فيه بجوار مجمع الأديان الذى حلم ببنائه, فلم أجد سوى كشك خشبى مهمل, ومكتب قديم كان يستعمله، بالإضافة إلى عدة صور هى كل ما تبقى من رائحة الرئيس الراحل.

اكتسب وادى الراحة شهرته من شهرة السادات وحلمه ببناء مجمع للأديان فيه, يبعد الوادى عن دير سانت كاترين مسافة لا تزيد على 2كيلو متر، إلا أن شهرته تجاوزت الكنيسة والدير معا بعدما وضعه السادات على خريطة الحلم العالمية, صحيح تراجع السادات عن حلمه هذا فى حياته لكنه أبدا لم يخبر أحدا بتراجعه.

لا أحد يعرف على وجه الدقة كيف بدأت علاقة السادات بسانت كاترين، لكن الأكيد أنه زارها لأول مرة فى عام 1979 وقتها أغرم الرجل بالروحانيات التى تسيطر على المكان، أحب السادات كاترين وطلب من وزير الإسكان وقتها حسب الله الكفراوى أن يبنى له استراحة فى وادى الراحة على أن تكون قريبة من «الوادى المقدس طوى»، اختار الكفراوى مكانا قريبا من الوادى ومن الدير وبنى للرئيس فيه كشكا خشبيا اشتراه وقتها من شركة فارسكور وثلاثة أخرى، الثانى للسكرتارية والثالث للحراسة، أما الأخير فله هو فهو الوحيد تقريبا الذى كان يرافق السادات إلى هناك فى العشر الأواخر من رمضان فى رحلة الاعتكاف الشهيرة.

كان السادات يعتكف للعبادة فى كاترين فى أواخر شهر رمضان من كل عام وقبل عيد الأضحى بأربعة أيام، أو كلما ضاقت نفسه وأراد أن يغسلها من الهموم, كان الرجل يعشق الخلوة والوحدة أحيانا.

إلا أن ثعلب السياسة لم يرد أن يمر عشقه لوادى الراحة دون أن يستغله سياسيا فأعلن عن عزمه بناء مجمع للأديان يضم فيه كل الديانات سويا فى سور واحد، المسجد مع الكنيسة بجوار المعبد، وشرع فعلا فى تنفيذ حلمه هذا وطلب من الكفراوى أن يصمم له مجمعا للأديان، إلا أن الرجل لم يرحب بالفكرة ورفض تنفيذها، وذلك كما قال لى الكفراوى بنفسه: «لم تعجبنى الفكرة ولم أتحمس لها وأعربت للرئيس عن عدم اقتناعى بها، لكنه صمم وعهد بتنفيذ وتصميم المجمع إلى حسن محمد حسن وزير الإسكان الأسبق، الذى أعد دراسة إنشاء المجمع وعرضها عليه فى وجودى ووقتها أبديت امتعاضى من الفكرة وتكلمت مع الرئيس عندما انفردت به عن صعوبة تنفيذ هذا المجمع، وكانت وجهة نظرى أن الله نفسه لم يجمع الأديان كلها فى مكان واحد ولو أراد لفعلها لكنه لم يفعلها، لذا فهو لم يرد ذلك، وقتها فقط اقتنع السادات بوجهة نظرى وصرف النظر عن بناء المجمع».

انتهى كلام وزير الاسكان الاسبق دون أن يتطرق إلى المقبرة التى شيدها السادات لنفسه وهو ما حكته وأكدته رقية السادات كبرى بنات الرئيس الراحل كما أكدت أنها ذات يوم كانت عند والدها فى استراحة القناطر وأخبرها الرئيس -بعدما تلقى مكالمة هاتفية من الوزير حسب الله الكفراوى يخبره فيها بانتهاء العمل فى المقبرة الخاصة به- أنه بنى مقبرة له فى وادى الراحة وأوصاها أن يدفن هناك. وكان السادات قد سبق وأوصى أن يدفن فى بلدته ميت أبوالكوم بجوار شقيقه الشهيد عاطف، إلا أنه عاد وأوصى أن يدفن فى وادى الراحة, سألتُ رقية: هل هذا القبر موجود للآن ولماذا لم يدفن فيه حسب وصيته؟ قالت لا أعلم إن كان موجودا أم لا، لكن ما حدث بعد اغتياله أن البعض طالب بتنفيذ وصية أبى لكن «طنط جيهان» قالت إنه سيكون من الصعب أن ندفنه هناك، وسيكون صعبا علينا جميعا زيارته وأيدها أخى جمال، ووقتها أيضا ظهرت فتوى من شيخ الأزهر بأن الأفضل للشهيد أن يدفن فى مكانه فوافقنا جميعا على دفنه فى مكان وفاته.

تركت رقية السادات وذهبت إلى وادى الراحة أبحث عن هذا القبر المجهول للسادات.. هناك فى وادى الراحة لم يبق من السادات غير 8 صور علقتها إدارة قرية وادى الراحة السياحية فوق أرفف فى متحف، ومكتبه بالقرية التى بنيت فى الثمانينيات من أجل أن تكون قرية سياحية تخدم أفواج السياح الذين يحجون إلى «مدينة الله» إلا أن المشروع فشل وتعرضت القرية المعروضة للإيجار حاليا لخسائر كبيرة, لم أجد فى وادى الراحة أى أثر لقبر السادات، وجدت فقط مكتباً قديماً من الخشب المنقوش، كان السادات يجلس عليه، وكشكا واحدا مهملا ومتهدما تماما هو كشك السادات فى خلسة من إدارة القرية التى تتحفظ تماما على زيارة بيت السادات حتى يتم ترميمه، حسبما يقولون منذ عدة سنوات، وهو ما لم يحدث. كان الكشك خاليا تماما من أى شىء وقد علمت أن السرير الخاص بالسادات موجود ومخزن فى مكان ما.. الغريب أنه عندما سألت إدارة القرية عن القبر قال لى مسئول طلب عدم ذكر اسمه إنه أبدا لم ير أى قبور هنا للسادات ولم يسمع عنه، وعندما أكدت له أنه كان موجودا قال ربما هدم لا أعلم لكن الأكيد أنه لم يعد موجودا, تأكدت من كلام الرجل فلم يعد هناك أى أثر للقبر الذى قيل إنه كان موجودا وعندما رفضت أسرته أن يدفن فى وادى الراحة لبعد المسافة فإن مسئولا ما أمر بهدمه. حملت تلك الرواية لحسب الله الكفراوى وسألته عن قصة القبر قال «بالفعل أوصانى الرئيس السادات بأن يدفن فى وادى الراحة، كان يعشق المكان وأذكر أنه فى أحد الأيام ونحن متواجدون فى وادى الراحة عبر لى عن رغبته فى أن يدفن هناك وأوصانى بذلك مشددا علىّ قائلا: شوف أنا عايز أدفن فى مكان طاهر زى ده، ونفسى الشباب اللى جايين يعرفوا انه كان لهم رئيس دفن هنا علشان عايزهم يحبوا بلدهم ويعرفوا قيمة سينا دى كويس، أنا عايز أربط المصريين بسينا علشان يعمروها.سألت الكفراوى: وهل بنيت قبرا للسادات بالفعل؟ قال لى: لا لم نبن قبرا لكنه أوصى أن يدفن هناك، وأنا عندما استشهد ذهبت وأخبرتهم بوصية الرجل وكنت جاهزا لبناء القبر، لكن القيادة السياسية رأت أنه من الأفضل أن يدفن هنا فى القاهرة.

لمعلوماتك...
3 غرف يتكون منها كشك السادات





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة