رغم سنواتها التى لم تتعد الثامنة عشرة، إلا أنها صممت على المضى فى طريق لم تفكر فيه فتاة من قبل، لتخترق مجالا قاصرا على الرجال، وهو "لف التنورة" الذى يعد من الفنون التركية التى ظلت لفترة طويلة بعيدة تماما عن المرأة.
رضوى سعد الدين أول راقصة تنورة مصرية، قادتها الصدفة البحتة إلى التنورة، حين اختارها راقص التنورة الشهير سامى السويسى مع مجموعة من راقصات الاستعراض ليتم تدريبهن على رقصة التنورة التراثية، كان يرغب فى تقديم شكل جديد للتنورة، ويثبت أن المرأة قادرة على لف التنورة مثل الرجل تماما، إلا أن بعد عدة شهور أخذت أعداد الفتيات تتناقص، ولم يبق منهن إلا رضوى التى دخلت التنورة إلى قلبها، وقررت أن يكون مجال عملها الأساسى.
تدخل المسرح، تتحرك كما لو كانت تائهة فى الدنيا، تتشابك كلمات الإنشاد الدينى مع الحركات الصوفية التى تؤديها "بدخل دنيا تانية فيتوحد جسمى وروحى واحساسى فى عبادة من نوع خاص"، ذلك هو إحساسها على المسرح، خاصة وأن فكرة الرقص فى الصوفية تعتمد على حركة الجسم الإيقاعية كنوع من التسبيح بحمد الله.
حركاتها تلقائية، فلم تؤد أى بروفات قبل العرض، "الحركات التى أقوم بها تعبير عن إحساسى" إضافة إلى بعض الحركات الصوفية، فرفع اليدين إلى السماء هو رمز للفظ الجلالة "الله"، بينما الدوران عكس عقارب الساعة يشبه الطواف حول الكعبة، وكأن العبد يعود بالزمن إلى الوراء ليمسح ذنوبه.
لكن قبل الدخول فى هذه الحالة الإيمانية، يتطلب الأمر تدريبات على الحركة الدائرية حتى لا تصاب بالدوار، وكذلك تدريبات التنفس التى تساعد على الحفاظ على حالة من الثبات، ونوعية خاصة من الأطعمة الغنية بالحديد.
15 كيلو هو وزن التنورة الصوفية التى تحملها، هذا الوزن الكبير لا يكون له أى ثقل أثناء عملية الدوران التى لا تتجاوز مدتها ثلث الساعة.
"الفانوس" و"شراع المركب" و"ابن مريم"، هى أسماء الأشكال المختلفة التى يصنعها راقصو التنورة أثناء دورانهم، والتى يأخذونها عن معلميهم أو يصنعوا أشكال خاصة بهم بعد سنوات طويلة من التدريب، إلا أن رضوى استطاعت بعد شهور قليلة أن تقدم شكلا جديدا للتنورة يشبه الحجاب الذى ترتديه.
جرت العادة على أن يكون راقص التنورة رجلا، كما أن الجهد المبذول فى الدوران المستمر يجعل من الصعب تصور أن تقوم به امرأة، لذلك ينبهر الجمهور بمجرد رؤيتهم رضوى تلف التنورة على المسرح، وقتها لا تركز إطلاقا على الجمهور، حيث يكون كامل تركيزها مع كلمات الإنشاد الدينى التى تشعر بها لتحولها إلى حركات صوفية.
تشجيع والدها المستمر لها لتصبح أول راقصة تنورة رغم رفضه لباقى الفنون الاستعراضية التى تقدمها، يجعلها تبذل مزيدا من الجهد "نفسى أبقى أحسن راقصة تنورة"، وتلفت الانتباه إلى أن التنورة هى فى الأساس زى خاص بالمرأة، فلماذا تكون قاصرة على الرجال؟؟
أكدت أنه لا فرق بين رجل وامرأة..
رضوى سعد الدين.. أول راقصة تنورة
الأربعاء، 28 يناير 2009 05:42 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة