أنت عارف أنا بكتب المرة دى ليه.. لأننا بقالنا 3 أيام متخاصمين عشان موضوع فرح أختى... فاكر حصل إيه فى فرحها ؟؟ أكيد طبعاً مالحقتيش تنسى، لكن أنا متأكدة إنك فاكر بس " مش فاهم" ... مش فاهم أنا زعلانة ليه منك.... لأ وإيه.. مقتنع أن أنت اللى لازم تزعل، أنا عارفة طريقة تفكيرك الغريبة دى. أنا أعلم أنك مابتحبّش الأفراح... لا أنا لم أكن أعلم علم اليقين... بس كمان كل فرح ـ خاصة لو من طرفى أنا ـ بيبقى فيه حبّة نكد حلوين معرفش ليه، وأنا برضه كنت غبية لأنى كنت بفسّر ذلك على أنه (عين).. قال يعنى محسودين.
فى أول خطوبتنا كنا بنروح أفراح كتيرة أوى مع بعض... وفى أفراح صحابك.. كنت بحس إنى تايهة لأنهم كتير وأنا معرفش أى حد فيهم وكلهم كم أن متجوزين، فببقى زى الأطرش فى الزفة مش فاهمة دى مين، واللا ده جوز مين، ومع ذلك كنت بتأقلم تماما سواء فرح هيصة أو هادى... كنت أجلس مبتسمة وأتعرف على الناس حتى لو كنت مُحرَجة... وفى أغلب الأحيان كنت ببقى مُحرَجة لأنك بتقوم أنت وصحابك من الترابيزة عشان تدخنوا فى حتة كده فى جنب "قال يعنى ذوق أوى ومراعيين عدم إزعاج الناس اللى قاعدة.. وطبعاً هذه " الغُرَز" الجانبية تتكرر أكثر من مرة فى الفرح الواحد (طبعاً أنت عارف إنى أكره التدخين كراهية الموت، وبالنسبة لى هو والمخدرات واحد).. المهم إيه.. كنت حتى لو عندى أى تحفظات بأفضل هادية ومبتسمة، ولم أكن حتى أبدى لك بعد الفرح أيه ملاحظات.. على أساس أن الأفراح كلها بقت (خنيفة) أصلاً، والناس التى لا تنضم لحلبة الرقص بتبقى قاعدة زى قلّتها، أو قاعدة فى وادى والناس اللى بترقص فى وادى تانى... لكن برضة كنت بحاول أتأقلم لأنى مؤمنة أن الأفراح مجاملات اجتماعية لابد من القيام بها (مع العلم إنى بكره الأفراح برضة زيك كده بالظبط لكن الفرق إنى كواحدة ست باجى على نفسى شوية واستحمل عشان أعدّى الليلة) المهم أيه.... لما كنت أنت بتحضر معايا أفراح فى أول خطوبتنا.. سواء لأصحابى أو أهلى.. كنت بتبقى سعيد جداً ومتأقلم.... (طبعاً أنا استنتجت بعدها أن دى ماكنتش شخصيتك الحقيقية، بس كنت سعيد لوجودنا معاً، لأن الحب بيكون مشتعل فى أول أى علاقة.. وبالتالى الواحد بيبقى عايز يقعد مع خطيبته بأى طريقة حتى لو فى جهنم الحمراء).... أنا وصلت للاستنتاج ده بسهولة لأنه مش محتاج ذكاء... خصوصاً لما خطوبتنا طوّلت شوية... وبدأ وشّك التانى يبان فى الأفراح والمناسبات...
لماّ رُحنا فرح سها صاحبتى .... كانوا جايبين فرقة رقص روسية، أو " الشو الروسى" زى الناس ما بتقول، وكان معاك حق إنك تتضايق لأن مع الشو الروسى (غض البصر) صعب جداً، وأنا كمان ماعجبنيش الحال، فقمنا إحنا الاثنين، (فاكر، أنا كمان قمت معاك)، ووقفنا خارج قاعة الفرح وفِضلت البنات اللى فى الفرقة رايحين جايين رايحين جايين قدامنا وهما بيجروا عشان يلحقوا يغيروا هدوم الاستعراض بين كل فقرة والثانية. فبرضوا كنا بنبص عليهم رغماً عنّا، وفى الآخر بِعدنا عن القاعة علشان مانشوفهومش خالص واستنينا أن الفقرة تخلص... ما بتخلصش، وبعدين قلت لى ياللا بقى، سلّمى على صاحبتك العروسة وخلاص علشان نروّح... طبعاً انا اتفاجئت، لكن لم يكن لدى ما أقوله، لأن كلامك منطقى، إحنا مش عايزين نشوف " الشو الراقص" ، والفقرة مش راضية تخلص، وأنا لابسه كعب جزمه عالى جداً... ومش معقول نفضل خارج القاعة لأن شكلنا مش حلو.. وكمان الموضوع شكله هيطوّل ومش معقول نفضل نص ساعة واقفين، هو الفرح كله فيه كام نص ساعة؟؟؟ وبرغم رغبتى فى البقاء... لكن حسيت أن أى حجة هقولها هتكون حجة مردود عليها....وإنى مش معقول هرجع فى كلامى وأبقى من غير مبدأ وأقول لك ( مش مشكلة يا حبيبى اتفرج على الرقص المرة دي) خصوصاً أن البنات اللى فى الشو بصراحة غير طبيعيين بالمرة مقارنة بالمقاييس المصرية للجمال، فحسيت أنه من مصلحتى أوافق على كلامك، وسلّمنا على العروسة ومشينا.... ولسان حالى يقول. (ياريتنى جيت لوحدى).. وازداد ندمى لمّا عرفت من صاحباتى بعدها أن سعد الصغير جه بعد ما مشينا.. كنت هموت فيها بجد.
أما لما رُحنا فرح رضوى صاحبتي، ودى صديقة عزيزة عليّا جداً.... حطتنى أنت فى موقف محرج جداً .... المرة دى ماكنشى فيه أى "شو روسي" ولا أى حاجة، وكان الفرح تحفة، بس أنت كنت بتُفرُك كالعادة... مش عارفه ليه مقلتليش إنك بتتخنق وتتعصب من الأفراح؟؟؟ لأ.. بتعمل نفسك يعنى إنك ذوق وبتيجى معايا فى كل حته و فى كل المجاملات وكده، لكن فى الآخر بتيجى فوق دماغى أنا ....المهم ايه لمّا رُحنا فرح رضوى أنت كنت بتُفرُك كالعادة...وفى الفرح ده أنا كنت أكثر فهماً ليك، فسبتك على راحتك، وأنا على راحتي، وكل واحد على راحته، أنت فضلت داخل خارج من القاعة ثلاث أربع مرات فى أول نص ساعة من الفرح، لغاية ما قعدت بره القاعة واختفيت خالص... بصراحة أنا استريحت كده... بس المشكلة أن صاحباتى وإجوزاتهم (جمع زوج) بدأوا يسألوا.... هو فين يابنتى جوزك ؟؟؟، هو مش لاقى كرسي؟؟؟.. قلت أنا " يا جماعة أصله فى الحمام"... قالوا هو إتأخّر كده ليه.. نروح نشوفه؟!!، قلت أنا " يا جماعة معلشى أصله بيشرب سيجاره وزمانه راجع"..." قالوا هو كل ده بيشرب سيجاره ؟؟؟ المهم فضلنا كده هما يقولوا وأنا أقول لغاية ما أتخنقت منك ومن صحابى ومن الفرح ومن رضوى ذاتها، مع أن أنت كانت نيتك كويسه، وصحابى برضه نيتهم كويسه..وكل الناس نيتهم كويسة... تقريباً أنا الشريرة الوحيدة ..... فين وفين لغاية مالقيتك داخل علينا وبتقوللى " ايه مش ياللا بقى "، راح جوز صاحبتى قال "ايه يا جماعة ده البوفيه هيبدأ حالاً .. استنوا أتعشوا طيب"... رُحت انت سألتنى " لو عايزة تقعدى تتعشى مفيش مشكلة".
مفيش مشكلة؟؟ يالهوى ... منظرى بقى وحش أوى وهيبقى أوحش لو قلت لك انى عايزة آكل ....يعنى شكلى هيبقى طفس ...وجاتلى الحالة ونأحت عليا كرامتى الملتهبة....قلت لك " لأ ماليش نفس ياللا نمشي" .. قلت أنت ببساطة وانشكاح " طب ياللا سلام يا جماعة"... وفعلاً مشينا، وندمت برضه لأنى عرفت بعدها أن العشاء كان فيه "سومون فيميه".. بس قررت أنى بعد كده هبقى أروح الأفراح لوحدى...بس للأسف كل صاحباتى اتجوزوا خلاص... بس برضه مش هروح معاك أفراح....
وللأسف كالعادة قراراتى دائما ـ مثل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ـ تصبح فقط قرارات على ورق، يعنى مع إيقاف التنفيذ... اتعزمنا على فرح ابن عمتك... الحمد لله الفرح بتاعك المرة دي... لكن أنا طبعاً عملت بأصلى ورُحت معاك متمنية من الله انك مش هتنكد عليّا لأن الفرح بتاعكم، يعنى مفروض انا اللى أنكد عليك، بس طبعاً ظنى طلع فى غير محلُّه... فاكر إيه اللى حصل.. والله أنا مش فاكره أوي... جالى حالة فقدان ذاكره لأنى مش فاهمة أى حاجة بس اللى أنا فاكراه أن الفرح كان فى فندق (سميراميس)، وكانت الركنة زفت طبعاً... أنت اتعصبت واتخنقت مع طوب الأرض وبعدين دخلنا الفرح وأنت مكشر جداً، قلت أنا فى نفسى " الحمد لله الفرح مش تبعى يعنى أنا ماليش دعوة، اتعصّب براحتك"، وأول ما دخلنا الفندق لقيتك أنت داخل مستعجل أوى قال يعنى علش أن نلحق، وأنا كنت وراك مثلاً كده بمترين...
أنا حسيت بالإهانة شوية، بس مش أوى الصراحة، لأنك كتير أوى بتسبقنى وإحنا ماشيين مع بعض، وبصراحه كل الرجالة فى مصر بيعملوا كده، بس المرة دى زعلت أكتر، لأنك لم تراعى شياكتى وكعبى العالى ولا منظرى وسط قرايبك... وبعدين مش عارفه ايه اللى حصل بعدها، والله زى ما يكون فقدت الذاكرة فعلاً ... مش بقولّك .. لكن تقريباً أنا قلت لك (استنى شوية عشان نمشى جنب بعض أو حاجة زى كده)، وتقريبا الجملة دى دايقتك جدا، المهم النتيجة أن إحنا لفّينا ورجعنا على العربية وأنا فى قمة الذهول، والمصيبة إنك كلّمت طنط مامتك فى الموبايل وقلت لها " إحنا كنا فعلاً وصلنا بس سمر تعبت فجأة...!!" تعبت فجأة؟؟ يالهوى يا ترى إيه التعب اللى ممكن ييجى لواحدة ويخليها تروّح فوراً على البيت ؟؟ إيه يعنى جالى الطلق واللا أيه؟؟ ياللا مش مهم، ما أنا بقيت ملطشة خلاص.
والمفروض عند هذا الحد كنت أقرر ما أروحش معاك أى فرح قريب أو غريب... بس معرفتش أنفّذ القرار برضه، لأنه كان فرح أختى، وده مستحيل إننا ما نروحش... بس اليوم ده بجد كان أنكد فرح فى حياتى يعنى تقريباً أنكد من كل الأفراح التانية... لأنى توقعت إنك تعصر على نفسك ليمونه وتقعد زى الناس، خاصة إنه فرح أختى ، وأهلى موجودين، وكمان أهلك كلهم كانوا معزومين، يعنى اعمل خاطر لأى حد، طب اعمل خاطر ليّا أنا... أنت دخلت الفرح وسلمت على كل الناس... لكن بعدها قلت لى "ايه ده .. الفرح زحمه .. تعالى نخرج نتمشّى...فهمت أنا على طول الليلة... وتوقعت السيناريو اللى هيحصل بعدها، وكان نفسى تخيّب ظنى المرة دى، لكن للأسف كنت عند ظنى بك.. خرجنا نتمشى فى الأوتيل وبعد ما رجليّا ( فقفقت) قلت لك أنا تعبت أوى بقى كفاية كده... ( يا عينى عليا، كنت فاكره إنك هتقوللى خلاص يااللا ندخل الفرح)، لكن لأ... قلت لى ياللا نقعد فى الـlobby ..
وفعلاً قعدنا وأنت كمان طلبت قهوة ( طب ما القهوة فى الفرح جوه ببلاش)، وطلّعت سيجارة وقعدت بهدوء شديد وفضلنا قاعدين ساعة ونص لغاية ما الفرح خلص تقريبا وماحدش شاف وشنا فيه غير لما البوفيه بدأ مع انه فرح اختى، لكن صدقنى أنا المرة دى زعلت من نفسى أنا أكتر ما زعلت منك انت، كان مفروض اسيبك لوحدك وادخل انا...لكن ساعتها ماكنتش هاخلص من الأسئلة من الجميع حول اختفائك غير المُبَرر...والأهم انك أنت كمان كنت هتزعل منى عشان سبتك لوحدك.. لأنى على طول بحاول أرضيك حتى ولو أنا غير مقتنعة.. وحتى لو أهلى هيزعلوا منى.. بس أوعدك أن ده مش هيحصل تانى أبداً.. خصوصاً إنك لا تحاول أبداً أن ترضينى فى شىء... يعنى "عامِل تُعامَل"... هو ده مبدأى الجديد وقرارى الجديد فى العام الجديد، وربنا يقدّرنى وأنفذه ولو لمرّة. والسلام.
سمر طاهر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة