فى خضم أحداث الحرب على غزة، ومن خلال متابعات الأسرة لنشرات الأخبار تبرز مشكلة تضرر الصغار من الأبناء وعدم فهمهم لما يدور، فكيف يمكن للأم أن تستفيد وتجنب أطفالها الآثار السلبية للحدث؟
الحقيقة أن لكل عمر كما توضح د. فيروز عمر الإخصائية والمستشارة النفسية قدر وطريقة مختلفة للتعامل، فالأطفال فى سن ما قبل السابعة يجب أن نجنبهم مشاهد الدماء والأشلاء والهدم والصراخ التى تعرض على شاشات التليفزيون، وتقول إنه يمكنك عزيزتى الأم شغلهم عن ذلك بالرسم أو الدراسة أو اللعب فى حجرة بعيدة .
أما الأطفال من سن السابعة فيمكن أن نبسط لهم الحدث ونحكى لهم تاريخ فلسطين بشكل مبسط، وهناك حكاية لطيفة عن الأفيال التى اقتحمت أرض الأرانب واستولت عليها، ولكن الأرانب بحيلتها وذكائها حفرت للفيلة حفرة فوقعت فيها وهزمتها، لأن الأرانب على حق وشجعان ويدافعون عن حقهم، وهذه فرصة جيدة للتربية على معانى الشجاعة والدفاع عن الحق وعدم الجزع عند وقوع المصائب.
يمكن كذلك استغلال الفرصة لزرع كل المعانى الإيجابية فى نفوس الصغار كأهمية الرياضة فى تقوية الجسم, وتناول الغذاء الصحى والتبرع بالفائض لدينا من المال والطعام والملابس، وأهمية أن نرفع أكفنا لله وطلب العون، وفى هذا ربط إيمانى جميل بالخالق. حتى مساحة الحوار وتدريب الطفل على الكلام والمناقشة يمكن تعزيزها وغرسها لديهم بكثرة الحكى والرد على أسئلتهم بطريقة مبسطة كالسابق.
وهناك الكثير والكثير من المبادئ الأخلاقية والمعانى الإنسانية التى ينبغى تربية الصغار عليها كالإحساس بالآخر، والدفاع عن المظلوم ومساعدته بقدر المستطاع، وحتى المعانى التى تبدو سياسية بعيدة مثل أن أرض فلسطين جزء من الأرض العربية، وبها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، وأنها تهمنا وتخصنا جميعاً وليس الفلسطينيين فحسب ... إلخ، هذه كلها وغيرها يمكن غرسها فى وجود الحدث المؤلم الحالى.
وأخيراً لابد من الوسطية فى كل شئ وعدم الاستغراق حتى لا يصاب الطفل بالاكتئاب أو الإحباط، وكلما كانت الأم ذكية فى إدارة عواطف صغارها وطمأنتهم، وتوصيل المعلومة بلطف بحسب شخصية كل طفل لديها ومرحلته العمرية، كلما كانت الفائدة التربوية أكثر تحققاً.
