زينة الشوارع
زينة شوارع رمضان موضة كل عام، المحلات تزين واجهاتها فى رمضان والفوانيس المعلقة تنظر للبشر من البلكونات والشوارع وتوفر لهم الإنارة الهادئة. فى الأماكن الراقية تكون الزينة بحجم وقيمة المكان، لكن فى الأماكن الشعبية تنطلق زينة من نوع آخر، زينة تتخذ من الإبداع واللعب وسيلة لها للاحتفال بالشهر الكريم، فتجد الفوانيس الورقية، والأعلام معلقة فى الحارات الضيقة تعبيرا عن واقع معاش لا يستطيع أفراده شراء الفانوس الحقيقى، كذلك تجد بعض الرسوم الورقية البسيطة التى تدل على البهجة والفرحة.
مظهر آخر جزء من هذه الزينة، وهو إنارة الشوارع المنطفئة فى رمضان، حيث يتجمع الأطفال والكبار ويقومون بشراء أسلاك كهربائية جهزت خصيصا قبل بداية الشهر لبيعها لهذا الغرض، واللمبات، وتوصيلها من تيار إحدى العمارات وشد السلك بين البلكونات العلوية، ثم يذهب هؤلاء الشباب بعد الشراء إلى كل شقة لتجميع الأموال.
البعض يتكسب
العجيب أن بعض الشقق ترفض الدفع وتتهم الأطفال بـ "السمسرة" من هذه الزينة، رحاب حسن تسكن فى إمبابة تقول إنها تسكن فى عمارة تتكون من 10 شقق، والأطفال يوصلون شريط اللمبات فى حارتنا ولكن طلبوا من كل شقة 5 جنيهات، ولكن ليست هذه هى التكلفة والأموال الزائدة يحصلون عليها ورفضت الدفع.
الأطفال لهم رأى غير ذلك ويتعللون بغلو الأسعار الذى طال حتى زينة رمضان، بينما وزارة الكهرباء لها رأى ثالث وتتهم هذه الأنوار التى يفرح بها الجميع والأنوار الكهربائية العشوائية، بأنها تؤدى إلى زيادة الأحمال على الشبكة، ومن ثم كثرة الأعطال وانقطاع التيار.
المواطن مسئول عن ضعف تيار الكهرباء!
وزارة الكهرباء حاولت تقديم حل بديل لإرضاء الجماهير وترشيد الاستهلاك، فقامت بتحديد50 لمبة قدرة40 وات للمواطن الواحد بتكلفة300 جنيه خلال رمضان، أى أن اللمبة الواحدة تقف على المواطن ب6 جنيهات فى الشهر، وهو حل يراه مسئولو الكهرباء حلا عادلا رغم ارتفاعه عن العام الماضى، نظرا لما تتكلفه وزارة الكهرباء من أموال باهظة فى تصليح شبكات الكهرباء، ويطالبون المواطن بالذهاب إلى الإدارة التجارية، لدفع المبلغ المحدد ليحصل على الإيصال الخاص به ولا يعرض نفسه لمحاضر الشرطة وغرامات سرقة التيار.
المواطنون يرفضون تبريرات الوزارة
الواقع خلاف ما يراه مسئولو الكهرباء، حيث يرفض المواطنون تبريرات وزارة الكهرباء بضعف التيار الكهربائى، ويتساءلون كيف تطالب الحكومة بعدم إنارة الشوارع المظلمة فى رمضان. مصطفى على يتكلم بحماس وبمنطق "إحنا فى شهر مبارك، والناس كلها سهرانة لازم ننور الشوارع، الناس بتصلى العشا والتراويح والفجر، الغلط عند الحكومة المفروض تنور الشوارع فى رمضان وفى غير رمضان".
ذهبنا إلى شوارع جانبية، بالقرب من شارع ترعة القبة بمنطقة الزيتون التابعة لدائرة زكريا عزمى، الشوارع تمتلئ بالزينة والكهرباء، أحد سكان المنطقة رفض ذكر اسمه، قال إنه لن يدفع أى غرامات، لأن الحكومة أصلا هى السبب فى ذلك، كما أننا ننير الشوارع "علشان الناس تشوف".
الحى يسترزق من زينة رمضان
"بتوع الحى عايزين فلوس وعلشان كده بيعملوا معانا كده، الشوارع ضلمة ولازم تنور، نعمل إيه، إحنا بنور الشوارع فى رمضان، والحكومة مش بتفرض غرامات علينا ولا حاجة، بس فيه ناس بعد رمضان شغالة فى الحى تعمل مصالح من ورانا، ييجوا بعربية نقل كبيرة وينزلوا الأسلاك بخطاف بحيث أن اللمبات متتكسرش، لو حد قال أنا هنزل اللمبات والأسلاك ينزلوها ويكسروها وياخدوا السلك يعنى بيستفيدوا بيستفيدوا". محمود السيد يرى أن هذه الزينة طقس رمضانى يتميز به، لا يجوز التنازل عنه.
الحق الطبيعى فى الحياة بتيار كهربائى
وتبقى إشكالية كل عام، التيار الكهربائى يضعف كثيرا وينقطع عن بعض المناطق، ووزارة الكهرباء تتهم السكان بأنهم السبب الرئيسى فى ذلك وتتهمهم بالسرقة غير الشرعية للتيار، والمواطنون يرفضون هذا الرأى ويقيمون طقوس رمضان كما يريدونها، ويبقى الحق الطبيعى لهم فى قضاء رمضان دون انقطاع التيار الكهربائى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة