نجحت نهال محمود هادية، فى الحصول على رخصة قيادة شاحنة حمولة 12 طناً، محطمة بذلك الاعتيادية وجمود الشعبين المصرى والعربى فى تصورهم للمرأة، خاصة المحجبة.
ربما يرجع ذلك إلى إصرار وإرادة نهال التى تستخدمهما فى أغلب الأوقات لمواجهة المحن والتغلب عليها، لتلفت بإصرارها أنظار الشارع المصرى والعربى، متسائلين من أين لها كل هذه الجرأة والمبادرة والثقة بالنفس، لأن تضع نفسها فى موقف غير اعتيادى للمجتمع، وخاصة من فتاة عربية وأيضاً محجبة.
وتعترف نهال أن الأمر كان صعباً للغاية، لأن تخوض تجربة كهذه، ولكن قيادة شاحنة كان بمثابة حلم كبر معها منذ صغرها، حيث كانت تشعر بميول شديد لقيادة هذا النوع من المركبات، متأسية بوالدها الذى شجعها وساندها لتقف أمام عائلتها وتصر على إدراك حلمها.
ولا تنفى نهال تعرضها لضغط نفسى من قبل المجتمع، الذى ضربت بعادته وتقاليده عرض الحائط، أثناء عملية التعلم وحتى حصولها على الرخصة، مشيرة إلى أنها أيضاً لم تشعر بالاهتمام الكافى من المعلمين، وتسلل إلى تفكيرها لبعض الوقت أن تعدل عن حلمها إلا أنها انتقلت لمدرسة أخرى، وهناك أدركت أن قيادة الشاحنات لا تقتصر على الرجال فقط، بل تقوم على نساء أظهرت نهال حقيقة جدارتهم فى المجتمع، بالإضافة إلى الصعوبات المادية، لكن بالمقابل كانت هناك توجهات عكسية ومؤيدة، حيث صادفها أشخاص من الوسط اليهودى وقالوا "عربية ومحجبة وتقود شاحنة؟!".
وأرسلت نهال برسالة إلى المجتمع المصرى خاصة والعربى عامة، تناشدهم فيها بأن ينظروا إلى المرأة، على أنها عنصر أساسى وفعال فى المجتمع، مشيرة إلى أنه فى الماضى كان الاعتماد كله فقط على الرجال لكسب لقمة العيش والذهاب إلى سوق العمل، أما اليوم فالمجتمع هو الذى يطلب المرأة للعمل، وفى أغلب بيوتنا نرى نساء عاملات متعلمات يحاولن الوصول لأعلى المراتب.
زعيمة الشارع نهال هادية من الناصرة تقود شاحنة
الأحد، 07 سبتمبر 2008 10:49 ص