إذا أردت أن تكون مستجاب الدعوة .. إذا أردت دخول الجنة فما عليك إلا شىء واحد: تناول باكو شيكولاتة فضيلة مفتى الديار المصرية بعد الإفطار مباشرة .. شيكولاتة فضيلة المفتى تمنحك مفتاح الفردوس.
هل يمكن أن تكون هذه هى صيغة الإعلان الذى يسبق دعاء الدكتور على جمعة فى البرنامج العام الذى يقدمه يومياً قبل قرآن المغرب؟
بالطبع لا، فقد زودتها حبتين من باب خطب ود شركة الشيكولاتة التى ترعى الشيخ على جمعة ومن يدرى ربما يعتمدون هذه الصيغة فى رمضان المقبل وينوبنى من الحب جانباً وأشارك فضيلة المفتى فى هبرة الشيكولاتة، هو يدعى ربنا بمنتهى الضراعة وقد تنساب منه الدموع، وأنا أعلى من شأن الشيكولاتة التى ستقودنا إلى الجنة، ثم نقبض إحنا الاتنين من صاحب الشركة الراعى الرئيسى لدعاء مفتى الديار المصرية.
أما صيغة إعلان رمضان هذا العام التى تسبق إعلان – عفواً – دعاء فضيلة المفتى، فهى لا تغرى السادة المستمعين بالتأمين على الدعاء خلف المفتى، فالكل يقول لنفسه: هو ينفع إحنا نقول آمين وهو بس اللى يقبض؟
من المؤكد، أنهم سيغيرون رأيهم إذا علموا أنهم سيدخلون الجنة إذا أكلوا الشيكولاتة، وساعتها لن يحقدوا على الهبرة التى ستدخل جيب قفطان فضيلته، فالجنة لا تقدر بثمن حتى لو تحقق دخولها بباكو شيكولاتة.
إنه عصر الإسلام الكاجوال العصرى الإسبور الذى انتقل من الفضائيات إلى الإذاعة الرسمية المصرية، الشىء الوحيد الذى كان يذكرنا برمضان زمان وأخلاق وقيم زمان، أصبح مثل كل شىء فى مصر ممكن تشتريه، لا أرفض دخول الإعلانات البرنامج العام الرصين الذى تربينا على برامجه وعمالقته الراحلين، ولكن أرفض دخول الإعلان إلى الشىء الوحيد المتبقى لدينا: الدين . من يقبل أن يعيش الزمن الذى يتحول فيه الدعاء بواسطة المفتى إلى مادة إعلانية، وليت هذه المادة تروج مثلا لرحلات الحج والعمرة أو لدار نشر كتب إسلامية، بل تروج للشيكولاتة.
أريد أن أسأل فضيلة المفتى عن شرعية الأموال التى يتقاضاها من شركة الشيكولاتة بمناسبة منصبه الرسمى الذى يتقاضى عنه راتباً من الدولة وليس بمناسبة صفته الشخصية التى كانت مجهولة بالنسبة للجميع بمن فيهم "بتوع" الشيكولاتة، هل هذه الفلوس حلال أم حرام؟
قد تقول لى إن شيخ الأزهر يتقاضى أموالاً مقابل البرامج الدينية التى يقدمها وأنا سأزيد عليك بأن كل العلماء يتقاضون أموالاً مقابل اشتراكهم فى البرامج الإذاعية والتليفزيونية، ولا بأس من ذلك طالما أن هذه البرامج تقتطع من أوقاتهم، لكنهم – يا فضيلة المفتى - لا يقدمون مادة إعلانية تحت اسم الدعاء إلى الله، لم يقبل أحدهم أن يكون موضعاً للتساؤل ولا أقول السخرية مثلما وضعت نفسك أمام كل من يحبونك ويصدقونك كعالم جليل مجتهد ولا شك فى ذلك، متسامح وسطى تعكس صورة الإسلام السمحة، لكن غلطة العالم كما يقولون بمليون، وكم أتمنى أن أسمع من فضيلتكم ما يؤكد أن لا شأن لك بجماعة الشيكولاتة ولم تتقاض مليماً واحداً مقابل الدعاء إلى الله، لكى يمحو الغمة التى تظللنا.
فى انتظار ردك يا فضيلة المفتى وبعدها سأحرص على التأمين خلف دعائك يومياً ولكننى - وسامحنى - لن أشترى باكو الشيكولاتة.
