رائد العزاوي يكتب: الجرائد ستطبع لتنظيف الزجاج

الجمعة، 05 سبتمبر 2008 01:44 ص
رائد العزاوي يكتب: الجرائد ستطبع لتنظيف الزجاج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء



لم تكن تجربتى البسيطة المتواضعة مع الصحف الكترونية تجعلني أجرؤ على القول أن الصحافة الورقية ستفقد هيبتها إلى الحد الذى لن تستخدم صحائفها الورقية فى مسح زجاج الشبابيك، أو توضع بديلاً عن فرش موائد الطعام، لكن هذه هى الحقيقة التى اكتشفتها من خلال معرفتى البسيطة بمواقع الانترنيت الإخبارية تحديداً.

فمن واقع الولوج إلى هذا العالم، وجدت أن أرقام المتصفحين تكاد تكون أرقام خرافية، فعدد متصفحى الفيس بوك مثلاً وصل إلى 100 مليون متصفح، وجوجل برقم مقارب، إضافةً إلى المواقع الإخبارية الكبيرة، مثل "CNN أو BBC " وهذا الأخير أشرف بأنى عملت فيه ردحاً من الزمن مما دفعنى لحب العمل في موقع "اليوم السابع".

هناك العديد من الدراسات العالمية الإعلامية تؤكد أن الصحافة المطبوعة، أو الصحافة الورقية ستصبح بعد ربع قرن عبارة عن صحافة كمالية، لن يكون لها جمهورها الحالى على الأقل، فمن واقع الحال الذى يشير إلى تزايد مستخدمى شبكة الانترنت والهواتف النقالة القادرة على الدخول إلى المواقع الإلكترونية، فإن الأمر بات محسوماً خلال العشر سنوات القادمة، لسحب البساط من تحت كل ما هو ثابت من مصادر المعلومات، فالقنوات الفضائية بواقع اتاحتها على النت أصبحت مصدر سهلاً للمشاهدة على الهواتف النقالة والحواسيب الشخصية المتنقلة في كل مكان.

ربما لن يصدق البعض أن هناك دراسة أمريكية تقول: أن الصحافة المطبوعة فى أمريكا لن يكون لها وجود خلال عان 2025، وإذا ما حسبنا فرق سنوات التخلف التقنى فربما نبتعد عن أمريكا بنحو 10 أعوام، وبتالى فان منظومة الصحافة المطبوعة فى العالم العربى ستنتهى بحدود العام 2040 أو أقل من ذلك. لكن الهدف من كل ما مضى ليس هذا العرض الزمنى الرقمى لواقع الصحافة الالكترونية فحسب، لكن ما أره من بعض الزملاء العاملين فى مجال الصحافة المطبوعة إلى النظرة الدونية لمن يعمل فى الصحافة الإلكترونية، فكثيراً ما تقلقنى هذه النظرة، فى حين أن من يعمل فى الصحافة الالكترونية فى أوربا أو أمريكا يتقاضى مرتبات مغرية قياسياً للصحفيين فى الصحافة المطبوعة، نظراً للخسائر المالية الكبيرة التى تتعرض لها الصحف المطبوعة.

إضافةً إلى أن المواقع الإخبارية، والصحف الالكترونية، أضحت أقل كلفةً قياساً للمطبوع، بالإضافة إلى أمكانية التعديل، والتصحيح، والإضافة، والمنافسة اللحظية المتوفرة في الصحف والمواقع الالكترونية. وبهذا القول فأنا أدعو زملائى، وأساتذتى إلى مراجعة النفس والعقل، لفهم أن هناك فرصة تلوح فى الأفق لمراجعة النفس، والنظر إلى الدور المهم والكبير للصحافة الالكترونية، وكم أتمنى أن لا يأتى اليوم الذى يعض فيه على الأصابع، ندماً لمن لم يلحق بركب الصحافة الإلكترونية، وهو ليس ببعيد "يرونه بعيداً ونراه قريباً".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة