الأخرس الذى كلم الناس بعد وفاته بعام ونصف العام

السبت، 27 سبتمبر 2008 01:05 م
الأخرس الذى كلم الناس بعد وفاته بعام ونصف العام مشهد خروج جثة الدوشى بعد عام ونصف العام <br> حدث فى جزيرة العبل
الأقصر ـ نصر الأقصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شاب فى مقتبل العمر يكاد ينطق الكلمات بصعوبة بالغة. كل حياته قارب صغير ينقل الناس من وإلى الجزيرة، يساعد والده فى تربية الماشية، وفجأة توفى هذا الشاب وبدأت قصته.

إنه الدوشى حسن الذى صار حديث الناس هذه الأيام، حين نقل جثمانه بعد عام ونصف العام من وفاته، وسط جمع غفير من أهالى المنطـقة والمحافظات المجاورة، وشهد الناس فى انتقاله الثانى جسداً لم تأكله الأرض وأكفاناً لم يبلها الزمن.

المكان.. جزيرة صغيرة موحشة فى النيل، ربما لم يسمع أحد باسمها ولا وجود لها على الخارطة اسمها جزيرة العبل، نسبة إلى نبات شوكى شيطانى يعرف بهذا الاسم "العاقول"، تقع قبالة قرية كيمان المطاعنة من الناحية الغربية وقرية المعلا من الناحية الشرقية بمركز إسنا محافظة قنا، مثل أية قرية مصرية تعيش حياتها فى بساطة.

الدوشى بعد وفاته بعام ونصف العام يطالب بنقل جثمانه
الزمان.. بعد عام ونصف العام من وفاته يقول والده حسن محمود عبد العال الشهير أبو الوفا توفى "ابنى إلى رحمة الله تعالى، ولم يكن مريضاً عن عمر يقارب السادسة عشر عاماً، شاباً عادياً وبه إعاقة ثقل اللسان قليل الكلام، تفهم ما يقوله بصعوبة، يعاوننى فى تربية الماشية، ويعاون الناس فى الانتقال من وإلى الجزيرة بقارب صغير "سنبك"، وبعد وفاته بمدة شاهدته والدته فى رؤيا منامية، وأخبرها أنه بخير وأخذ يقص عليها ما مر بها من أحداث بعد وفاته. وتكررت الرؤى المنامية، وفى إحدى الليالى شاهدت نوراً يشع من المكان الذى مات فيه، وبعد ذلك زارنى فى المنام، وطلب منى بناء ضريح له فقمت ببناء هذا الضريح على المقبرة التى دفن فيها، إلا أنه زارنى مرة أخرى وقال إنه يريد الضريح فى موقع بالجبانة حدده لى وبالطبع كان هذا فوق استطاعتى.

الدوشى برفقة عبد الرحيم القنائى وأولياء الله
يستكمل الشيخ على إبراهيم السنبسى من قرية السنابسة مركز الوقف قائلاً، "شاهدت الدوشى فى المنام، ولم أكن رأيته من قبل وعرفنى بنفسه وذكر لى عنوان أسرته وطلب منى تحويل جثمانه إلى ضريح وصف لى مكانه وتصورت، أنها أضغاث أحلام حتى تكررت الزيارات المنامية وزارنى بصحبة العارف بالله عبد الرحيم القنائى والشيخ العارف أبو الوفا عبد الحافظ والشيخ محسن الشاذلى الذين طلبوا منى تنفيذ طلب الشيخ الدوشى، فقمت بزيارة أسرته ووافقت روايتى رواية والده ووالدته وقمت باتخاذ الإجراءات، وبعد مرور أكثر من عام على وفاته تم استخراج الجثمان فى مشهد عظيم شهده آلاف الناس من أهالى المنطقة والمناطق والمحافظات المجاورة ورجال الأمن والحكم المحلى والأوقاف، وبحضور السيد اللواء مدير الأمن لمنطقة الجنوب.

بعد عام ونصف العام من الدفن الجثمان لم يتحلل
يقول الدكتور محمد فرج طبيب الوحدة الصحية بقرية الغريرة الذى أشرف على نقل الجثمان. على عكس ما توقعت ورأيت كان الجثمان سليم لم يتأثر بالتغيرات الرملية المعروفة ولم يصاب بالتحلل، كما أن الكفن لم يتمزق كان ما رأيته فوق التصور، ولقد ضمنت هذا فى تقريرى عن الحالة وتم الكشف فى مشهد من الناس.

مشهد خروج الجثة جمع الآلاف ما بين مصدق ومكذب
يقول محسن عبد الرحمن مدير قصر ثقافة الطفل بالمحاميد ومن أهالى القرية، إن المشهد كان عظيماً لم تشهده القرية فى تاريخها. آلاف الناس من كل مكان ما بين مصدق ومكذب. هناك من جاء مؤمناً بالمعجزة وهناك من تصورها نوع من الدجل. وهناك من راهن على عدم وجود الجثة من الأصل، فالجثث فى هذه المنطقة تتحلل بسرعة والشيخ الدوشى دفن منذ أكثر من عام، ولكن المشهد جعل الجميع يكبر ويسبح الله ويشهد بالمعجزة.

بالإيمان والإخلاص لله كانت معجزة الدوشى
ويضيف حمودة الطاهر يوسف الموظف بمصنع السكر: لقد شهدت هذا الموكب العظيم، ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى نشهد فيها مثل هذه المعجزات، خاصة فى المنطقة مثل نقل جثمان العارف بالله الشيخ أحمد الطاهر الحامدى من مقبرته إلى ضريحه بعد سبعين عاماً من وفاته ووجد جثمانه سليماً وغيره.

انتقلنا إلى الباحث عبد المنعم عبد العظيم المهتم بأصحاب الكرامات يقول، إذا كان العبد قريباً من الله بسبب كثرة طاعاته، وإخلاصه كان الله قريباً منه برحمته وفضله وإحسانه، وتحدث له الولاية التى هى فعل خارق للعادة على الإنسان والمصادر تدلل على وجود الخوارق وكرامات الأوليــاء متعددة، وفى القرآن الكريم معجزات مثل قصة السيدة مريم عليها السلام وقصة أصحاب الكهــف، وما تناقله الثقاة من السنة المطهرة كحديث جريج العابد والتراث الإسلامى.

ويضيف الباحث، أنه كلما قوى إيمان العبد وأخلص فى عبادة الله كلما قويت روحه وتغلبت على جسده فقدر على ما لا يقدر عليه غيره. وتضم أنواع الكرامات قائمة طويلة من خوارق الأعمال، ولكونها كرامة لابد أن تكون نتيجة استقامة وجهاد للنفس.

وتبقى حكاية الشيخ الدوشى حكاية أشبه بالأساطير يخاطب إنسانا فى آخر حدود محافظة قنا لا يعرف عنه شيئا، ويأتى الرجل للمطاعنة لأول مرة، يسأل عن أناس لم يعرفهم من قبل ويجمعهم الحب فى الله وسبحان القادر فوق عباده.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة