أعلن وفد دولى تابع للأمم المتحدة أن انتشار مرض الكوليرا فى العراق هذا العام يبدو أقل حدة من عام 2007 الماضى. فقد أكدت منظمة الصحة العالمية وجود 306 إصابات فى 10 محافظات خلال عام 2008، وهو عدد يقل بكثير عن الإصابات التى تم الإبلاغ عنها العام الماضى والتى بلغت 4700 حالة، كما أن هذا العدد أقل من المعدل السنوى للإصابات فى العراق والذى يبلغ 600 حالة. وتنتشر حالات الإصابة ببطء فى المناطق الريفية التى تفتقر فيها العائلات للمياه النظيفة وأنظمة الصرف الصحى. ولم تتأثر مدن العراق بالمرض حتى هذه اللحظة.
قال منسق الشئون الإنسانية فى العراق ديفيد شيرر، فى بيان تلقى اليوم السابع نسخة منه، إن الاستجابة للمرض على المستوى الوطنى اتسمت بالسرعة والتنسيق. وأكد التزام الأمم المتحدة بمساعدة العراق فى القضاء على انتشار هذا المرض وبسرعة، مضيفاً "أن الأمم المتحدة حشدت الجهود داخل العراق لمساعدة الحكومة على احتواء الكوليرا، ونحن على أهبة الاستعداد لبذل المزيد من الجهود فى الوقت الحاضر، فإن المجتمعات المحلية العراقية لا تواجه أزمة كوليرا شاملة وسنعمل ما فى وسعنا لضمان بقاء الوضع كذلك".
حذرت منظمة الصحة العالمية من التقاعس، مؤكدة أن المراقبة والإبلاغ الدقيق ومبادرات احتواء المرض تعتبر من الأمور الضرورية لمنع زيادة انتشار المرض. كما تم الإبلاغ عن 12 حالة وفاة بسبب الإصابة المؤكدة بمرض الكوليرا أو المشتبه بها.. 4 من هذه الحالات هى لأطفال تحت سن العاشرة. ولا تزال محافظة بابل تشكل مصدراً للقلق، إذ تبلغ نسبة الإصابة فيها 66٪ من حالات الإصابة الجديدة فى البلاد.
تتولى منظمة الصحة العالمية جمع المعلومات من 950 موقعاً للمراقبة فى العراق لرصد الحالات المشتبه بها والإبلاغ عنها. كما تقدم اليونيسيف وشركاؤها المساعدة فى مجال توفير المياه والمعلومات والمستلزمات الخاصة بالنظافة الشخصية لما يزيد على 000 45 شخص ومدرسة، وتتولى اللجنة الدولية للصليب الأحمر توفير مادة الكلور المعقمة لتعقيم مياه الشرب الملوثة. كما تعمل منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة لإعداد خطة وطنية للاستعداد لمرض الكوليرا والتصدى له فى حال انتشار المرض فى المستقبل.
تعمل منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف على تشجيع الأهالى العراقيين على التركيز على موضوع النظافة الشخصية لأطفالهم الصغار كأحد التدابير الفورية، إذ إن 66٪ من حالات الإصابة بمرض الكوليرا هى لأطفال دون الخامسة من العمر.
من جانبه، قال السيد سكندر خان، ممثل اليونيسيف فى العراق، "إن مشاركة العائلات والمجتمعات هى من العوامل الرئيسية للحد من انتشار الكوليرا فى العراق"، وأضاف "ينبغى زيادة الجهد والاستثمار لتحديث شبكات المياه والصرف الصحى التى من الممكن أن تكون سبباً فى انتشار المرض، ورغم كل الجهود المبذولة لكن خطورة المرض تشكل تحديدا كبيرا ربما تزيد مخاطره بشدة خلال الفترة القادمة بما ينذر بكارثة.
كوليرا فى العراق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة