أطلقت قطر بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، "أول حديقة قرآنية فى العالم" تضم حوالى 51 نبتة ورد ذكرها فى القرآن الكريم، لتشكل مرجعاً علمياً وبيئياً فى المنطقة، حسبما ذكر المشرفون على المشروع.
ودشنت الشيخة موزة بنت ناصر المسند، حرم أمير قطر، أمس، الأربعاء، الحديقة النباتية القرآنية التى تتخذ من المدينة التعليمية مقرا لها، وزرعت فى الحديقة أول شتلة لنبتة السدرة التى تشكل شعار مؤسسة قطر للتربية والتعليم وعلوم المجتمع التى ترأسها الشيخة موزة.
وقال حمد الهمامى، مدير مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) فى الدوحة، "إن أهمية مشروع الحديقة النباتية القرآنية تأتى من كونه أحد مشاريع المنظمة لتشجيع التعاون والتبادل الدولى فى المجال الفكرى الثقافى الذى يهدف إلى خلق نوع من الترابط بين الإرث الثقافى والتنوع البيولوجى الإحيائى فى المنطقة العربية".
وأضاف الهمامى أن من أهداف المشروع عرض أكثر من 350 نوعا مختلفا من النباتات القطرية، وآلاف من الأنواع من شبه الجزيرة العربية.
واعتبر مشروع الحديقة القرآنية أحد أضخم وأهم مشاريع المحافظة على التنوع البيئى فى المنطقة العربية، مشيراً إلى أنه "يسعى إلى تأسيس مراكز بحثية لحماية البيئة".
ومن جهته قال سيف الحجرى، نائب رئيس مؤسسة قطر "إن الحديقة تسعى إلى توطين النباتات التى ذكرت فى القرآن الكريم و(كتب) السنة".
وتوقع الحجرى أن تصبح الحديقة النباتية القرآنية "ملتقى رائعا لعلماء الدين والطبيعة والباحثين، وستتيح الفرصة للسياح والطلاب للتأمل فى عظمة القرآن الكريم".
وتضم حديقة القرآن الكريم التى أقيمت على مساحة 24 هكتاراً، 9 نبتات حولية و13 من الأعشاب المعمرة و4 شجيرات و15 شجرة، حيث يصل العدد الكلى لهذه النباتات إلى حوالى 51 نبتة.
ومن النباتات التى تضمها الحديقة، الخردل والعصفر والكمون والشعير والعدس والحبة السوداء والأرز والسمسم والقمح، إضافة إلى البصل والكراث والثوم والقثاء والقرع العسلى، والبطيخ والدباء واليقطين والسعدان والسلق وغيرها.
أما النباتات المعمرة، فتضم القتاد والأذخر والحنظل والزقوم وسنامكى وقصب الذريرة والقسط والزعفران والبردى والزنجبيل والزرنب، إضافة إلى الصبار والريحان.
وبالنسبة للشجيرات التى ذكرت فى القرآن الكريم، فهى الغرقد والأراك والكتم والحناء والعرفط والطلح والسمر والأثل والعود والكافور والورس والموز والاترج والتين والزيتون والنخيل والرمان والعنب والسدر.
ومن جهته، أكد المستشار العلمى لمؤسسة قطر كمال الدين البتانونى، أن الحديقة النباتية القرآنية "ستقدم شرحاً علمياً للمصطلحات النباتية التى وردت فى القرآن الكريم فى ضوء العلم الحديث".
وكشف البتانونى عن "ورشة عمل تعقد فى مارس المقبل تجمع علماء الدين والطبيعة حول النباتات فى الإسلام", مضيفاً "أن الحديقة نباتية الآن، ويمكن أن تصبح حيوانية فى المستقبل".
وتشمل أنشطة الحديقة النباتية القرآنية فى قطر، كتيبات عن الأنواع النباتية التى ذكرت فى القرآن الكريم والأحاديث النبوية توضح ماهية النباتات، وأسماءها العلمية، كما تبين ما جاء فى القرآن الكريم عن قضايا الوراثة، وما يعرف الآن بالهندسة الوراثية.
