اجتماع لوزراء الخارجية العرب على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة

موسى: الجامعة لا تعادى حماس على حساب فتح

الأربعاء، 17 سبتمبر 2008 05:22 م
موسى: الجامعة لا تعادى حماس على حساب فتح مؤتمر صحفى للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى
كتب رائد العزاوي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن هناك نشاطا سياسيا ودبلوماسيا عربيا مكثفا فى اجتماعات الدورة 63 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تتركز حول قضيتين رئيسيتين هما القضية الفلسطينية والنزاع العربى – الإسرائيلى، حيث يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا لهم فى نيويورك يوم 24 سبتمبر الجارى.

وقال موسى، فى مؤتمر صحفى عقده اليوم الأربعاء، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية وخصص للحديث عن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن القضية الثانية تتضمن أزمة دارفور، حيث تعقد اللجنة الوزارية العربية المشكلة من مجلس الجامعة العربية اجتماعا لها فى نيويورك برئاسة قطر لوضع خطة عملها واستراتيجية تحركها للفترة المقبلة".

وأضاف موسى إن السعودية طلبت عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولى على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة قضية الاستيطان الإسرائيلى، الذى يدمر كل فرص السلام وإقامة الدولة الفلسطينية. وأكد موسى أن الرسالة العربية للعالم من خلال طلب انعقاد جلسة خاصة لمجلس الأمن، هى أن العرب لا يستطيعون قبول الوضع على ما هو عليه فى الأراضى المحتلة، مشددا على أن إسرائيل تقوم حاليا بتحركات مضادة على الساحة الأوروبية خاصة فى بروكسل، مقر الاتحاد الأوروبى، للتعبير عن قلقها من التحرك العربى الجماعى ضد الاستيطان فى مجلس الأمن الدولى.

واعتبر موسى أن عملية أنابوليس للسلام انتهت ولا توجد لها أية نتيجة ولا توجد عملية سلام، وهناك تدمير لكل فرص إقامة الدولة الفلسطينية من خلال عملية الاستيطان. وردا على سؤال لليوم السابع حول تغير الاستراتيجية العربية فى حال قدوم إدارة أمريكية جديدة؟ وأوضح أن الدول العربية سوف تتعامل مع رئيس لأمريكا جديد بغض النظر عمن هو، لأننا أخذنا الدرس ولا نفضل أحدا على غيره، ومن يأتى سنتعامل معه وكذا الحال بالنسبة لرئيس وزراء إسرائيل القادم.

وبخصوص موضع الاستيطان، قال الأمين العام إن هناك عملا عربيا جماعيا فى نيويورك حول النزاع العربى – الإسرائيلى، حيث أبلغنى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية، أنه طلب رسميا من رئيس مجلس الأمن الدولى لهذا الشهر "بوركينافاسوا" عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولى على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة قضية الاستيطان الذى يكاد يقضى على كل الظروف التى تؤدى لقيام دولة فلسطينية وكل هذا سيكون محل مناقشة فى اجتماع يعقد بين اللجنة الرباعية الدولية والرباعية العربية، بناء على طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون.

وحول السودان، أوضح الأمين العام للجامعة العربية أن هناك تنسيقا كبيرا بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى بشأن قضية دارفور للتوصل لتوافق، بشأن تأجيل تنفيذ مذكرة الاتهام بحق الرئيس السودانى الصادرة من المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية، حيث تتركز الجهود العربية والأفريقية على المادة "16" من النظام الأساسى للمحكمة التى تسمح بتأجيل الموضوع وعدم اتخاذ قرار فيه.

وقال موسى، إن "الجامعة العربية ستقوم بتحرك مشترك مع الاتحاد الأفريقى لكى يصدر قرارا من مجلس الأمن" بتعليق إجراءات المحكمة الجنائية الدولية بشأن دارفور "طبقا للمادة 16 من لوائح المحكمة". وتنص المادة 16 من لوائح المحكمة الجنائية الدولية على أنه لا يحق للمحكمة إجراء أى تحقيق أو أى إجراءات ملاحقة خلال الاثنى عشر شهرا، التى تلى طلب مجلس الأمن منها تعليق النظر فى إحدى القضايا المطروحة عليها.

وأوضح موسى أن الهدف من هذا التأجيل هو إتاحة الفرصة "لتطبيق حزمة الحل التى اتفقت عليها الجامعة العربية مع الحكومة السودانية". يذكر أن ليبيا هى البلد العربى الذى يحتل حاليا مقعدا فى مجلس الأمن، ولم تعلن بنود "حزمة الحل" التى تم التوافق عليها بين الخرطوم والجامعة العربية ولكنها ترتكز، وفق مصادر دبلوماسية، إلى قيام القضاء السودانى بإجراء تحقيق فعلى وجاد فى الجرائم التى ارتكبت فى دارفور من أجل معاقبة المتورطين فيها، مع البحث عن تسوية سياسية للنزاع فى الإقليم الغربى للسودان المستمر منذ أكثر من خمس سنوات.

وأكد موسى أن حزمة الحل العربية لحل الأزمة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية هى المقترح الوحيد المطروح على الساحة الدولية، لحل الأزمة وتلقى قبول الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى. ولفت موسى أن اللجنة الوزارية العربية لرعاية المباحثات بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة ستجتمع فى قطر بعد اجتماعها التنسيقى فى نيويورك، مؤكدا أن الهدف من تشكيل اللجنة هو تشكيل نقلة نوعية فى العمل السياسى العربى تجاه أزمة دارفور، موضحا أن جامعة الدول العربية تقوم حاليا باتصالات مع قيادات الحركات المسلحة فى دارفور من أجل إقناعها بحضور اجتماعات ومحادثات الدوحة لأن هذا فيه مصلحة جميع السودانيين، سواء فى الحكومة أو الحركات المتمردة فكلهم سوادنيون.

وحول فرص نجاح الحوار الوطنى اللبنانى الذى انطلق أول من أمس وشارك فيه، قال الأمين العام للجامعة العربية إن جلسة الحوار كانت مهمة وشارك فيها مختلف القوى اللبنانية وكل من وقع على وثيقة اتفاق الدوحة. وأضاف موسى أن جو الحوار كان إيجابيا وموضوعيا، ولكن هذا الجو لا يعنى عدم وجود خلافات فى وجهات النظر، لكن الأجواء تقول إن الكل مستعد لسماع وجهة النظر الأخرى، وهناك رغبة فى التوصل إلى نقاط مشتركة تؤكد التوجه نحو الاستقرار فى لبنان، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة وحتى الخامس من شهر نوفمبر موعد استئناف الحوار ستجرى مشاورات ثنائية أو متعددة حول الاستراتيجية الدفاعية للبنان.

وردا على سؤال لليوم السابع حول نتائج المفاوضات الفلسطينية– الإسرائيلية، فيما إذا وصلت لشئ محدد تحدث عنه الرئيس محمود عباس "أبومازن"؟ أجاب موسى: لم تصل هذه المفاوضات إلى هذه النقطة ولا يوجد طرح رسمى محدد مقدم ولا يوجد شىء مكتوب على الورق، بل مجرد كلام فقط والكلام المعسول فى نهاية أيام أولمرت لا تساوى شيئا. وأضاف موسى: لا يمكن القول إن هناك محطة وصلت إليها المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية. وجدد الدعم العربى للوساطة المصرية لحل الخلافات الفلسطينية مثلما دعمت الجامعة العربية اتفاق صنعاء ومكة المكرمة.

وشدد موسى على أن الوساطة المصرية يجب أن تكون الحاسمة والأخيرة حتى لا يأخذنا الخلاف الفلسطينى بعيدا عن النزاع الفلسطينى – الإسرائيلى والاحتلال الإسرائيلى هو الأهم.
وأكد أن كل الفصائل الفلسطينية مسئولة ومذنبة والجامعة العربية لا تعادى فتح أو حماس ولا تقف مع هذه ضد تلك، بل إن ارتباط الجامعة العربية هو مع القضية الفلسطينية. ولفت إلى أن الكلام عن انحياز جامعة الدول العربية مع طرف فلسطينى ضد آخر، فهذا كلام غير مقبول لأن الجريمة كبيرة بحق الشعب الفلسطينى وخسارته كبيرة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة