"اتفرج يا سلام.. اصطف عشرة على عشرة .. فيه كل ما تشتهى الأنفس .. لا عليها برشام ولا بتطفى منك، وبتريح صدرك.. يعنى معانا دماغك فى أيد أمينة".. إنها دعاية الحشيش على الفيس بوك.
فى الوقت الذى كان الجميع فيه يتحدث عن نجاح حملة الداعية الإسلامى عمرو خالد ضد المخدرات تحت عنوان "حماية"، كان البعض على الضفة المقابلة ينظم حملة أخرى مناهضة على موقع الفيس بوك الشهير بعنوان "اشرب المخدرات.. غيّر حياتك". "جروبات" تحث على شرب الحشيش والمخدرات بكل أنواعها على سبيل "الروشنة" والضحك ومحاكاة متطلبات العصر.
"احنا بنشرب الحشيش علشان نعرف نعيش"
مبرر من ضمن مجموعة المبررات التى وضعها الشباب المدمن على المخدرات بأنواعها، محاولين فيه توضيح السبب الذى لجأوا من أجله للمخدرات.
وتتواتر مبررات تعاطى المخدرات لدى المجموعات المشتركة فى هذه الدعاية على الفيس بوك، تحت عناوين فرعية، منها: "ليه بنحشش": وتأتى الإجابة حاملة عدة أسباب، هى: "الهروب من الواقع"، "الانفلات من الأهالى المعقدة من أيام قاسم أمين"، و"الهروب من بخل الناس إلى عالم الحشيش"، "فالكيف مناولة مش مقاولة".
وتتنوع أسباب تناول المخدرات – حسب ما تذكره هذه المجاميع ــ مثل: "عالم الدماغ الجامدة، والتهييس على الناس، والهروب من الهموم"، لكن هذه المبررات تصاغ وفقا لقوانينهم ومبرراتهم التى لا تنتمى للواقع نهائيا.
"لـــو كان حـــرام بنحرقه ولــو كان حـــلال بنشربه"..
هذه الجملة هى القاعدة التى يتجمع حولها الشباب، حتى أن بعضهم أفتى أنها "حلال" واستعانوا بفتوى لأسماء شيوخ ليست موجودة وغير معروفة بالمرة، ليبرروا قناعاتهم فى تعاطيهم وشربهم المخدرات، وإذا رد أحد الأعضاء من ذوى، "الدم الحامى" ليشكك فيما يقوله يكون ردهم "ما هو لو كان حرام ادينا بنحرقه ونخلصكم منه ولو كان حلال ادينا بنشربه".
"اشرب حتى ترى الديـــك أرنبـــاً"
مبدأ من ضمن المبادىء التى أوجدها الشباب المؤسس والمنضم للمجموعات التى تمدح فى المخدرات على الفيس بوك، وتبهر الشباب بما فيها من ألفاظ تدل على مدى عشق الحشيش والمخدرات، ومدى قدرته فى فعل "الدماغ الجامدة" التى تجعلك "ترى الديك أرنبا"، كما وصفوها، والكثير من العبارت والجمل والإفيهات السينمائية التى تمجد المخدرات وتعلى قدرها وأثرها.
"البفـــرة" علشان نلــف وتــلف بينــا
البفرة هى تلك الورقة التى توضع بها المادة المخدرة لكى يشربها الشباب، وأخذت نصيب الأسد فى المناقشات، ويضم هذا الموضوع أنواع ورق البفرة التى يتم استعمالها، "الأصلى منه اللى يخلى الجوينت بخيره، والتقليد منتج بلدك".
يبدى عدد كبير من الشباب المجرب رأيه فى الأنواع التى يستخدمها من ورق البفرة، بل إنه ينصح الآخرين باستعمال أنواع محددة حتى يمنع "الضحك عليهم"، لأنه بذلك يقدم خدمة كبيرة لهم وهى الاستفادة من مجال خبرته فى شرب الحشيش، فضلاً عن الأسماء والأنواع التى تم ذكرها، فحتى فى البفره والحشيش تكون هناك نصائح نظراً لأن البفره هى عنصر مهم جداً فى الكيف... كما يقولون.
"الاستيفـــات الجــامدة"
موضوع مهم أثير من قبل الأعضاء فى الجروبات التى تتفق فى المضمون، وهو شرب الحشيش، فأطلقوا بعض الأسماء الغريبة التى تعبر عن "الأستيف"، بمجرد قراءتها، فمثلاً استيف "صدام" و"روتانا" و"افريكانو" و"سكروبين"، وغيرها من الاستيفات التى يعتادون عليها ويصفون مدى تأثيرها على الدماغ.
ومن المضحك أنهم يذكرون هذه الاستافات بكل سعادة وسرور، كما يقول الشاعر أحمد فؤاد نجم: "مساكين بنضحك من البلوة .. زى الديوك و الروح حلوة".
"إحنا اللى خلينا الشكرمون طاخ فى الترالوللى"
هذه هى الجملة التى قالها الفنان محمود عبد العزيز فى فيلم الكيف ليتباهى بنفسه، وبخبرته فلقد أصبح الشباب أقرب مثل لهذه الجملة فى أفعالهم .. ولا عجب إذا تولدت لديك علامات الدهشة والاستغراب، عندما تراهم يفتخرون بما هم عليه ويفتخرون بشربهم المخدرات برفعهم شعار "أنا الحشيش والحشيش هو أنا".
بل إنهم وصفوا كيفية زرع نبات البانجو والحشيش وكيفية تعاطيه وبعض النصائح للشباب المدمن والفتيات المدمنات حول كيفية التعامل مع التجار وشرب الحشيش، وما عقوبة إمساك الشاب وفى يديه مخدرات، والفرق بين الحشيش والبانجو فى تأثيره على "الدماغ" وكيفيه التصرف إذا جاءت "كبسة"، والغريب أن هذه الجروبات تكتب فى وصف نشاطها، إنها تريد الارتقاء بمستوى الحشيش فى مصر وتوعية الشباب عن مدى خطر البانجو لأنه "دماغ عرباجية" ولا يرتقى بمستوى الكيف فى مصر.
هــــزار ولكـــن
قد تكون هذه الجروبات على سبيل الهزار والروشنة، ولكننا لا نستطيع أن نغفل تأثيرها على الشباب الذى يتميز بحب الاستطلاع والتجربة، فإذا وجد هذا العدد من الشباب يشكرون ويمدحون فى المخدرات، فمن البديهى أنه سيقوم بتجربتها, فنحن بصدد مشكلة، وهى كيفية انضمام عدد كبير من الشباب لقائمة أعضاء هذه الجروبات، وما هو الشيء الذى يحفزه لهذه الدرجة ليكتب تعليقاته عليها وينصح غيره بتجريبها .. عفوا لقد انقلب الضحك إلى الجد.. فكيف نغفل شيئاً كهذا ؟!
هل ننتظر حتى يكتبون أسماء التجار الذين يتعاملون معهم، بل أماكن شراء المخدرات؟ إن لم يكتبوها فعلا فى رسائل بينهم وبين بعضهم.
ترويج الحشيش انتقل من الجحور إلى الشبكة العنكبوتية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة