لجأ مؤخرا فريق من العلماء الفرنسيين بالاشتراك مع زملائهم البريطانيين والأستراليين والأمريكيين، إلى الاستعانة بـ"عجول البحر" لمساعدتهم فى الكشف عن أسرار المحيط المتجمد الممتد على مساحة قدرها 20 مليون كيلو متر مربع والذى تتسبب الثلوج فى منع وصول البواخر إليها، وحتى الأقمار الصناعية فشلت فى رصد أية معلومات عنها.
يذكر أن "عجول البحر" تمضى 90% من وقتها تحت الماء وتغوص على عمق 1998 متراً من أجل العثور على غذاء "الأسماك والكاليمارى"، وتنفذ 60 عملية غطس فى اليوم، لذلك قام العلماء بتزويد 50 من أفيال البحر من الموجودة فى جزيرة "كرجولن" بفرنسا وجنوب جورجيا فى بريطانيا وجزيرة "ماكارى" فى أستراليا و"ايتلاند" جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، بجهاز إذاعى يستعمل فى إرشاد السفن والطائرات تم وضعه وتثبيته فوق رأس عجول البحر، لترسل إشارات تساعد على تتبع تنقلاتهم، وأيضا الكشف عن درجة حرارة وملوحة الماء فى الأعماق المختلفة أثناء عملية الغطس.
وتقطع هذه العجول مسافات من الجزر التى تتكاثر فيها حتى تصل إلى جنوب المحيط المتجمد، ولا تمنعها الثلوج، وبذلك أصبح فى الإمكان لأول مرة الحصول على معلومات عن التيار المائى فى المحيط المتجمد وحدود المحيط ودرجة كثافة الماء وملوحة الماء .
كما استطاع العلماء تحديد سرعة تكوين الثلوج وسمك هذه الثلوج، حيث إن تجمد الماء يخرج منه الملح الذى يساهم فى عملية التبريد، ويرفع من كثافة الماء والذى يلعب بالتالى دورا كبيرا فى عملية تنظيم المناخ على الكرة الأرضية.
العلماء يستعينون بـ"عجول البحر" لمعرفة أسرار المحيط المتجمد
الأربعاء، 20 أغسطس 2008 03:09 م