رلى الحلو*

القاضى والجلاد

الإثنين، 11 أغسطس 2008 12:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قلم أم ألم، مطرقة أم مشنقة؟ لا أعلم! كل ما رأيته فى جلسة الثقة الأولى للحكومة الجديدة فى مجلس النواب اللبنانى، أن الرئيس نبيه برى كان يستخدم يده اليمين حاملا قلمه ويده الشمال مخبطا بمطرقته، مستعملا لسانه السليط أداة لقمع فئة من النواب، وهى الفئة الموالية، الفئة التى تعارض تطلعاته ومواقفه، جلسة الثقة الأولى بدت منقسمة ويا حسرتاه على جلسة هكذه ورئيس هكذا الذى حاول أن يكون حكيماً بين هذا وذاك، إلا أنّ ديكتاتوريته فى إدارة الجلسة بدت واضحة كعين الشمس مستخدما أسلوب الإسكات الدائم لبعض النواب، رئيس مجلس النواب العزيز بدا فى أوج قدرته على النيل من الكلمة الحرة والرأى الصريح لبعضهم، فقط لأنه رئيس حركة أمل! لم أشهد فى تلك اللحظة إلا أنه يحلق فى سماء حزبه ويغرد خارج سرب موقعه، ألفاظ دونية تستخدم من قبله وقبل النواب، عبارات وشتائم على قدر المعقول نسمعهم يتلفظون بها، أصوات مشاجرات عالية، منهم من لا يعجبه الوضع، همّ بالخروج لتناول قهوته، منهم من تعب من حسن الاستماع، فبادر بالنوم داخل الجلسة، منهم من بدا متيقظاً لكل كلمة، لكن ما باليد حيلة، والرئيس برى هو فى مكانه ملازما مطرقته، يلعب دور القاضى والجلاد، يمارس كل ذلك بحنكة لا تضاهى، نعم متمرس فى مكانه وهذه طبيعة الحال لرئيس مجلس نواب منذ العام 1992، يتغير رئيس الحكومة ويتغير رئيس البلاد، وهو الرئيس برى قابع فى مكانه، حيث طابت له الإقامة، ساحة النجمة فى بيروت نجمها واحد، ساطع ونوره لا يخفى أى زاوية من زوايا البرلمان، وعجبت لأمر ذلك الرجل الذى صنع من نجوميته فى مكانه وموقعه احتكاراً كبيراً لموقع رئاسة مجلس النواب، ولو كانت الجدران ناطقة لكفرت من تلك الدكتاتورية، باحثة عن دم جديد لا يعبث بحرية الرأى والتعبير، ولا يتمرد على الواقع، ولا يتحيز لفريق وطائفة معينة، يجعل الرئيس برى من المجلس اليوم لعبة شطرنج من الطراز الأول، فيموت الملك ساعة يريد ويعيش الملك ساعة يشاء، جلسة الثقة الأولى نضحت بما فى الإناء فعلاً، ومرة أخرى نقف أمام المشهد عينه، مشهد فريق 14 آذار ومشهد فريق 8 آذار، حتى أنها نبشت بما فى القبور واستعادت الأحداث الأليمة التى مرّ بها الوطن، فلا هذا وذاك تحكم بالصورة، لنقف أمام ظل كاذب، منتظرين الجلسة القادمة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة