ولنا أسرى آخرون، أسرانا فى السجون الإسرائيلية أتوا على أكف رقصت لهم عزة ومجدا، أتوا محررين من عبودية الأعداء ومن ظلمهم، وها هنا مرة أخرى يسجل حزب الله ولبنان انتصاراً جديدا، يكتب عنه التاريخ وتحدث عنه الأجيال، سمير القنطار بطل من التاريخ عميد الحرية وعميد الشهداء، استطاع هذا البطل العظيم أن يصمد بين أيدى العدو الإسرائيلى على مدى ثلاثين عاما، بكل شجاعة وإرادة من أجل المقاومة الإسلامية، ومن أجل المقاومة العربية! غريب فعلا ما نشهده على الساحة اللبنانية من مشاهد تثير العجب والتساؤلات، حكومة ائتلاف ووحدة وطنية، رئيس للبلاد فى منتهى الرصانة والذكاء، أسرى محررون، استعادة جثامين الشهداء، والأكثر من هذا احتفالات لا تهدأ ولا تستكين، قبلات تتناثر هنا وهناك، هتافات وشعارات، استقبالات وقرع طبول، المشهد يتغير بكبسة زر، من مشادات كلامية إلى وعى على مصير الوطن قد يكون مخيفاً، من شتائم بين المعارضة والموالاة إلى وعد بغد أفضل للبنان.
بصراحة تقلقنى هذه الصورة، يقلقنى هذا التناقض، ما نحتاجه اليوم أن نحرص على الوطن أكثر بكثير من المشاهد والصور، التى أصبحت منتقاة على أصابع اليد، عفوية حبنا للوطن هى أسمى بكثير من أن ننتظر توالى الأحداث لنكون كلنا شركاء فى وطن واحد، وطن للجميع باختلاف طوائفه وأحزابه وبتوحيد أهدافه، ماذا ستلد حكومة التسعة أشهر ؟،لا أعلم، هل ستنجب للبنان مولوداً ذكراً يهلل له الجميع كما تفعل المجتمعات التقليدية، أو مولوداً أنثى يخاف على مصيرها المجتمع؟، ماذا بعد، لا نعلم تساؤلات كثيرة نضعها برهن الحكومة الجديدة، والقادة والمسئولين، مصير البلاد من مسار الحكماء والعقلاء، فدعونا نرى ونسمع ونلمس.
وأعود لأقول: لنا أسرى آخرون فى السجون السورية، فى سجون الأشقاء، فى سجن تدمر والمزة وصيدنايا، سجون باتت أسماؤها كابوسا ينقر قلوب الأمهات الباكيات والأمهات المعتصمات منذ أكثر من ثلاث سنوات أمام مبنى الأمم المتحدة فى بيروت، يلامسن حر الصيف بدموعهن، ويغمرن قساوة الشتاء بحزنهن، هن شقيقات أمهات أخوات بات القهر صديقهن والألم طريقهن، يبحثن يفتشن يستقصين أخبار المفقودين كسنوات غياب سمير القنطار، غياب شبابهن لا يقل عن غيابه، قسوة فراق أبائهن ليست أرحم من قسوة غياب سمير القنطار، لدينا أسرى أعزاء أنقياء باسلون وأقوياء، مصيرهم بات قيد الحكم السورى الديكتاتورى، الذى ما زال حتى اليوم ينكر وجود أحبائنا هناك، فما أصعب ظلم ذوى القربى، أشقاء فى الوطن العربى يخطفون أسرنا لا يعطونا أى أمل أو وعد باسترجاعهم، تسعى سوريا اليوم لإقامة معاهدة سلام مع العدو الإسرائيلى، تبحث فى تلك الاتفاقية وتسير من أجل تلك المعاهدة، وأسرانا ما زالوا قيد عبوديتهم، ربى رحمةً أسألك!
•صحفية لبنانية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة