مباحثات السلام مع سوريا ضربة قاضية لاحتفالات إسرائيل بذكرى حرب 1967

السبت، 07 يونيو 2008 07:54 م
مباحثات السلام مع سوريا ضربة قاضية لاحتفالات إسرائيل بذكرى حرب 1967
كتب معتز أحمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بات واضحاً أن مباحثات السلام بين إسرائيل وسوريا أثرت بشكل سلبى على احتفالية إسرائيل بذكرى حرب 1967، والتى تعرف فى الكتابات والأدبيات الإسرائيلية باسم "حرب الأيام الستة". فقد اكتفت تل أبيب بإقامة احتفالية بسيطة فى الثالث من يونيو بمدينة القدس المحتلة، كان أبطالها من الشباب صغار السن أو المتشددين من المتدينين، واكتفوا بالتلويح بعلم إسرائيل فى شوارع القدس، تأكيداً للمزاعم بأن القدس بشطريها الغربى والشرقى عاصمة أبدية لإسرائيل.

ومن مظاهر الاحتفال أيضاً حضور رئيس الوزراء إيهود أولمرت - لمدة نصف ساعة فقط - إلى المدينة لكى يضع إكليلا من الزهور على قبر الجندى المجهول، وسط غياب بارز للعديد من المسئولين الأمنيين، وخاصة ممن كانوا يملأون وسائل الإعلام الإسرائيلية أحاديث وتحليلات عن هذه الحرب فى السابق.

وكان الإعلام الإسرائيلي، فى السنوات السابقة، يحرص على إلقاء الضوء على كيفية الانتصار فى هذه الحرب، ونقل مقاطع مصورة منها، وبالتحديد تلك التى تعبر عن الانتصار الإسرائيلى وهزيمة العرب، وذلك عبر شاشات التليفزيون الإسرائيلى، بل ومنحها إلى الفضائيات الغربية لكى تذيع مقاطع منها بهذه المناسبة.

اللافت أن هذه الاحتفالية فى أيام رئيس الوزراء السابق أرئيل شارون ـ على سبيل المثال ـ كانت تأخذ منحى فى منتهى الأهمية، حيث كان شارون يحرص على الظهور فى التليفزيون يقوم خلالها بشرح كيفية احتلال سيناء والجولان والضفة الغربية وقطاع غزة، وكان يزعم بأن الدروس المستفادة من هذه الحرب مازالت تدرس فى المعاهد والمؤسسات العسكرية العالمية، وليس فقط الإسرائيلية، هذا بجانب عرض فيلم سينمائى يعرض بطولات الإسرائيليين فى هذه الحرب وانتصارهم على العرب.

وظهر جلياً أن حجم الاحتفال بالنصر بالنسبة للجانب الإسرائيلى، ارتبط بمستوى العلاقات مع مصر. فعلى سبيل المثال، كان رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق بنيامين نتانياهو- الذى اتسمت العلاقات فى عهده بالبرود- يحرص على الاحتفال بذكرى الحرب، وبالتحديد الانتصار الذى حققه الإسرائيليون فى سيناء قبيل ذكرى الحرب بشهر كامل، بل ومنح الإسرائيليين إجازه للخروج فى المتنزهات وتنظيم المظاهرات قبالة السفارة المصرية فى تل أبيب أو القنصلية المصرية فى إيلات. وهو ما كانت القاهرة أيضاً تحرص على الرد عليه فى الاحتفالات بنصر أكتوبر، التى كانت فى كثير من الأحيان تتأثر بمؤشر العلاقة مع إسرائيل.

غير أن ما حدث مع احتفال هذا العام، الذى كان أولمرت فى ذكراه (الخامس من يونيو) فى العاصمة الأمريكية واشنطن، أى حتى لم يكترث لحضور الذكرى، يثبت أن الاحتفال بهذه الذكرى تأثر بالطبع فى ظل المباحثات التى تجريها إسرائيل مع سوريا. حيث وضح أن تل أبيب لا تريد المساس بالمشاعر السورية، التى يؤلمها ـ بالطبع ـ ذكر هذه الحرب، بالإضافة إلى قيام إسرائيل بالعديد من التسهيلات إلى المواطنين الدروز فى هضبة الجولان المحتل والحاملين للهوية الزرقاء (الهوية التى تمنح للمواطنين العرب فى الأراضى المحتلة). فقد سمحت إسرائيل لهم بالتواصل "ميكروفونياً"، وإقامة حفل كبير لإحياء هذه الذكرى ومنحهم الموافقة الأمنية على هذا رغم معارضة إسرائيل الدائمة لهذا الطلب فى الماضى، كما قامت بفتح الصحف العربية فى إسرائيل مثل: الصنارة أو كل العرب، خاصة أنها تنطوى على صفحات لكتاب سوريين من أجل كتابة الآراء المؤيدة للسلام، وهو أمر ـ بالطبع ـ يجب أن يتم التنسيق فيه بين الجانبين، حيث إن رؤساء تحرير هذه الصحف وقارئيها عرب فلسطينيون، لا أحد يمكن أن ينكر هويتهم، غير أن تواصلهم مع هذا المحلل السورى أو ذاك يجب أن تعلم به إسرائيل إن لم يكن منسقا حوله أساساً.

وأخيراً تعكس الأجواء الباردة للاحتفالات الإسرائيلية هذا العام بذكرى الحرب، كيف تستغل إسرائيل حتى الاحتفال بذكريات انتصاراتها لتحقيق مصالحها السياسية والاستراتجية، بغض النظر عن أى اعتبار آخر، وهو ما كشفته ذكرى الخامس من يونيو لهذا العام.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة