يقول تران ترونج ديوتى المولود فى إحدى قرى شمالى فيتنام والبالغ من العمر 75 عاماً، أنا أتذكر جيدا جون ماكين المرشح الجمهورى الحالى للرئاسة عندما كنت مسئولا عن معتقل هانوى هيلتون لأسرى الحرب الأمريكان، منذ أكثر من 40 عاماً ، فعندما سقطت طائرة ماكين القتالية بصاروخ فيتنامى شمالى أصيب بجروح خطيرة وأمضى 5 سنوات ونصف بهذا المعتقل، منها سنتان بالحبس الانفرادى.
ويؤكد ديوتى أن طائرة ماكين سقطت فى بحيرة قرب هانوى بعد أن هبط بالمظلة وكسرت ساقه اليسرى وأصيب إصابات بالغة، وهاجمه حشد كبير من المزارعين الغاضبين الذين انهالوا عليه بالضرب، وعندما جاء إلى المعتقل وضع فى زنزانة انفرادية لمدة عامين تقريبا. وكان ديوتى يشرف على حراسته وقد علمه ماكين بعض الكلمات الإنجليزية وكان يصححها له عندما كان يخطئ فى نطقها. وحدثه ماكين عن أمريكا والديمقراطية ومفاهيم كثيرة لم يفهم منها شيئا وقد حاول ماكين الانتحار لأنه كان شخصاً شديد الغضب.
وأضاف ديوتى أنه تلقى طلبا من مكتب ماكين لمقابلته، ولم يعرف لماذا طلب لهذا اللقاء ولكنه حمل معه صورا قديمة بالأبيض والأسود لماكين ولعدد من السجناء الأمريكان فى سجن هانوى هيلتون تحسبا لأى موقف من ماكين. وبالفعل فوجئ ديوتى أن ماكين يشيع أنه وزملاؤه تعرضوا للتعذيب وهو ما نفاه وقال "أوكد بأنّنا مَا عذّبنَاه،ولم نعذب أى سجين معه". ويقول ديوتى إنه عندما كنت يتحدث مع ماكين عن قرار أمريكا للحرب هل هو صحيح أم خاطئ، ورغم صراحته الكبيرة فقد كذب بشأن عدم تلقيه العناية والعلاج المناسبين فى سجن هانوى هيلتون، وربما كان هذا الأمر جزءا من خطة ماكين الانتخابية فهو يريد أن يحصل على تعاطف من الناخبين الأمريكان.
واعتبر ديوتى جون ماكين صديقه لأنه عَمِلَ كثير لبناء علاقات طيبة بين بلداننا. وإذا أصبح رئيساً لأمريكا فهو سيَعمَل أكثرَ لتَحسين تلك العلاقات ونسيان آلام تلك الحرب، لذا أَتمنى لماكين النجاح فى الإنتخابات الرئاسية المقبلة. يذكر أن معتقل هانوى هيلتون الآن متحف و يَحتوى على بدلة طيرانِ جون ماكين الذى عمل على تحسين العلاقات بين فيتنام والولايات المتّحدة بشكل مثير فى السَنَوات الأخيرة، بعد عام 1995.
جون ماكين - AFP
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة