وراء كل باراك، ميتشيل..

ميتشيل أوباما مستعدة "للوظيفة الجديدة"

الإثنين، 02 يونيو 2008 05:59 م
ميتشيل أوباما مستعدة "للوظيفة الجديدة" زوجي وأنا سنغير أمريكا
إعداد ديرا موريس عن جريدة لوموند الفرنسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تقبل ميتشيل بسهولة أن يدخل زوجها لعبة السياسة. وكانت دائماً تقول له "أنت لا تفكر فى أحد سواك". هذه هى ميتشيل التى كانت تلقى بمنتهى العصبية الجريدة فى جانب الحجرة عندما كانت تقع عيناها فيها على شىء يبدو لها "ظالماً". كان لميتشيل مجموعة من التحفظات عندما انطلق زوجها فى سباق الرئاسة الأمريكية. كان كل همها هو حماية حياتهما العائلية. كانت تريد أيضاً التأكد من فرص نجاح باراك أوباما أمام آل كلينتون، وكانت تخشى أن يصبح الأمر بأكمله مضيعة للوقت. لم تمنح إذاً موافقتها لزوجها إلا عندما وضعت شروطها "هى".

الشرط الأول، كان أن يرى أبناؤها "ماليا (9 سنوات) وساشا (6 سنوات)"، والديهما مرة كل أسبوع، والشرط الثانى أن يقلع أوباما عن التدخين.. وقد كان. وأثبتت الأيام بعد ذلك خلال سباق الانتخابات نجاح هذه السيدة فى التأقلم مع الساحة السياسية، بل أكثر من ذلك، ويبدو أنها قد عشقت الوقوف فوق "المنصة".

فها هى ميتشيل التى ولدت فى أسرة متواضعة من شيكاغو، والتى تخرجت مثل زوجها من جامعة هارفارد العريقة، تواجه الآلاف من الأشخاص وتحاول إقناعهم بالخطأ الذى سيرتكبونه إذا لم يمنحوا ثقتهم لزوجها ليحل لهم مشكلاتهم، مؤكدة لهم: "أنا متزوجة من الحل لمشكلاتكم". وعلى الرغم من أن هذه السيدة الشابة لا تتدخل فى استراتيجية زوجها، إلا أنها أصبحت من أهم دعائم حملته الانتخابية.

كتبت مجلة النيوزويك عنها: "يبدو أنها تريد البيت الأبيض، تماماً مثلما يريده زوجها". ويقول أحد كبار المسئولين فى واشنطن: "تذكرنى ميتشيل بهيلارى فى بداياتها". فى حين تروى عائلتها أنها لا تتذكر رؤيتها ولا مرة وهى تبكى، وأنها لم تكن تحب ممارسة الرياضات الجماعية لأنها كانت "تمرض" إذا خسرت!

تطورت كثيراً معاملات ميتشيل خلال رحلة السباق الانتخابى لزوجها.. فتعلمت كيف تتحكم فى تلقائيتها، إذ لم يكن حسها الفكاهى موضع تقدير فى كثير من الوقت. نصحتها أحد خبيرات آداب التعامل أنها تحطم حلم الأمريكان بكلمات مثل: "باراك يشخر أثناء نومه"، أو "أن رائحة فمه كريهة فى الصباح"، حيث أكدت لها قائلة: "إذا كان هناك ما يستطيع باراك أوباما الترويج له، فهو أسطورة كيندى.. لماذا إذا ندمر الأسطورة؟". وتجيب ميتشيل مازحة: "لا أستطيع التحكم فى لسانى. أنا أداعب زوجى فقط، وهو قادر تماماً على السيطرة على امرأة قوية.. تلك هى أحد الأسباب التى تجعله قادراً على أن يصبح رئيساً".
تعلمت ميتشيل أيضاً كيف تواجه النقد، حين ذكرت مثلاً جرائد شيكاغو أن مرتبها قد ارتفع خلال فترة عمل زوجها السياسى من 121 ألف دولاراً فى 2004 إلى 317 ألفاً فى 2005، أو حين أنتقد الزوجان لأنهما يعيشان فى منزل يصل ثمنه إلى 1.65 مليون دولاراً، والذى تمكنا من شرائه بفضل المال الذى حصلا عليه بعد نشر كتابى أوباما اللذين حققا أفضل المبيعات.

من ناحية أخرى، وقعت ميتشيل فى عدة أخطاء سياسية، مثلما فعلت مثلا فى فبراير الماضى عندما قالت إنها: "فخورة ببلادها للمرة الأولى"، أو عندما تغيرت ملامح وجهها عندما سألها أحدهم إذا كانت ستقوم بالتصويت أم لا لهيلارى كلينتون. الأمر الذى جعل بعض مستشارى أوباما يرون أنها تقدم بلا وعى يد المساعدة للجمهوريين. اختفت بعدها ميتشيل عدة أسابيع عن الأضواء، إذ لم تعد تظهر بجانب زوجها سوى فى التجمعات الصغيرة مع الناخبين.

كانت رسالة الماجستير التى قد قدمتها ميتشيل فى علم الاجتماع، بجامعة برينستون، تتحدث عن الانقسام العرقى. وكان موضوعها يدور حول كيفية تأثر الطلبة السود "بالهيكل الاجتماعى والثقافى الأبيض" خلال سنوات دراستهم وابتعادهم تدريجياً عن جذورهم الأصلية. طلب آل أوباما فى البداية من الجامعة عدم الحديث عن هذه الرسالة إلا بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر 2008. إلا أنه أمام إلحاح الصحافة، اضطرت ميتشيل إلى نشر موضوع الرسالة، التى تعكس الشعور بالشك والمرارة، على عكس تجربة أوباما. فقد خلصت فيها ميتشيل إلى أن شهادة التخرج التى حصلت عليها من برينستون ستمنحها على أقصى تقدير مكاناً فى "ضواحى المجتمع"، ولن تصبح مطلقاً "مشاركة حقيقية فيه".

من برينستون انتقلت ميتشيل إلى دراسة الحقوق فى جامعة هارفرد، حيث بدأت تسلك الطريق الذى يرسم عادة للصفوة "البيضاء". فعملت فى مكتب محاماة فى شيكاغو، وكانت مكلفة بالعمل فى الملفات الخاصة بحقوق الملكية الفكرية. وحتى تلك اللحظة، لم يقع شىء غير عادى أو مثير فى حياتها، إلى أن جاء يوم من أيام 1989 كلفتها فيه الإدارة بالاهتمام بأحد الأشخاص الذين حضروا ليتمرنوا على العمل خلال فترة الصيف.. لم يكن هذا الشخص سوى باراك أوباما. وهنا بدأت قصة الحب التى ربطت بينهما. قاومت ميتشيل فى البداية، ثم دعاها أوباما فى أحد الأمسيات لمشاهدة فيلم فى السينما.

فى تلك الفترة، لم يكن باراك يرتبط بعد سوى بآفاق هاواى وأندونيسيا، ولم تتح له فرصة معرفة الجيل الذى قاوم التفرقة العنصرية. فكانت ميتشيل هى من منحته جذوراً صلبة، منحته عائلة، بل أيضاً عائلة سياسية.

ويشهد كل يوم خطوة جديدة فى طريق شهرة ميتشيل، التى إذا ما تم انتخاب باراك أوباما، ستصبح بذلك أصغر سيدة أولى فى تاريخ أمريكا منذ جاكلين كيندى. وهى تسعى بكل جهدها إلى إقناع كل من يسمعها أن الأمر الذى لا يتخيله عقل، أصبح من الممكن اليوم حدوثه "انتخاب رئيس أسود".

حياة عائلية سعيدة مع الفتاتين ماليا (9 سنوات) وساشا (6 سنوات)


ماذا سيفعل به البيض إذا ما أصبح رئيسهم؟


من أقوى؟ سوبرمان أم باراك؟


باراك أوباما طفلا


باراك أوباما رجل عادى يعيش مثل الكثيرين







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة