رلى الحلو*

آه يا بلد

الأحد، 15 يونيو 2008 01:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تسكن لبنان اليوم حالة من الذعر الصامت يترجم فى أحياء بيروت وفى منطقة البقاع وطرابلس، وتترك الحرب الأهلية ذيولها فى عيون المواطنين الذين صفقوا للأحزاب من قبل طرفى المعارضة والموالاة لتحكم عليهم فعلياً بالإعدام الذى يتم حاليا بطريقة مختلفة.

يتم هذا الإعدام عبر المشاحنات الكلامية واستعمال بعض المقتنيات من الأسلحة غير المشرّعة التى باتت متربصة أمام الجيل الصاعد من الشباب غير الواعى الذى يتبع هذا أو ذاك من الأحزاب ليكونوا مشنقة الحرية والسلم الأهلى الذى نبحث عنه فى وطن منفلت، إذ نشعر أن "الدنيا سايبة" على حد قول إخواننا المصرين، فكل يسير على هواه، وكل يغنى على ليلاه، ويبدو إلى الآن أن ليل لبنان قد طال والنور لم ينبعث بعد، فما نشهده الآن هو أخطر من الحرب ضد العدو الإسرائيلى، وأخطر من حرب آيار الأهلية. إنها حرب بين منطقة ومنطقة، بين شاب وشاب، بين مواطن ومواطن، هذا ما كنا فعلا نخشاه فى لبنان وقد حصل، وعلى ما يبدو أن هذه المهزلة الحقيقية مسؤولية كل من يبحث عن حقيبة وزارية وكل من يتطلع إلى منصب، فهم لو أرادوا إيقاف ما يحصل لفعلوا! يقفون مكتوفى الأيدى، منهمكين فى أية حقيبة يريدون.

يظنون أنفسهم فى المزاد العلنى، وتصبح الحقائب الوزارية كسوق الخضار فعلاً، ينظر إليها كل من اشتهى فاكهة الموسم، وكل من أراد أن يدلل على بضاعته ويتنافس من أجل بيعها. يتهافتون على استلام هذه الوزارة أو تلك، يتخبطون فى ظل ظروف أمنية فالتة، يعبثون بأمن البلد، ولا يأبهون بما يجرى وقد يسمعون عن الحالة الأمنية الرديئة مثلهم مثل أى مواطن عادى يشاهد فيلما على التلفاز ليقرأ فجأة الخبر العاجل، لسيت مفاجأة أنه حتى اليوم لم تشكل الحكومة، والإناء ينضح بما فيه، نعم الإناء فارغ من كل معانى الوطنية، فارغ من ماء الحياة، ويعلو سطحه الماء العكر، وهذا ما يحاول المسئولون افتعاله، الاصطياد فى الماء العكر وإذاقتنا الأمرين.

نحن على أبواب صيف حار فى الأسعار ولا أحد يشعر أو يذوق مرارتنا، مرارة الإنسان الذى يكدّ ويجهد باحثاً عن لقمة العيش، صفيحة البنزين قاربت الـ21 دولاراً أمريكياً وكل يبحث عن حقيبة تناسب شكله ولونه وطوله وعرضه. المواد الأولية فى ازدياد دائم والحق على اليورو، جميعهم يعرفون اليورو، ويحاسبوننا وكأننا فى سوق أوروبية، ولا نسمع من قبل المسئولين إلا هذه العبارة:" البلد بألف خير، زحمة فى مطار بيروت، السياحة فى أوج مجدها "، وأخ يا بلد وآه يا بلد، من سيسمع تلك الآهات سوى من ليس بيده حيلة. وهذه حال عامة الشعب، وأنا منهم.

صحفية لبنانية





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة