سيد عبد الرحيم: وردة الجزائرية منعت مقتل الطيارين فى النكسة

السبت، 14 يونيو 2008 02:27 م
سيد عبد الرحيم: وردة الجزائرية منعت مقتل الطيارين فى النكسة المقدم سيد عبد الرحيم قطب
حاوره عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة تشير إلى الثامنة و45 دقيقة صباح يوم 5 يونية 1967 .. وكعادتى حلقت ذقنى وخرجت لتناول طعام الإفطار فى "الميز" بمطار العريش وكنت أعمل فنى تصوير جوى .. سمعت صوت فرقعة لكن اعتقدت أنها الطائرات العراقية القادمة إلى مطار العريش، حسب تأكيد البوليس الدولى الكندى الذى اكتشفنا فيما بعد أنه يعمل لصالح إسرائيل ـ بل كان يصور مواقعنا ومعه طيارون إسرائيليون.
المفاجأة: 4 طائرات تدريب صغيرة دمرت مطار العريش (8 طائرات والمدرج وطائرتى ركاب).
ويضيف المقدم سيد عبد الرحيم قطب فنى التصوير الجوى فى مطار العريش فى حوار خاص لـ "لليوم السابع"، إنه رغم الدمار حمد الله أن الطيارين كانوا فى الاستراحات بسبب سهرة وردة الجزائرية ببيتها فى قاعدة "أنشاص"، بحضور المشير عبد الحكيم عامر.

وهل كان المفترض مصرع الطيارين؟
المفترض أن يكون الطيارون يومياً فى هذا التوقيت داخل الطائرات، استعداداً للطيران ولذا اختارت إسرائيل هذا التوقيت لضمان مصرعهم.

كم كان عدد الطيارين، وكيف نجوا من آثار النكسة؟
عدد الطيارين كان نحو 30 طياراً .. وبمجرد ضرب المطار، ثم مطار السر ومطار المنير، تم تجميع الطيارين وترحيلهم للقاهرة قبل إعلان الانسحاب بساعات طويلة، حيث وصل قرار الانسحاب فى الخامسة مساءً، فيما غادروا فى العاشرة صباحاً.

عودة لمطار العريش، ماذا حدث بعد ذلك؟
كانت الصدمة كبيرة، ليس لدينا أوامر للضرب، وكنا نملك ما يمكننا من اصطياد الطائرات بالمدفعية المتوسطة، وبعد ساعتين بالضبط أغارت طائرتان صغيرتان على مبانى المطار، فصرخ أحد المجندين وأسرع لأحد المواقع وأطلق النار وسط صراخنا على طائرة فأسقطها، وكانت أول خسارة إسرائيلية فى النكسة وأول شهيد فى المعركة.

وما سر صراخكم؟
كنا نخاف على المجند من عصيان الأوامر، التى كانت صارمة بعدم إطلاق النار، لكنه فعلها فانقضت عليه الطائرة الثانية واستشهد فى الحال.

بعدها ماذا فعلتم؟
كان المفروض أن ندمر المطار وكل مطارات سيناء حتى لا تستفيد إسرائيل منها، لكننا تركنا كل شىء خلفنا وبدأت أسوأ رحلة فى حياتى، وعلى أثرها أصبت بمرض نفسى مازلت أعالج منه.
بدأت الانسحاب وكتبت "بوكس تشيكى" مع صديقتين لى وسرنا فى اتجاه القنطرة، للأسف سرنا على جثث زملائنا لأننا لو نزلنا من على الطريق سنموت لعدم قدرة السيارة على السير على الرمال. مشاهد لا يمكن أن تنسى من ذاكرتى، سائق رأسه مقطوعة ويتدلى من سيارة وآخر رجله وسيارات إسعاف تشتعل فيها النيران من جراء القصف الإسرائيلى لها والدماء تغطى الطريق والجثث على جانبيه.

وما أسباب ذلك، حسب رأيك؟
أعتقد أنه يرجع للتخبط فى القرارات وعدم التنسيق بدليل أنه أثناء الانسحاب كانت قوات المشاة والمدرعات لا تعرف بالقرار، ناس تتراجع وناس تتقدم نحو العريش، حاجة تحزن. منه لله المشير، لو كان قد أعطانا أوامر بالضرب ما حدثت المأساة، كذلك لم يكن هناك تنسيق فى الانسحاب، ولولا صدور أوامر الانسحاب لتصدينا لليهود، كما كان البوليس الدولى الكندى يتجسس علينا لصالح إسرائيل وصور مواقعنا لصالحها وأخبرنا عندما سمعنا الأصوات فى السماء، أنها طائرات عراقية قادمة إلينا، وفوجئنا بأنها كانت إسرائيلية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة