من أبو قير الإسكندرية خرج علينا "رضا أبو الليل" بأباجورات كسوها المحار وتسكنها عصافير صنعها من القواقع ليبيعها فى الشوارع وعلى الأرصفة فى القاهرة فى الشتاء وفى الإسكندرية بلدته فى موسم الصيف.
لم يحب رضا الدارسة فكان يهرب من مدرسته الابتدائية ليعمل فى ورشة دوكو ثلاجات فلم يتعلم أى شىء ويقول "متعلمتش حاجة خالص لحد دلوقتى كنت بفرح بالخمسة جنيه اللى بخدها آخر الأسبوع".
وبعد استخراجه للبطاقة عمل قهوجياً مقابل يومية عشرة جنيهات، لم يجد معهم أى أمان أو استقرار ثم عمل صياد سمك فى موسم الصيف لبيعه على الشاطئ للمصيفين.
لكل تصميم اسم أطلقه عليه رضا، أهمهما عنده أباجورة عائشة على اسم الفتاة التى صنعت هيكلها له قبل أن يزينها بالمحار فأسماها باسمها، ويحكى عنها "هى كانت بتحبنى وبتحب البحر فالبحر خدها منى وساب لى الأباجورة بتاعتها"، وعلى الرغم من أن الذكرى تكون مؤلمة إلا أنه يكون سعيداً عندما يأتيه من يطلب أباجورة عائشة تحديداً.
بقية الأنواع مثل عش العصفور عبارة عن بيت يطل منه عصفوران من القواقع وفوقهم لمبة الإضاءة، وتختلف الأشكال مثل السفينة الفرعونية وكوبرى ستانلى والسمكة والجيتار ويشترك جميعهم بأن المحار يكسوهم وعصافير القواقع تبرز منهم مع بعض ورد الزينة البلاستيكية ..
كوبرى ستانلى حاول رضا أن يجعله مطابقاً للواقع بقدر الإمكان فوضع فيه إضاءة بالليزر زرقاء تظهر من الأسفل تتجه لأعلى بجوار أعمدته يصلح لأن يكون فى الصالون للزينة أو بدل اللمبة "السهارى" فى المنزل مع شكل جميل له.
تكلفة الأباجورة من 12 إلى 15 جنيهاً ولكن عند سؤال الزبون عنها فإنه يبدأ معه من 45 جنيهاً لأنه يعرف أن الزبون سيصل بالسعر إلى عشرين جنيهاً وهناك أيضاً إكسسوارات أخرى يصنعها عبارة عن طقم أنتريه من كرسيين وكنبة يستخدم فى الزينة وتكلفة القطعة لن تتجاوز ثلاثة جنيهات يقوم ببيعها بسعر ثلاثة جنيهات ونصف للقطعة.
رضا يحلم بامتلاك سيارة ومحل يحميه من الزمان ولكنه فى نفس الوقت يخشى المخاطرة مما يضيع عليه العديد من الفرص مكتفياً بما يبيعه فى الشوارع وما يبيعه فى فصل الصيف على الشاطئ، رغم أنه تلقى أكثر من عرض بكميات كبيرة إلا أنه يخشى المخاطرة بصناعة كميات كبيرة بكل ما يملك فتضيع عليه أمواله بسبب أى طارئ مكتفياً بمكسب بضع جنيهات فى كل قطعة.
رضا مع أباجورة عائشة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة