جابر القرموطى

وهم تنمية الصعيد

الثلاثاء، 20 مايو 2008 12:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ عدة سنوات أعلنت الحكومة عزمها الأكيد الاتجاه إلى الصعيد والعمل على تنميته، كما أعلنت أن هذا الموضوع تمت دراسته جيدا وأصبح ضرورة لابد منها، بعدما أهمل حكوميا لسنوات حتى بدأت مشاكله تظهر تباعا بدءا من سوء الأحوال المعيشية لقاطنيه وظهور حالات السخط على الدولة التى تجلت فى موجات الإرهاب المتتالية خلال التسعينيات وزيادة نزوح أهل الصعيد إلى الوجه البحرى والقاهرة وما تبعه من مشاكل.

وتفاءلنا خيرا عندما أعلنت الحكومة مرارا نيتها توجيه جهودها إلى الصعيد فى المرحلة المقبلة وأنها ستقوم بالكثير من الإجراءات لتسهيل عمل المستثمرين وإقامة المشروعات. وكثرت التصريحات الحكومية تهلل للمشروعات الجديدة التى أقيمت وتقام فى الصعيد والمناطق الصناعية كاملة المرافق التى أقيمت هناك، وأعلن الكثير من رجال الأعمال الكبار عزمهم إقامة مشروعات ضخمة فى الصعيد. إلا أن صدمتنا كانت كبيرة عندما ذهبنا مؤخراً إلى الجنوب وكلنا تفاؤل أننا سنجد أثار ما زرعته الحكومة وأعلنت عنه، لكن للأسف، عندما وصلنا لم نجد لا مشروعات ضخمة ولا مناطق صناعية كاملة المرافق ولا حتى مستثمرين معروفين وناضلوا فى السابق من حرمانهم من امتيازات يحصل عليها آخرون وفى مناطق تختلف طبيعتها وبنيتها التحتية عن الصعيد.

فقد غاب معظم رجال الأعمال الكبار، واقتصرت الزيارة على التصريحات و"النية الحسنة من المسئولين للتنمية" وهوما طرح تساؤلا: هل انضم مشروع تنمية الصعيد إلى أمثالة من المشروعات التى تعلن عنها الحكومة وترصد لها المليارات ويهلل لها الإعلام وتعقد عليها آمال الفقراء الذين يلهثون وراء أى تصريح بالتنمية فى أى مكان، طمعا فى أن ينالهم من المشروع فرصة؟ الإجابة لا نتمنى سماعها بنعم لأن "توشكي" و"تعمير سيناء" باتا شبحا لأى مشروع عملاق أو تنموى تعلن عنه الحكومة. فقد اصطدمنا جميعا بالواقع الأليم للمشروعين المذكورين ونتخوف بالفعل أن ينضم الصعيد إلى ثلاجة توشكى وسيناء.

لكن على الحكومة إدراك مخاطر هذا التوجه عند الحديث عن تنمية الصعيد فهى منطقة آهلة بالسكان وبكثافة، كما أن هؤلاء يفتقدون إلى أغلب الخدمات ولهم مطالب كثيرة لا يمكن تلبيتها إلا بمشروعات تنمية حقيقية لا تحتمل "هزار" وإلا انقلب السحر على الساحر وانفجر الإقليم بأكمله، فهو ليس إقليما فارغا من السكان مثل توشكى أو سيناء لا يؤثر الإهمال فى تنميته بطريق مباشر على ساكنيه.. فهل تفطن الحكومة لهذا وتُفعل من دورها فى الصعيد بصورة حقيقية وتبتعد عن التصريحات الوردية ؟ أم سيصبح كذبة جديدة؟







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة