رلى الحلو*

هل يملك الوزراء العرب العصا السحرية؟

الجمعة، 16 مايو 2008 02:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حللتم أهلا وطئتم سهلاً أيها الوزراء العرب فى بيروت الحبيبة، استقبلتكم الكثير من السواتر الترابية، والكثير من الأرصفة الدامية والكثير والكثير من الابتسامات التى لا أعرف من أى بنك تصرف، ولا أعرف رصيدها فى أى مصرف يوضع، كل ما أعرفه أنكم قدمتم وأنكم اجتمعتم وأنكم ذاهبون غداً إلى الدوحة، تعتصرون غضب اللبنانيين من قلب لبنان إلى قلب الدوحة، حسناً فعلتم، وخجلا أنظر إلى قرار التحاور فى خارج بلدى لبنان! أصبحتم أيها الوزراء وأيها الحكام اللبنانين مثالاً سيئاً للخارج، وها هم الغرب ينظرون إلينا بعين السخرية والاستهزاء أنكم لا تتفقون بمبادرات فردية ووطنيةّ، بئساً على هذه الواقعة أننا استقبلناكم على طبق من "التبولة" ألوانه باهتة وخضارة عتيقة وليست طازجة! اجتمعتم فى جو من الحزن يخيم على كل لبنانى صادق، أن نمحى أخطاء الأمس ونبدأ صفحة جديدة، نعم سنفعل!

ولكن بعد ماذا، وكل ما علق فى أذهان أطفالنا صوراً دامية وإضرابات وغياب عن المدارس فقط من أجل مناسبات حزينة، كل ما هو محفور فى قلوب شبابنا أصوات رصاص وأنواع متعددة من الأسلحة، كل ما عمل من أجله الآباء والأمهات انتفض فى قلب أبنائهم هجرة وألماً من عمق أجواء شاحنة وبطالة وسوء استخدام لقدرات عالية بات الخارج يستخدمها بذكاء ومهارات كثيرة، شاشات التلفزة أعمت خواطرنا وشتت أفكار كل من أراد البحث عن الصدق، كل من أراد أن يقول أينكم يا عرب، لولا الدمار الشامل الذى ألمّ بنا لما أتيتم ولما اجتمعتم ولما قررتم، وهل قراراتكم كما قرأتموها؟! أم أننا يجب أن نقرأ ما بين السطور؟!

إنه لمن الغريب جدا أن نسمع اللبنانيون اتفقوا على العماد ميشيل سليمان قائد الجيش رئيساً للجمهورية، ولو كان هذا فعلا ما سيحصل بعد طاولة – قد تكون تحاورية – فى الدوحة، لما أخذتمونا فى مد وجزر؟ لما تهورتم وأصلتمونا إلى حرب أهلية طالت ما طالته من الشهداء ودمرت ما دمرته من النفوس، وخلقت جواً مشحونا مبنياً على الطائفية لن يمحى بكبسة زر كما تعتقدون، إننى بصراحة لم أشعر باجتماع الوزراء العرب، إلا مشهد آخر لاكتمال المسرحية التقاتلية الشرق أوسطية اللبنانية، ولا أرى فى هذا الاجتماع إلا الديكورات الجميلة فى فندق فينيسيا، والموائد الرنانة والابتسامات المتنقلة بين هذا وذاك التى لا تحمل فى خباياها سوى جنون التسابق على الكراسى والمناصب، هم هم العرب!

جلاليب بيضاء، بزات وربطات عنق آخر موضة، كلمات منتقاة! ونحن نحن ننتظر الرحمة الإلهية، نستهلك كل قوانا المادية والفكرية والجسدية من أجل البقاء، صراع من أجل البقاء على قيد الحياة فى وطن يهدد الأبرياء بانفجارات وعبوات وقرارات عبثية من الحكومة ومن حزب الله ومن الأحزاب الأخرى، ما نواجهه اليوم اعتباطية فى التفكير، وأنانية المسئولية، وسوقية التصرف، حصادنا اليوم أتربة ورماد تعمل الجهات المنظمة على إزالته، حصادنا اليوم غضب وثورة، حصادنا جهل ودمار وإعاقة وهجرة وعبثية، فعلا ما زرعناه بالأمس حصدناه اليوم، وكل ديك على مزبلته صياح، وفعلا نحن بنينا لبنان على أرض من رمل وعلى أسس مهتزة.

وهل يملكون العرب العصا السحرية؟، هل فعلا ستطلق أصوات الألعاب النارية ابتهاجاً بلبنان الغد؟، هل ستكون الفروسية عنوانا لغد لبنان الأرز والخلود؟ كلها تساؤلات أضعها برأسمال الوفد الوزارى العربى، أضعها على طاولة الحوار الأمريكية الصهيونية العربية اللبنانية الشرق أوسطية، ورجاء أيها العرب وأيها اللبنانيون لا تكونوا دمى متحركة، وأقول لكم كفانا وكفى لبنان!

* صحفية لبنانية






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة