لبيروت الجميلة قصة متكررة، قصة فتاة وهبها الله جمالاً لا يوصف ، جمالاً كتب عليه أن يتألم ويعيش سوداوية الحرب، وغباء من يظن أنه بالاستطاعة الصنع من لبنان ساحة صراع يحرر من خلالها حزب الله الوطن العربى بأكمله .
ويا للأسف هذا ما حصل فعلاً، منذ مقتل الرئيس رفيق الحريرى ،وما تلاه من سلسلة اغتيالات لنواب ووزراء وصحافيين ، عملوا دوماً من أجل الدفاع عن القضية اللبنانية . لنستتبع تلك الأحداث مع حرب تموز 2006 مع إسرائيل التى كانت ذريعتها خطف الأسيرين ، فدوماً شرارة الحرب تبدأ من حجة صغيرة لتنتهى بدمار شامل وتهجير وخسائر مادية وجسديّة فادحة .
خسائر ما زلنا نحن اللبنانيون الأبرياء ندفع ثمنها وضعاً اقتصادياً متدهوراً، وهجرة، وبطالة، وطائفية مشتعلة، وعدم الوعى السياسى أنهم بذلك يسرقون من لبنان هويته الحقيقية، تلك الهوية المبنية على التعددية.
لبنان اليوم يدفع ضريبة كل ذلك الفراغ فى الكرسى الرئاسى بسبب عدم الوفاق بين مختلف الأطياف السياسية، جميعهم اليوم يقفون مكتوفى الأيدى، يتفرجون من بعيد بلذة عارمة على بيروت وهى تحترق .
الآن، اختلط الحابل بالنابل، حزب الله وحركة أمل يجعلون من بيروت البهية كربلاء جديدة، وتصبح غزة حاضرة بفتح وحماس، وتترنح بعقوبة فى قلب مدينتا، وكل ذلك فى وسط حالة رعب لا مثيل لها، الأطفال والنساء والكهلة والشيوخ محتجزون فى أبنيتهم يطالهم الموت فى كل لحظة فى حالة من الهلع دون كهرباء ولا طعام دون استطاعة للهروب إلى أماكن آمنة، ذلك هو المخطط الشيعى الإيرانى السورى من جهة، والمخطط الإسرائيلى الصهيونى الأميركى من جهة أخرى، وكل ما يختلف بين الجهتين هو طريقة إحداث الفتنة.
لقد نجح مرة جديدة السيد حسن نصر الله فى تأكيد دور إيران المباشر لتقوية دوره فى لبنان وامتداد يده على ممتلكات غير خاصة واستعماره لوسط المدينة واستعماله للسلاح فى الداخل، من يحارب نصرالله، على من تمتد يده؟ أى يد يريد أن يقطع؟.
وبأسف شديد أقول إنه يصارع أخيه اللبنانى فى الوطنية، يصارع أخيه المسلم فى الدين ، وكل هذا لا يعكس صورة لبنان الحقيقية، لا يعكس صمود أرزه ولا عنفوان شعبه، ولا إرادة مواطنيه .
نصرالله أصبح فى لبنان صورة للصراع العبثى المدمر المشين، لقد خلع قناعه فى هذه الحرب الأهلية إن جاز التعبير، وخاب ظن الشعوب العربية به، نرى اليوم خسائر متكبدة فى الأرواح، بيروت المقاهى تدمع، بيروت الموضة تنتحر، بيروت الفكر مرهقة ، بيروت الحضارة على شفير الهاوية’ .
المبادرات العربية والخارجية فشلت، اجتماعات، اقتراحات، مهاترات، خطابات رنانة، بيروت تهتز، لبنان بأكمله من شماله إلى جنوبه إلى بقاعه فى حالة صراع مع الذات. لقد كشف نصرالله عن قناعه، حتى الوسائل الإعلامية تعرضت من قبلهم للانتهاكات، قاموا بتدمير قناة المستقبل الأرضية والإخبارية وجريدة المستقبل أيضاً، من يحرق ورقة فكر وينزع حضارة لا يستحق له أن يستظل فى كنف وطن، ولا يستحق أن يحمل هويّة تقول"أنا لبنانى".
هل حضارة الأوطان تبنى فى حرق الدواليب وسد الطرقات بالأتربة ورفع السلاح! إنها دولة قطاع الطرق دولة حسن نصرالله القائمة على السلاح! وعلى حد قول امرؤ القيس"اليوم خمر وغداً أمر"، سننزع سلاحهم وسيعود لبنان وسننتخب رئيساً للجمهورية، لن نستسلم، وكما عودكم اللبنانيون دوماً.
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بـد أن يسـتجيب القـدر
ولا بدّ لليـــل أن ينجـــلى ولا بـــدّ للقيـد أن ينــكـسـر
*صحفية لبنانية
موضوعات متعلقة:
◄حزب الله نيته التخريب وتقف وراءه إيران
◄توقف الاشتباكات بعد سيطرة المعارضة على بيروت
◄حمادة يدعو ساركوزى للضغط على دمشق وطهران
◄تحركات للجيش الإسرائيلى بمحاذاة الخط الأزرق
◄الأزهر يصف أحداث لبنان بـ"الفتن"
◄عباس يدعو الفلسطينيين فى لبنان إلى التزام الحياد
◄الجميل يصف سلاح حزب الله بـ"الانقلابى"
◄حزب الله أخطأ والحل فى نزع سلاح المليشيات
◄حزب الله يخطف لبنان
◄بيروت تحت حصار الانقلابيين
◄شهادة كاتبة لبنانية من وسط الأحداث فى بيروت
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة