أصدرت السلطات الأمنية فى بورسعيد قراراً بمنع حرق الدمى التى تعبر عن الشخصيات السياسية، وهو القرارالذى أثار استياء الأهالى، ورغم ذلك مازالت رائحة حرق دمية اللورد "اللنبى" الذى كان يحكم مصر أثناء الاحتلال الإنجليزى واشتهر بقسوته وطغيانه تزكم أنف البورسعيدية.
ترجع كراهية البورسعيدية لـ"اللنبى" إلى ثورة 1919 حين أمر جنوده بتصويب المدافع على المتظاهرين من التجار والفحامين والأهالى الذين شاركوا فى الثورة بمظاهرة تطالب بسقوط الاحتلال وطافت بشارع محمد على الذى يفصل بين حى "العرب" وحى "الإفرنج" الذى تتمركز فيه الشركات الأجنبية والبنوك والثروات الأوربية وشركة قناة السويس، فسقط العديد من الفدائيين شهداء.
تحول حرق التمثال إلى فلوكلور موسمى أثناء الاحتفالات بأعياد الربيع، إلا أنه فى السنوات الأخيرة شهدت الاحتفالات بعض التعديلات، حيث بدأ أهالى بورسعيد بحرق دمى ترمز إلى شخصيات سياسية مكروهة مثل بوش وشارون وتونى بلير حسب الأحداث السياسية، وهو ما دعا الأمن إلى التدخل هذا العام لمنع حرق رموز غير "اللنبى" خوفاً من أن يمتد الفلكلور البورسعيدى تحت ضغط الأزمة الاقتصادية وأحداث الاعتصامات ليتناول شخصيات سياسية محلية.
ورغم مرور ما يقرب من تسعين عاماً لم ينس الفولكلور البورسعيدى قسوة "اللنبى" فعلى أنغام السمسمية مازال البورسعيدية يغنون: "يا اللنبى يا بن حلنبوحة. ومراتك وحشة ومفضوحة. يا اللنبى ياوش النملة. مين قالك تعمل دى العملة"، ليصبح "اللنبى" رمزاً للفساد والطغيان. ويعتبر حرق "اللنبى" من أهم مظاهر الاحتفال، حيث يصنع البورسعيدية دمية على شكل "اللنبى" تطوف الشوارع ثم يتم حرقها على "صارى طويل"، وبمرور الوقت تحولت دمية "اللنبى" إلى رمز لكل المستعمرين وغيرهم من الطغاة، مناداة بسقوطهم .
الأمن يمنع حرق دمية "اللنبى"
فى شم النسيم .. بورسعيد حزينة..
الأحد، 27 أبريل 2008 02:00 ص
دمية اللورد "اللنبى"