بفارق الخبرة والتاريخ التانجو يهزم الفراعنة 2/0

الخميس، 27 مارس 2008 12:35 ص
بفارق الخبرة والتاريخ التانجو يهزم الفراعنة 2/0 تصوير : أحمد إسماعيل
كتب ـ عصام شلتوت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فارق الخبرة والتاريخ.. وربما الجغرافيا، هى المقاييس التى حسمت لقاء منتخبنا الوطنى ونظيره الأرجنتينى بهدفين مقابل لا شىء فى الوقت الذى انتظرت فيه الجماهير أن يحسم الفراعنة نتيجة اللقاء أمام راقصى التانجو ولو بتعادل يحمل طعم الفوز لعشاق اللعبة، خاصة أن احتفالات الانتصار المدوى بالفوز بأمم أفريقية غانا 2008 ما زالت مستمرة.
الجماهير القليلة التى لم تتعد الـ 35 ألف متفرج خرجت تبحث عن حلول لعلامات الاستفهام العديدة للهزيمة، وبالتأكيد طارد الجميع السؤال الأهم وهو: كيف فازت الأرجنتين، ولماذا انهزم منتخبنا
الإجابة ليست صعبة، لكنها تخضع لعدة مقاييس يأتى على رأسها أننا نلعب كرة قدم تبتعد مسافات غير قريبة عن تلك التى يلعبها منتخب بحجم التانجو الأرجنتينى، ففى هذه البلاد كرة القدم وظيفة للاعبين وبيزنس لمن يديرها.
أما فى مصر، وبقدر تقدمنا الملموس أحياناً فى المحافل القارية، إلا أننا حتى الآن لم نمارس صناعة اسمها الرياضة عموماً، وأهم منتجاتها كرة القدم، بالإضافة لأن اللقاء جمع العديد من المفارقات، يأتى فى مقدمتها حكاية الحارس المتمرد "عصام الحضرى" الذى يعد الأول أفريقياً، وكيف طلب الخلع من الأهلى متوجهاً إلى نادى سيون السويسرى، وهو الأمر الذى أثار الجماهير الحمراء فلم تحضر اللقاء خشية الصدام مع الجهات المسئولة، فيما لو صبت جم غضبها على الحارس المتمرد وبالتالى باقى الفريق وجهازه الفنى.
تلك الحكاية ساهمت لحد بعيد فى اضطراب الحالة المعنوية للحارس وبعض زملائه، ووضح ذلك تماماً فى الهدف الثانى الذى يستطيع الحضرى منعه فى أى وقت غير الفترة الحالية.
السبب الثانى، هو الاحتفال المبالغ فيه من النجوم أبو تريكة وأحمد حسن ومحمد شوقى ومحمد زيدان، رغم أن الثلاثى الأخير محترفون فى أوروبا، لكنهم حاولوا الظهور بصورة من يستعرض مهاراته. فى هذا الاتجاه تجد نجوم التانجو تافيز وزانتى وزملائهم يلعبون بجد مع عدم اللجوء للمظهرية، لأنهم محترفون.. عملهم الرسمى هو كرة القدم.
التهديف من نصف فرصة كما أكد نجم الأرجنتين ونادى توتنهام الإنجليزى القديم أرديلس جولفة هو لغة المحترفين الرسمية. أما منتخبنا فأهدر نجومه عماد متعب وأبو تريكة فرصتين من العيار الثقيل فى الأولى، أنتظر متعب الكرة ليلعبها برأسه لكنها حتى الآن لم تصل إليه، لأنها ـ الكرةـ لا تحب من ينتظرها وإنما تعشق من يذهب إليها.
فى الفرصة الثانية لعب أبو تريكة الكرة بيمناه من عرضية أحمد فتحى المجتهد، وهو يفكر فى أكاليل الغار والمشهد عقب أن تلج الكرة شباك الأرجنتين، لهذا ذهبت للحارس المخضرم بوند نذير باتو فأمسك بها دون عناء.
أما هدفا الأرجنتين فهما مثال واضح على أداء المحترفين، ففى الهدف الأول أفلت المهاجم سيرجيو أوجوير من رقابة الليبرو هانى سعيد وللعلم لا يلعب أى فريق بالليبرو أو ظهير خامس بنظرية "البطيخة الصيفى" إلا عندنا، ورغم هذا لم نستفد من ظهير زائد على رباعى الظهر.
وفى الهدف الثانى لم يؤد زيدان مهامه الدفاعية وترك نيكولاس بورديسو ليلعب الكرة برأسه نحو مرمى الحضرى المضطرب، والذى ضرب لخمة لأنه لم يكن يستطيع أن يؤدى حركتين فى نفس الوقت، الأولى أن يذهب للكرة العالية، والثانية أن يعود لتصحيح موقفه وإنقاذ مرماه.
الكلام عن التقصير التكنيكى، أو خطط الجهازين الفنيين لن يضيف جديداً، لأن الفارق واضح، ويكفى أن يطرح اتحاد الكرة التذاكر بأسعار غريبة، فالدرجة الثالثة بـ "25" جنيهاً والثانية بـ "75" جنيهاً والأولى العادية بـ "200" جنيهاً، والممتازة بـ "300" جنيهاً، وأمام المقصورة بـ "500" جنيهاً وهى أسعار محترقة لا يقوى عليها المتفرج المصرى الهاوى فعلاً ودخلاً الفارق الاحترافى الكبير .. هو الفاعل المجهول فى هزيمة التحطيب المصرى أمام التانجو الأرجنتينى، لهذا يجب ألا تخدعنا النتيجة وبعض الدقائق التى استحوذنا خلالها على الكرة، لأن حلم الوصول للعالمية الكروية يجب أن يبدأ بتعديل نظم اللعبة .. ليكون فى خانة العمل ببطاقة الرقم القومى وظيفة اسمها لاعب كرة .. وفى مناطق عديدة مؤسسات تجارية اقتصادية اسمها أندية محترفين لها ملاك.. وليست ملكاً عاماً يديره من يدعون الهواية والعمل التطوعى الذى أخر الرياضة المصرية وكرة القدم الفرعونية كثيراً.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة