بعد دراسة شملت 90 ألفاً من المصابين بالسل فى 81 من بلدان العالم، كشف تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية عن زيادة قياسية فى عدد الإصابات بمرض السل المقاوم للمضادات الحيوية. حيث توصلت المنظمة إلى أن نسبة المصابين بالسل المقاوم لأكثر من عقار واحد (أو ما يسمى بـ multi-drug resistant TB) هى أكبر مما كان متوقعاً. وأشار البحث إلى انتشار نوع من السل يستعصى على العلاج فى 45 من البلدان التى شملتها الدراسة.
ويذكر أن السل المقاوم لا يستجيب لاثنين من العقاقير المستخدمة عادة لعلاج المرض، وهما " الايزونيازيد والريفامبيسين "، مما يعنى أن المرضى لا يستجيبون لدورة العلاج العادية التى تستغرق ستة شهور، ويحتاجون لفترة طويلة ـ قد تناهز السنتين ـ من العلاج باستخدام عقاقير أغلى ثمناً وأكثر سمية.
وينتشر هذا النوع من السل بشكل خاص فى جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق. ففى باكو عاصمة أوزباكستان على سبيل المثال، كانت ربع الإصابات بالسل بالنوع المقاوم.
وكشف التقرير أن السل العصى على العلاج موجود فى العشرات من الدول، وكشف أيضا أن عدد الإصابات بهذا النوع الخطير من المرض قد تكون أعلى بكثير مما أعلن عنه، إذ إن العديد من الدول الأفريقية تفتقر إلى الوسائل العلمية الحديثة الضرورية لتشخيصه، كما لا ينحصر انتشار السل بالدول الفقيرة فقط. ففى بعض أحياء شرق لندن، تزيد نسب الإصابة بالمرض عن تلك فى الدول النامية.
وطالبت منظمة الصحة العالمية بزيادة جهود مراقبة انتشار مرض السل، كما طالبت بتعزيز برامج مكافحة مرض السل المقاوم، ورصدت المنظمة مبلغ خمسة مليارات دولار لتمويل برامج العلاج.
وأكدت المنظمة أن السل ليس "مرض القرن الماضى" كما كان يعتقد، ففى عام 2006 اكتشفت 9 ملايين حالة جديدة للإصابة بالمرض وتوفى زهاء 1.7 مليون منها.
ويقول الدكتور ماريو رافيليونى، مدير شعبة مكافحة السل فى المنظمة إن "مكافحة السل المقاوم تحتاج إلى هجوم كاسح. فإذا تقاعست الدول المعنية والمجتمع الدولى عن التعامل مع المشكلة بشكل نشط سنخسر هذه المعركة". وأكد التقرير فى النهاية على وجود علاقة بين الإصابة بمرض فقدان المناعة المكتسب (الإيدز) والإصابة بالسل المقاوم.
"الصحة العالمية": زيادة السل المقاوم للمضادات الحيوية
الأربعاء، 27 فبراير 2008 07:24 م
مخاطر صحية مؤكدة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة