يختار حزبا المعارضة السابقين فى باكستان – حزب العمل وحزب الشعب - اليوم الجمعة رئيس حكومة التحالف المقبلة، التى يعتزمان تشكيلها بعد أن فازا فى الانتخابات التشريعية، فى مواجهة الرئيس برويز مشرف الذى يعتزم البقاء فى منصبه.
وسيتم على الأرجح اختيار مخدوم أمين فهيم نائب رئيس حزب الشعب الباكستانى الذى كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو ويقوده اليوم فعلياً أرملها آصف على زردارى. الذى فاز هذا الحزب فى الاقتراع التشريعى.
وأعلن مسئول كبير فى حزب الشعب الباكستانى " أن زردارى ونواز شريف تحدثا مساء أمس الخميس عن تولى مخدوم أمين فهيم رئاسة الحكومة المقبلة ".
وقال فرحة الله بابار المتحدث باسم حزب الشعب: إن قيادة الحزب مجتمعة فى إسلام آباد للبحث فى تطبيق الاتفاق الذى أعلن أمس الخميس بين زردارى وشريف حول تشكيل حكومة تحالف بعد فوزهما في الانتخابات.
زعيما الحزب بلا مناصب
ومن المعروف أن زردارى وشريف لا يستطيعان تولى رئاسة الحكومة، لأنهما لم يتمكنا من الترشح للانتخابات. بسبب قضايا فساد سابقة ، وكان فهيم ترشح للانتخابات الرئاسية التى جرت فى السادس من أكتوبر الماضى وانتهت بإعادة انتخاب مشرف لولاية رئاسية جديدة مدتها خمسة أعوام من قبل البرلمان.
وقد تفاهم الحزبان على الحكم لكنهما لم يتفقا على مصير رئيس الدولة الذى يحكم البلاد منذ الانقلاب العسكرى الذى قام به منذ ثمانية أعوام.
ولا يمانع حزب الشعب الباكستانى فى التعايش مع رئيس تنتزع منه بعض الصلاحيات التى تسمح له بعرقلة القرارات بينما تطالب حركة رئيس الوزراء السابق نواز شريف برحيل مشرف وتؤكد أنه "ديكتاتور".
وانتهت الانتخابات التشريعية بهزيمة الحزب المؤيد لمشرف لكن الرئيس الباكستانى أكد أنه لا يعتزم الاستقالة حالياً، داعياً إلى إنشاء "تحالف متناسب".
ماذا لو رحل مشرف
وعلى أرض الواقع استطاع مشرف تحويل مسألة رحيله إلى قضية قد تؤدى إلى نزاع، بما أنه يملك صلاحية حل البرلمان وإقالة الحكومة. وقد يحاول استغلال العداء بين حزبى رئيسى الوزراء السابقين العدوين منذ التسعينات، بوتو وشريف. فعندما كان نواز شريف فى السلطة، أودع زردارى مرتين بتهمة الفساد فى السجن، حيث أمضى أحد عشر عاماً. وإلى جانب الأحقاد السابقة، قال المحللون والصحف الباكستانية: إن استمرار التعايش بينهما سيكون صعباً.
فحزب الشعب الباكستاني يؤكد أنه" تقدمى" وبوتو وعدت "بتخليص باكستان من الاسلاميين" حتى وإن استدعى ذلك السماح للولايات المتحدة بتوجيه ضربات على أرض باكستان في المناطق القبلية شمال غرب البلاد معقل طالبان وتنظيم القاعدة. فى المقابل يثير نواز شريف حذر الأمريكيين نظراً لتعاطفه فى الماضى مع أصوليين. وقد كررت واشنطن مراراً أنها تأمل فى بقاء مشرف رئيساً. وهذه هو الرهان الأكبر إذ أن مشرف هو الحليف الأساسى للولايات المتحدة في "حربها على الإرهاب".
وتشهد باكستان، القوة النووية الوحيدة في العالم الاسلامي، التي تضم 160 مليون نسمة سلسلة لا سابق لها من الهجمات التي يشنها إسلاميون وأسفرت عن سقوط حوالى ألف قتيل خلال عام واحد. وتعتبر واشنطن باكستان عاملاً أساسياً لاستقرار المنطقة والعالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة