بعد أن ظلت حديث الصحف الفرنسية، بل والعالمية، منذ منتصف ديسمبر الماضى، بعد الإعلان عن علاقتها العاطفية مع الرئيس الفرنسى ساركوزى، ها هى كارلا برونى هذا الشهر نجمة للصحف وتتصدر أغلفتها، ولكن هذه المرة بوصفها سيدة فرنسا الأولى بعد زواجها بساركوزى، فى حفل حضره قلة قليلة من أقاربهم فى الثانى من فبراير الماضى.
ونجحت مجلة الإكسبرس الفرنسية فى الحصول على أول حديث حصرى مع كارلا، تم نشره فى عددها الأخير، عشية الفالنتاين، حيث تحدثت عن قصة الحب التى ربطتها بالرئيس الفرنسى، وكيف أنها ـ وهى التى لم تتزوج من قبل ـ لم تتردد فى الارتباط به، بل إنها تشعر وهى معه أنه لا شىء خطير يمكن أن يحدث لها، فقد منحها ساركوزى الإحساس بالأمان الذى كانت تفتقده. وتعترف كارلا: "وأنا بجانبه، اختفى عنى إحساس القلق الذى كان يحاصرنى منذ طفولتى". وعن سؤال "هل وجدت صورة ساركوزى كما كنت تتخيلينها قبل أن تتعرفى عليه؟"، أجابت كارلا مؤكدة: "قبل أن أعرفه لم يكن لدى فكرة محددة عنه كرجل، ولكننى كنت أستشعر أنه رجل شجاع ويفيض بالنشاط، وبعد أن تعرفت عليه، اكتشفت أنه رجل يثق فى نفسه وفى قيمه، ولذلك فهو قادر على تغيير رأيه، فأنا لم أكن لأتزوج من رجل لا يسمح لى بالتفكير بحرية، والتحدث بحرية، إنه يجعلنى أشعر بقيمة ذاتى، وهو لا يتركنى فقط أمارس حريتى، بل إنه أيضا يقوم بتشجيعى على ممارستها". ساركوزى لا يخشى الاعتراف بالخطأ:
وتستطرد كارلا قائلة: "على الرغم من أننى أتصرف دائما على سجيتى وأقول كل الأشياء التى أشعر بها بمنتهى البساطة دون تفكير، فهو يمنحنى كل اهتمام لما أقول. هذا الاهتمام هو واحد من الأشياء التى جذبتنى إليه كرجل. إن المنصب الذى يتولاه لم يغير منه، فهو يحب دائما التحرك إلى الأمام. إن الحياة بجانبه لها طعم آخر، وسوف تكون بلا شك أجمل بعد انتهاء فترة رئاسته. إن ساركوزى رجل فريد من نوعه، فهو متسامح، لا يخاف الخسارة أو الخطأ، وهو لا يخشى الاعتراف بذلك. ومن المؤكد أنه رجل غير تقليدى، وهو يتشابه فى ذلك مع فرنسوا ميتران. وهو أيضا رجل غير قابل للوقوع فى فخ الفساد، وهذا ما يتشارك فيه مع بيير مندس فرانس".
الإجازة القصيرة رآها الناس طويلة للغاية:
وعن الاتهامات التى وجهت إليها حول كونها أحد الأسباب التى أدت إلى انخفاض شعبية ساركوزى، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادى وأزمة القوة الشرائية، دافعت كارلا مؤكدة: "لا أعتقد أن سعادة الرجل يمكن أن تضر بكفاءته. أتمنى أن أمنح السعادة لنيكولا. وقد كان التعبير علانية عن هذه السعادة هو ما أضر بصورته كرئيس. أعتقد أننا قد أعطينا معا انطباعا بأننا نمارس حياة طبيعية، وهذا ما أندم عليه، فنحن لم نحصل على إجازة إلا لعدة ساعات، ولكنها ظهرت أمام الكاميرات وكأنها أسابيع وشهور، فالناس تظن أن على الرئيس العمل على مدار 24 ساعة فى اليوم. وأنا أؤكد لكم أن هذا يكاد بالفعل يحدث. ورغم ذلك فهو يحتاج، ولو لوقت قصير للغاية، لممارسة حياته الطبيعية، مثلنا جميعا. أنا متفهمة تماما لما قد يقلق الناس، خاصة مع هذه الصورة الغريبة التى يعطونها عنى، ولكننى أريد أن أطمئن الفرنسيين: أنا ابلغ من العمر 40 عاما، وأنا امرأة طبيعية، جادة، بسيطة، صريحة، أم لطفل صغير، كاتبة أغانى، وزوجة لرئيسهم منذ ما يقرب من أسبوعين. وإذا رجع بى الزمن، فسوف أفعل مرة أخرى كل ما قمت بفعله، كما تقول الأغنية، أنا لا أندم على شىء، لقد أحببت عملى كعارضة أزياء وكمطربة، إنه عمل رائع أشعر بالفخر به، مثلما أشعر بالفخر من زواجى بنيكولا. أنا سعيدة وفخورة بأننى أصبحت سيدة فرنسا الأولى، وسوف أبذل كل ما فى وسعى لأستحق هذه المكانة".
خطط السيدة الأولى:يبدو أن سعادة كارلا بالزواج قد طغت على أى شىء آخر، فهى كما تقول: "أنا حديثة العهد بهذا المنصب ولم أخطط لشىء محدد، فأنا لم أتزوج من قبل، ولأنى أنتمى إلى الثقافة الإيطالية فأنا لا أحب الطلاق، وسأظل إذاً سيدة فرنسا الأولى حتى نهاية فترة رئاسة زوجى، وسأظل زوجته حتى نهاية العمر. وأنا أريد، قبل كل شىء، الاستماع إلى زوجى، والاستماع إلى الناس، وإلى كل من لديه المعرفة، لأننى لا أعرف شيئا. فأنا أريد أن أفهم كل الأشياء، وأريد اكتشاف العالم ومتابعة عمل زوجى وردود فعل الناس والإعلام، وأن أعرف رأيهم فى كل ما يفعل. وأنا لا أعلم بعد الدور الذى يمكننى القيام به كسيدة أولى لفرنسا، ولكننى أعلم جيدا كيف أود أن أقوم به بجدية شديدة".
كارلا ساركوزى: أنا سيدة أولى مؤقتة وزوجة دائمة
الإثنين، 18 فبراير 2008 06:36 م