ثلاثة مصريين يعملون فى المنتجات الكيماوية، قرروا حضور مؤتمر للكيماويات فى مدينة مومباى بالهند، ذهبوا إلى شركة مصر للطيران وحجزوا على الرحلة التى ستنطلق فجر الخميس الماضى، ونزالوا فى فندق «ترايدنت» الذى يتوسط فندقى تاج محل وإوبرى، وفى حوالى الساعة الثامنة مساء خرج كل من عبدالله أبوالخير، وأسامة الإمبابى، وأسامة عمار بصحبة صديقهم الهندى من الفندق، وما أن عبروا الشارع لدخول المطعم حتى فوجئوا بشابين فى أوائل العشرينات من عمرهما يحمل كل منهما رشاشا ويصوب طلقاته نحو المارين فى الشارع، والمطلين من «بلكونات» وشبابيك الفنادق الثلاثة والمنازل المجاورة، دون تفرقة بين هندى أو أجنبى.
تناثر أشلاء الجثث، وتدفق الدماء منها، مشهد أثار الرعب فى قلوب المصريين الثلاثة حسب ما أكده أسامة الإمبابى فى اتصال تليفونى بـ«اليوم السابع» من مومباى، موضحا أنه وصديقيه شاهدوا ما لم يكن يتوقعوه فى حياتهم، فمنظر تطاير أشلاء الجثث مرعب، ووجود نقطة شرطة قريبة من مسرح الجريمة، تشاهد مثلنا ما يحدث دون أن يحرك جلالة الحدث لأى فرد من أفرادها ساكنا، لهو أمر يثير العديد من الأسئلة، أما نحن فما كان منا إلا الهروب إلى أقرب منزل، وطرقنا الباب ففتح لنا صاحب المنزل واستضافنا حتى الصباح وسط حالة من الرعب، خاصة أن كل متعلقاتنا من أوراق وجوازات ونقود كانت فى الفندق الذى تعرض لإطلاق الرصاص.
لم تر عيوننا النوم، حتى جاءنا القنصل المصرى فى مومباى نبيلة موسى وذهبنا إلى مقر القنصلية، ونحن فى الطريق اتصل بنا السفير المصرى الدكتور محمد حجازى للاطمئنان علينا، وهو الأمر الذى رفع من معنوياتنا إلى حد ما، فلم نتوقع أن تتحرك السفارة المصرية وتهتم بمواطنيها.
وأوضح «الإمبابى» أن فندق «ترايدنت» هو أحد ثلاثة فنادق متجاورة بجانب فندقى «تاج محل» و«إوبرى» وتعرض الفنادق الثلاثة لإطلاق نار كثيف، واستهداف الضحايا بنفس القدر دون تفرقة بين عربى أو هندى وأجنبى أو مسلم وهندوسى، الرصاص كان يلاحق الجميع وهو ما يكذب ما رددته وكالات الأنباء بأن الجناة قد استهدفوا هذه الفنادق تحديدا لأن معظم نزلائها من العرب المسلمين.
«الأصدقاء الثلاثة قرروا مغادرة الهند عقب تدخل العناية الإلهية لإنقاذهم فذهبوا إلى مطار مومباى فلم يجدوا إلا مقعدا واحدا فى إحدى الرحلات العائدة إلى القاهرة، فاختاروا صديقهم رجل الأعمال عبدالله أبو الخير للسفر لارتباطه بأعمال هامة فى القاهرة حسبما أكد أسامة الإمبابى.
«أبوالخير» استقل الطائرة عائدا إلى القاهرة ولا يملك إلا وثيقة سفر استخرجتها له القنصلية المصرية فى مومباى لأن جوازات سفر الأصدقاء الثلاثة وحتى مساء السبت لم يتم استلامها بجانب متعلقاتهم من الفندق، وعند وصول «أبو الخير «إلى مطار القاهرة صباح الأحد الموافق 30 نوفمبر كانت مفاجأة فى انتظاره، حيث تم حجزه فى المطار تحت زعم أنه قادم من مومباى دون أى أوراق رسمية.
وفى اتصال تليفونى لـ«اليوم السابع» مع عبدالله أبوالخير قال إنه فوجئ بحجزه فى المطار وأن أهله منذ الصباح الباكر ينتظرونه فى الخارج للاحتفاء به بعد نجاته من الموت المحقق، وتساءل عن السر فى احتجازه مع أنه يحمل وثيقة سفر مصدقة من القنصلية المصرية فى مومباى علاوة على نجدته بالقنصل المصرى فى مومباى السيدة نبيلة إبراهيم سلامة، التى اتصلت بالسلطات المعنية بالمطار لتوضيح الأمر بالنسبة لرجال الأعمال المصريين الثلاثة، لكن كل هذه الجهود ذهبت أدراج الرياح.
لمعلوماتك..
◄ 183 قتيلا فى أحداث مومباى الأخيرة