مدحت قلادة

خطر حكم الإخوان

الخميس، 04 ديسمبر 2008 08:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإخصاء السياسى أسلوب اتبعه النظام منذ انقلاب يوليو 1952 للآن، فبعد تهميش الأحزاب، وضعف الحياة السياسية قدم النظام الإخوان كبديل لحكم مصر، أصيب قطاع كبير من المصريين بحالة من الرعب خاصة الليبراليين والأقباط، وطرحت الكثير من الأسئلة بحاجة للإجابة عليها؟ لماذا الخوف من الإخوان؟ وأثر حكمهم لمصر وعلى المنطقة "لا شاء الله"، فالإجابة تحتاج لمقدمة عن الإخوان وأهدافهم؟ وأسلوب عملهم؟

نشأة الإخوان المسلمين
أسست حركة الإخوان المسلمين فى مدينة الإسماعيلية عام 1928 على يد حسن البنا وتجلى فهم الإخوان للإسلام فى رسالة حسن البنا للمؤتمر الخامس للإخوان تحت عنوان "إسلام الإخوان المسلمين" الإسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية وروحانية وعمل ومصحف وسيف! "فليس من الغريب أن يقسم الإخوان على مصحف وسيف!!.

أسلوب عمل الإخوان
يؤكد التاريخ أن أسلوب عمل الإخوان هو الكر والفر وجس النبض فى أحيان كثيرة من حين لآخر، فقبل وبعد انقلاب يوليو يتميز الإخوان بقدرتهم الفائقة على التلون بكل الألوان السياسية والدينية، بدليل تصريح حسن البنا مؤسس حركة الإخوان لحظة التأسيس فى كلمته الشهيرة "الإخوان يلعبون لعبة المصالح المشتركة مع الطاغوت".

ففى الأربعينيات رفع الشعب "الشعب مع النحاس" ورفع الإخوان "الله مع الملك!!"، ورغم رفضهم للانتخابات النيابية رشح حسن البنا نفسه للانتخابات عام 1942، فرفض النحاس باشا وطلب منه الانسحاب فانسحب مقابل صفقة "مكاسب مع الوفد!!"، وبعد صدامهم مع عبد الناصر اختفوا تماماً فاحتضنتهم السعودية وبعثهم السادات من جديد، تعاونوا معه فجازوه على طريقة سينمار وخربوا الحياة السياسية بتضامنهم مع الأحزاب، فأجهزوا على حزب الشعب وأضعفوا حزب الوفد، وعقدوا صفقات مع الحزب الوطنى.

وبعد صفقاتهم مع الحزب الوطنى ونجاح 88 عضوا نشرت مجلة 'المصور' العدد 4234 بتاريخ 2/12/2005م النص الكامل لوثيقة 'فتح مصر'، فليس بعجيب أن يشمل خطابهم كلمات لا تطابق نظرية الحاكمية أو البيعة، كما صرح السيد محمد حبيب "تدرج الخطوات من ثوابت منهجنا، والنضال الدستورى سبيلنا"، اعتراف أن القرآن ليس دستور وكلمة الدستور فارسية الأصل والدستور نظام سياسى أتى من الغرب، وتصريح المهدى عاكف الأولوية الآن للحريات وليس لتطبيق الشريعة!! بالطبع لحين القفز على حكم مصر وتحويل مصر لدولة دينية مثل إيران وأفغانستان ونشر جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى شوارع وأزقة مصر لتطبيق صحيح الدين المطابق لفكر الجماعة! واختيار الرئيس لـ 80 مليون مصرى بـ17 عضوا "مكتب الإرشاد" وتنتشر الديمقراطية الإخوانية!! فى ربوع مصر لتقضى على الأخضر واليابس واستحلال دماء المخالفين لفكرهم .

الخوف من الإخوان
التاريخ لا يكذب، فتاريخ الإخوان مع المخالفين لفكرهم طريق أحادى الاتجاه "اغتياله" فعلى سبيل المثال وليس الحصر:
محاولة قتل العقاد بوضع متفجرات أمام منزل العقاد فى أواخر 1948، وكتب العقاد مقالاً ضد الإخوان بعنوان "الفتنة التى ابتليت بها مصر" بجريدة الأساس يوم 2/1/1949 .
قتل المستشار الخازندار رئيس محكمة استئناف القاهرة فى 22 مارس 1948 وكتب مرشدهم مقالة "ليسوا مسلمين وليسوا إخوان".
قتل النقراشى باشا فى الساعة الثامنة وعشر دقائق يوم الثلاثاء 28 ديسمبر 1948.
محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى المنشية عام 1954.

اغتيال الرئيس "المؤمن" أنور السادات 6 أكتوبر عام 1981 مستخدمين طلقات حارق .
اغتيال الدكتور فرج فودة دكتور االفسلفة فى لاقتصاد الزراعى والكاتب بمجلة أكتوبر والجريدة الأحرار يوم 8 يونيو 1992 بعد إهدار دمه من الشيخ الغزالى .
محاولة اغتيال نجيب محفوظ فى 14/10/1994بعد تكفيره بسبب رواية أولاد حارتنا.
فالخوف من حركة الإخوان لكونهم الأم الحنون الحاضنة لكل المنظمات الإرهابية فى العالم أجمع، فمنظمات الجهاد الإسلامي، والجمعيات السلفية، والشوقيين، والتكفير والهجرة، وفتح الإسلام، وسيف الإسلام، وحماس، ومجاهدى ديكان الهندية،والجماعات الأصولية والسلفية المنتشرة فى العالم أجمع علاوة على القاعدة كلهم أبناء شرعيون للإخوان المسلمين، شربوا من دسمها وتربوا على أفكارها وطوروها.

لم يتعلم النظام منذ عهد جمال عبد الناصر والسادات فقدم الإخوان كبديل له لضرب عصفورين بحجر واحد لدول الغرب والليبراليين وأقباط مصر استمراراً فى سياسة الإخصاء السياسى تهميشاً للأحزاب السياسية، معتقدين أنه آمن، فالضحية ليس الليبراليين، وليسوا أقباط مصر فقط، بل الضحية مصر كلها التى تتأخر قرونا أخرى للخلف، وسيكافئ الإخوان المسلمين النظام على الطريقة الإخوانية كما حاولوا مع عبد الناصر فى المنشية عام 1954 وفعلوا مع السادات بعد نجاحهم فى اختراق بعض الأجهزة الحساسة بمصر. قاموا بزرع الفتنة بالشارع المصرى فجميع الأحداث الطائفية تثبت تورط الإخوان فيها، فأحداث عين شمس، حيث وقف عضو مجلس الشعب الإخوانى محمد يوسف أبو حسين، حيث تجمع مئات المصلين أمام العقار تحت الإنشاء، وأشاع هذا الشخص بأن الأقباط سيقومون ببناء كنيسة بدلاً من العقار فحرقوا الكنيسة وهاجموا أملاك الأقباط كبداية لحرق مصر كاملاً بالطبع بمباركة النظام .

ترى!! متى سيفيق النظام؟ وتنتهى الأحزاب الكرتونية التى تعيش على الفتات الساقط من الحزب الحاكم!! وتنتهى الجماعة المحظورة قانونياً والمحظوظة واقعياً لتعود لمصر الحياة الدستورية السابقة قبل انقلاب العسكر عام 1952.
أخيرا ليتعلم النظام " مهما قدمت للذئب من طعام يظل يحن للغابة "
وقول أفلاطون " من يأبى اليوم قبول النصيحة التى لا تكلفه شيئا فسوف يضطر فى الغد إلى شراء الأسف بأغلى سعر ".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة