فى ليلة رأس السنة من كل عام، نسمع أصوات زجاجات تتكسر، أثاث قديم يلقى من الشرفات والشبابيك، فقد اعتاد المصريون إلقاء كراكيب العام الماضى ليبدأوا عاماً جديدا، نلقى دوما أشياء لا نحتاجها ولكنها تشغل حيزا من حياتنا، تزحم الدنيا من حولنا وتعوق حركاتنا داخل المكان.
كراكيب فى كل مكان.. فى منازلنا.. فى شوارعنا.. فى عقولنا.
نعم الكثير من الأفكار التى لا تعدو أن تكون "كراكيب" تشغل حيزا من عقولنا، ونتوارثها عن أبائنا دون أن نفكر فعليا فى مدى صلاحيتها للعصر الذى نعيش فيه. كم نحن فى احتياج شديد إلى فتح "صندرة" عقولنا لنفتش فيها عن الأفكار والسلوكيات الصالحة وتلك التى فسدت، ولا يصح أن تبقى بعد الآن وبالتالى فعلينا التخلص منها بإلقائها كما نلقى الكراكيب القديمة.
اليوم السابع يفتح "الصندرة" ليفتش داخل كراكيب المصريين....
خاصية الأنف الطويلة
من الخصائص المميزة للمصريين حيث لا يعترفون بمصطلح الخصوصية، طوال الوقت يسألك زملاؤك وأصدقاؤك أسئلة شخصية لن تفيدهم فى شئ، "حتتجوز إمتى، مبسوط مع زوجتك، ناويين تخلفوا إمتى، مفيش حاجة جاية فى السكة"، وطبعا كل ذلك من باب العشم حتى تصبح حياتك على المشاع، كل الناس تعرف أدق خصوصياتك وأسرارك الزوجية بدقة شديدة. أرفض الإجابة على مثل هذه الأسئلة حتى لو اتهمك البعض بأنك شخص غير اجتماعى.
ازدواجية عجيبة
يتحدث طوال الوقت عن عقليته المتفتحة، وأنه إنسان متحضر يحترم المرأة ولا يعاملها ككائن أقل شأنا، فاسأله هل يقبل الزواج بامرأة تفوقه مهنيا أو ماديا أو حتى ثقافيا.. ستكون الإجابة لا، فهو لا يتحمل أن تتفوق عليه المرأة فى أى شئ، فلا بد أن يشعر دوما أنه الأعلى وأنها فى مرتبة أقل، تلعب دور الطالب بينما هو الأستاذ.
أنت مختلف إذن أنت منبوذ
يسخر المصريون من كل شخص يبدو مختلفا عنهم، لذلك تجدهم يسخرون من ذوى الاحتياجات الخاصة وقصار القامة والصم، كما إن لديهم قائمة طويلة من المهن التى يعتبرها مشينة مثل الزبال وعامل الصرف الصحى وغيرها من المهن. أى شخص لا يسير على الكتالوج الذى وضعه له المجتمع فهو منبوذ، لا يمكنك الحياد عن الخط الذى رسمه لك المجتمع، وإن حدث ذلك حتى لو بغير إرادتك فأنت ملام.
شماعة المرأة
المرأة فى مجتمعنا هى المخطئة دوما، حتى لو تعرضت للتحرش أو الاغتصاب، فلا بد أن تكون أثارت ذلك الرجل الذى سقط ضحية الإغواء، وهى مدانة فى كل أحوالها سواء غير متزوجة، مطلقة، أرملة، متزوجة ولم تنجب. هل يمكننا رمى شماعة المرأة مع كراكيب 2008؟؟
أرجوك..استحمى
من الأشياء والعادات البذيئة التى نود إدخالها فى قاموس كراكيب 2008 وهى رائحة العرق التى تصدر من أى تجمعات عامره بالبشر، وخصوصاً بوسائل المواصلات التى تشعرك أن أمامك قنبلة من الروائح المسيلة للدموع لكثرة الروائح السيئة، وعدم مراعاة الناس أساليب النظافة. فلذلك عندما تصعد إلى أتوبيس نقل عام تشاهد على وجه بعض الناس تلك النظرة التى ينظرون بها إلى من بجوارهم وكأنهم يقولون له "أبوس إيدك.. استحمى".
إرفع بنطلونك.. عيب
موضة تسقيط البنطلونات التى نراها فى كثير من رجال ونساء المستقبل تجعلنا نشعر بالاشمئزاز منهم، أولا لمظهرها غير المقبول اجتماعياً، وثانياً وهذا الأهم أن هذه الموضة "مش بتاعتهم" لذلك فنحن بكل فخر نرمى هذه الموضة التى لا معنى لها غير إحساس الآخر "بالقرف" من مرتديها بكراكيب 2008.
لا تبصق علىّ من فضلك
على بعد عدة خطوات منك، تجد من يميل إلى الأمام فجأة ليبصق على الأرض، ويتناول منديلا من جيبه ليمسح فمه، أمر شديد الاستفزاز فما دام لديه منديل لماذا يبصق على الأرض؟ وهل هذا البصق مجرد إفراز يحاول التخلص منه؟ أم أنه يريد بالفعل البصق على هذه البلد التى لم توفر له مقومات الحياة الإنسانية. فى الدول المتقدمة سلوكياً إذا بصق أحد فى الشارع يجد نفسه بعد دقائق أمام السلطات الأمنية بتهمة «البصق على الشارع» والعقوبة الفورية هى الغرامة، فالبصق جريمة يعاقب عليها القانون، وأكثر من ذلك تقوم السلطات بنشر صورة أولئك «الباصقون» بالصحف اليومية، لو طبق هذا القانون فى مصر لنفدت ورقات الصحف قبل أن تنفد أسماؤهم.
وأنا مالى
تسمع من تستغيث ولا تحرك ساكنا، تصدم سيارة أحد المارة فتمصص شفتيك وتمضى فى طريقك أو تقف للفرجة، يشتعل حريق فترفع كاميرا الموبايل لتصوير الحريق بدلاً من أن تطلب المطافى أو تمد يد المساعدة، حتى وصلنا إلى آخر صيحة ترى فتاة تتعرض للتحرش فتقف تتفرج كما لو كان فيلما سينمائيا، هذا إذا لم تساعدهم فى التحرش بها.
استرجل وامتنع عن التدخين
22 مليارا هى مصروفات الشعب المصرى فى 2008 على التدخين، لا داعى لمزيد من الكلمات حول الأولويات وصحتك وأموالك المهدرين، ولكن لما لا تحترم إنسانيتك وتحترم من حولك ولا تكن عبئا إضافياً على البيئة، وإن لم يقنعك ما سبق فى التخلى عن التدخين، أذكرك بحقى فى تنفس الهواء النقى.
وداعاً 2008 وأهلا 2009
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة